ستانيسلاف ماتفييف الذي يعتقد أنه بين الضحايا الروس الذين قتلوا في الهجوم على دير الزور.(تويتر)
ستانيسلاف ماتفييف الذي يعتقد أنه بين الضحايا الروس الذين قتلوا في الهجوم على دير الزور.(تويتر)
الأحد 18 فبراير 2018 / 14:16

ماذا يقول ذوو المرتزقة الروس الذين قتلوا في سوريا؟

24- زياد الأشقر

عن تداعيات قصف الإئتلاف الدولي لقافلة تضم مرتزقة روساً يقاتلون إلى جانب القوات السورية النظامية في دير الزور، كتب مارك بينيت في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن إيغور كوسوتوروف لم يكن جندياً نظامياً في الجيش الروسي. لكن أقارب صاحب محل البقالة البالغ من العمر 45 سنة يعتقدون أنه كان بين العشرات من المواطنين الروس الذين قتلوا هذا الشهر في غارة جوية شنها الإئتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قرب حقل نفطي في دير الزور بشرق سوريا.

تردد الكرملين في الإقرار بالخسائر، ناهيك عن تكريم الروس الذين قتلوا في مواجهة مع قوات تقودها الولايات المتحدة، يتناقض مع الجنازة الرسمية للطيار الروسي رومان فيليبوف الذي أسقطت طائرته فوق سوريا

فبعد انكار أولي، أقرت وزارة الخارجية الروسية بأن الغارة أدت إلى مقتل خمسة مواطنين روس كانوا على الأرجح يقاتلون إلى جانب قوات موالية للنظام السوري في 7 فبراير (شباط) الجاري. لكن تقارير أخرى تحدثت عن مقتل ما يصل إلى 200 شخص يحملون الجنسية الروسية، الأمر الذي إذا تأكد، سيشكل الصدام الأكثر دموية بين مواطنين أمريكيين وروس منذ انتهاء الحرب الباردة.

مقاتلون مخضرمون
وفيما لا تزال أعداد الضحايا غير واضحة، تظهر صور بعض هؤلاء الذين قتلوا، وبينهم مقاتلون مخضرمون من حرب موسكو في شرق أوكرانيا، قرروا الذهاب إلى سوريا بدافع الوطنية أو بسبب مشاعر بالقومية الروسية، بينما كان آخرون يأملون في الحصول على أجورٍ مغرية.

وقال بينيت إن كل هؤلاء، استناداً إلى مصادر متعددة، تم استخدامهم بواسطة "مجموعة فاغنر" شركة الظل التي يستعملها الكرملين لشركات تعاقدات عسكرية. ويقول المنتقدون إن موسكو تلجأ إلى المرتزقة من "مجموعة فاغنر" لإبقاء خسائر الجيش الروسي متدنية في سوريا. والإحصاء الرسمي الذي يقدمه الجيش الروسي في سوريا العام الماضي كان مقتل 16 جندياً، على رغم أنه يعتقد أن عشرات المرتزقة لاقوا حتفهم.

محاربة داعش!
وقالت ناديجدا الزوجة السابقة لكوسوتوروف في مقابلة بواسطة الهاتف مع الصحيفة البريطانية من منزلها في بلدة أسبست في منطقة الأورال، إن زوجها "كان قناصاً سابقاً في الجيش. وذهب إلى سوريا لأنه وطني. وهو يعتقد أنه إذا لم نضع حداً لداعش في سوريا، فإنهم سيأتون إلينا، في روسيا. قال لي إنه إذا لم يذهب، فإن السلطات سترسل عندها فتياناً صغاراً، من دون خبرة عسكرية". وأشارت إلى أنها بقيت قريبة من كوسوتوروف بعد طلاقهما، لكنه لم يطلعها على الجهة التي رتبت ذهابه إلى سوريا. وقد تبلغت بمقتله من خلال قنوات غير رسيمة. وقالت: "أجمع معلومات شيئاً فشيئاً من مصادر مختلفة لمعرفة مكان جثث القتلى". وعندما سئلت ما إذا كانت السلطات الروسية قد اتصلت بها، أجابت مطلقة تنهيدة: "هذه لعبة سياسية لا أفهمها".

200 قتيل
وكتب ميخائيل بولينكوف، المدون القومي، الذي زار جرحى الهجوم في مستشفى لم يسمه في روسيا إن "مصادري أبلغتني عن مقتل 200 شخص من كتيبة واحدة فقط". وبينما راجت تقارير أولية عن الضحايا الأسبوع الماضي في وسائل التواصل الاجتماعي، التزم الكرملين الصمت. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، إن من المحتمل أن يكون هناك مواطنون روس في سوريا، لكن الكرملين يملك معلومات فقط عن الجنود الروس. والخميس قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن التقارير التي تتحدث عن مقتل أكثر من خمسة مواطنين روس هي "معلومات تقليدية مشوهة".

ويقول منتقدون إن تردد الكرملين في الإقرار بالخسائر، ناهيك عن تكريم الروس الذين قتلوا في مواجهة مع قوات تقودها الولايات المتحدة، يتناقض مع الجنازة الرسمية للطيار الروسي رومان فيليبوف الذي أسقطت طائرته فوق سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.

يدفنون بصمت

وتبعد أسبست 1100 ميل عن موسكو ويبلغ عدد سكانها 70 الف نسمة وفيها منجم للأسبست (الحرير الصخري). ويبلغ معدل الراتب الشهري فيها 25 ألف روبل (314 جنيه استرليني) ويعاني سكانها أوضاعاً صحية متردية. وفي المقابل تدفع "مجموعة فاغنر" 90 ألف روبل للمقاتلين العاديين شهرياً و250 الف روبل للمقاتلين من ذوي الاختصاصات.

واشتكت إمرأة روسية أخرى تدعي ناديجدا التي قتل زوجها وهو يقاتل في سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من أن "البعض يحصل على ميداليات وتشريفات ، بينما يدفن آخرون بصمت ومنسيين".