الإثنين 19 فبراير 2018 / 10:42

أخبار الساعة: العرب قوة بناء وإيران عنصر هدم

قالت نشرة أخبار الساعة إنه "بينما تبذل الدول العربية، وعلى رأسها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جهوداً حثيثة من أجل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإعادة إعمار ما دمرته الحروب -التي كانت إيران سبباً في اندلاعها أو عاملاً أساسياً في تأجيجها- تصر طهران على مواصلة سياستها الهدامة والمدمرة في المنطقة، في حين أنها لم تقدم شيئاً لكل مشاريع الإعمار الجارية في المنطقة، وكان آخرها مؤتمر إعمار العراق الذي انعقد في دولة الكويت الشقيقة مؤخراً".

وأضافت النشرة في افتتاحيتها تحت عنوان "العرب قوة بناء وإيران عنصر هدم" أن "مساهمة دول الخليج العربي، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت سخية جداً؛ ولم يكن هذا مستغرباً حتى من دولة مثل الكويت التي عانت غزواً مقيتاً وغير مسبوق من قبل العراق مطلع التسعينيات من القرن الماضي؛ بينما كانت مساهمة إيران رقمياً صفراً، حيث لم تعلن أي مساهمة في المبلغ الذي أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن حاجة العراق إليه لإعادة الإعمار وهو 88 مليار دولار".

صراع ودمار
وأوضحت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن دور طهران في الصراعات والدمار اللذين تسببت بهما يفوق كل التوقعات؛ بل لم يعد يخفى أن ما وقع من دمار في العراق قبل ظهور تنظيم داعش- ومنذ الغزو الأمريكي للبلاد، وخلال المعارك مع التنظيم- كان لإيران وميليشياتها الطائفية دور رئيسي فيه؛ حيث كانت تمارس سياسة الأرض المحروقة، ولا تدخل قواتها منطقة أو مدينة قبل العمل على مسحها وأحياناً بشكل كامل؛ فضلاً عن القتل العشوائي والممنهج لأبناء السنة الذين عانوا أفعال إيران وأتباعها في العراق ما لم يعانوه لا من مستعمر ولا محتل؛ وكانت النتيجة النهائية تدمير مدن وقرى بأكملها؛ ولهذا كانت فاتورة إعادة الإعمار باهظة بكل المقاييس.

وذكرت أن المفارقة الأكبر تبقى أن إيران التي تسببت بهذا الدمار، لم تساهم بأي شيء يسجل في صحيفتها السوداء، التي قد تكون يوماً ما سبباً في عقد مؤتمر دولي آخر يخصص لإعادة إعمارها هي.

وأشارت إلى أنه إذا ما تحدثنا عن اليمن، فإن دور إيران في دعم الانقلابيين واستمرار الحرب التي تسببت بدمار غير مسبوق، فضلاً عن مأساة إنسانية هي الأسوأ في العالم اليوم، ظاهراً لا يستطيع أحد ولا حتى إيران نفسها أن تنكره؛ فالأسلحة التي تساعد الحوثيين على مواصلة القتال العبثي تأتي من إيران، كما أن الصواريخ البالستية التي يواصل المتمردون إطلاقها باتجاه القرى والمدن في المملكة العربية السعودية، بما فيها مكة المكرمة، مصدرها إيران؛ وكذلك الأمر بالنسبة إلى المشاركة المباشرة في الحرب، حيث توجد قوات إيرانية تساهم في المجهود الحربي والعدواني للمتمردين؛ وهناك الكثير من الأدلة الدامغة على هذه المشاركة التي دأبت طهران على نفيها؛ فقد قامت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أول من أمس السبت، باستهداف مبنى في مدينة تعز كان في داخله خبراء تجسس إيرانيون يعملون لصالح ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وصمة عار

ولفتت النشرة إلى أنه إذا انتقلنا إلى سوريا، وما أدراك ما سوريا، فما فعلته إيران هناك يندى له الجبين؛ بل هو وصمة عار في تاريخ هذه الدولة المارقة، حيث تسببت مع أذنابها في أكبر مأساة بشرية في عصرنا منذ الحرب العالمية الثانية؛ ويكفي أن نشير إلى مقتل نحو نصف مليون إنسان معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح وإصابة الملايين، وتشريد وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري، حتى ندرك حجم الجريمة النكراء التي ارتكبتها إيران وحلفاؤها وأتباعها في هذا البلد الذي كان منارة في العالم، قبل أن تختطفه طغمة يحار المرء مهما كانت بلاغته في وصفها.

وقالت أخبار الساعة "وفي لبنان، نرى أن جريمة إيران لها جذور راسخة، فهي عبر ذراعها التي صنعتها في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، السبب الرئيسي فيما يعيشه هذا البلد من وضع سياسي دائم التوتر، وواقع أمني هش وظرف اقتصادي صعب؛ وكما تسببت في اندلاع حروب دمرت أجزاء كبيرة من لبنان؛ فقد أقحمت هذا البلد المسالم في صراعات المنطقة، حيث اختطف وكيلها هناك ميليشيا حزب الله القرار اللبناني وزج بالبلد في صراعات مسلحة لا ناقة له فيها ولا جمل؛ وقتل وشرد وارتكب الفظائع بحق الشعب السوري الذي كان يحتضنه في حروبه العبثية السابقة.

واختتمت بالقول "إذن باختصار، إن إيران وأتباعها من أذناب وذئاب لهم دور مكشوف في الدمار الذي لحق بالعديد من بلدان المنطقة، وفي خلق أجواء من الاحتقان الطائفي والمذهبي غير المسبوق؛ في حين أن العرب لا يترددون في بذل ما يملكون من أجل إعادة الإعمار وتحقيق الأمن والاستقرار.