الأحد 18 فبراير 2018 / 09:02

عودة زايد الحفيد

ابن الديرة- الخليج

عاشت دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً أمس يوماً استثنائياً ليس ككل الأيام، تغلفه السعادة من كل الجوانب، بعودة حفيد زايد فارس العرب وحكيمهم ومؤسس التجربة الوحدوية الوحيدة الناجحة على مستوى الوطن العربي، الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، سالماً معافى من رحلة علاج بعد أن أصيب في معركة الشرف التي تقودها دول التحالف العربي ضد المتمردين على السلطة الشرعية في اليمن.

وكما كان للشهداء مكانة رفيعة في عقل وقلب ووجدان كل إماراتي، كان مسؤولاً أو من عامة الشعب، لأنه قدم حياته في ساحة الشرف فداء للحق وضد الباطل الذي كان يريد أن يعبث بأمن المنطقة واستقرارها، كان أيضاً للجرحى والمصابين من جنودنا البواسل كل الحب والرعاية والاهتمام، لأنهم قدموا دماءهم ثمناً لحرية أشقائهم في اليمن، ولتحقيق الأمن الاقليمي الذي تعتبر الإمارات طرفاً أساسياً فيه.

عاد الجندي الباسل حفيد زايد من معركة الكرامة العربية، وإصابته ضمن قوات التحالف تاج يزين الرؤوس، ووسام شرف على صدر الأبطال أمثاله الذين كانوا يؤدون واجباً عزيزاً، فبهم جميعاً، شهداؤنا وجرحانا نعتز ونزهو ونرفع هاماتنا لتعانق السماء فخراً وسعادة بالذين أدوا واجبهم بإخلاص منقطع النظير.

زايد بن حمدان فخر لشباب الإمارات وقدوة، وهو وأمثاله خيرة شباب الوطن، نعتز بأنهم من صفوفنا ونحن في صفوفهم، ونزداد قوة على قوة بهم وبتضحياتهم وصلابتهم وتصميمهم الذي لا يلين على نصرة الحق ودحر الباطل مهما كان الثمن فادحاً، فالنتائج عزيزة وغالية كأصحابها الذين حققوها.

الجندي المقدام الشجاع زايد، كان أصيب في سقوط طائرة مروحية قبل نحو ستة أشهر في منطقة شبوة اليمنية، واستشهد إلى جانبه مجموعة من أبطال قواتنا المسلحة، وكتب الله أن يتعافى من إصابته لتعم الفرحة أرجاء البلاد بعودة البطل، وهو الشعور نفسه الذي يستقبل به كل العائدين من معركة الحرية في اليمن، فما أجمل أن يعود الجندي المصاب إلى بلده وقد تعافى ومنّ الله عليه بالشفاء.

سيبقى زايد الحفيد سليل المجد الذي صنعه زايد القائد المؤسس الحكيم والفارس العربي الهمام رحمه الله، وبالفعل لا يمكن أن نخشى على وطن يضم في أبنائه أبطالاً كمن استشهدوا، وأصيبوا، واستبسلوا في الدفاع عن القضية التي ذهبوا بعيداً من أجل نصرتها وإعلائها.

أبناء زايد وأحفاده أمثلة رائعة على الوطنية والتضحية والفداء، والاستبسال في ساحات الشرف حيث لا مجال للحق والباطل أن يتعايشا، وجرحك يا زايد الحفيد كان عنوان الرجولة والبطولة والتضحية التي تعتبر من سمات شخصيتك.

نحن على ثقة بأن راية الحق ستعلو خفاقة بفضل شهدائنا وجرحانا والرجال الذين يستمرون في أداء الواجب تحيط بهم قلوب الملايين من أبناء شعبهم، وقيادتهم.