جندي عراقي ينظر إلى جدار رسم عليه علم داعش في العرقوب بالعراق.(أرشيف)
جندي عراقي ينظر إلى جدار رسم عليه علم داعش في العرقوب بالعراق.(أرشيف)
الإثنين 19 فبراير 2018 / 12:38

بعد انهياره في العراق وسوريا.. داعش يخترق مناطق بعيدة

انهارت خلافة داعش المزعومة، ولكن زعيمها أبو بكر البغدادي لا زال طليقاً، ويزعم التنظيم بأنه لا يزال لديه عشرة آلاف موالٍ في العراق وسوريا. ورغم سقوط مقره الرئيسي في الرقة، شرق سوريا، يسعى التنظيم للتمدد في مكان آخر، متفاخراً بفروعه النشطة، أو منظماته الفرعية في سيناء بمصر وفي ليبيا واليمن وأفغانستان ونيجيريا وروسيا. كما حقق داعش اختراقات في جنوب شرق آسيا، وخاصة في الفيليبين.

يفيد التمدد نحو مناطق جديدة في إعطاء التنظيم الإرهابي سمعة كونه أكثر قوة مما هو حقيقة، ويتيح له إعلان مسؤوليته عن أي هجوم يقع ضد قوات أمنية محلية في مناطق بعيدة

ولفت كولين كلارك، عالم سياسي لدى مؤسسة راند غير الحزبية التي لا تبغي الربح، في مقالته المنشورة ضمن مجلة "ناشونال إنترست"، إلى أنه مع تراجع حدة القتال في العراق وسوريا، تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية مسح في العالم في محاولة لتحديد المصدر المحتمل لتهديدات لاحقة. ولكن عند استعادة كيفية انتشار تنظيمات إرهابية أخرى، يمكن استخلاص دروس حول أسباب سعي تلك المجموعات لإنشاء فروع جديدة لها.

على خطى القاعدة
ويرى كلارك، أنه من أجل معرفة كيف يمكن لداعش أن يستمر، من المفيد تتبع مسار القاعدة، الذي سار على نهج مشابه في التوسع، خلال العقد الأول من القرن الحالي. فقد سعى تنظيم بن لادن، بحسب الكاتب، للانتشار في مواقع جغرافية جديدة عقب الغزو الأمريكي لأفغانستان في نهاية 2001، والذي جاء بعد حرب أمريكية ضد الإرهاب، استمرت عشر سنوات، وذلك بواسطة هجمات لطائرات مسيرة، وعبر عمليات قوات خاصة.

أول الفروع
ويلفت إلى أن أول فرع للقاعدة ظهر في السعودية في 2003، وتبعته فروع في العراق (2004) وفي الجزائر(2006)، واليمن(2007) ومن ثم في الصومال (2010) وأخيراً في سوريا(2012). ويورد باراك مندلسون، خبير في شؤون القاعدة، تفاصيل حول كيفية تمدد التنظيم بطريقتين، إنشاء فرع خاص به كما جرى في السعودية واليمن، أو الاندماج مع تنظيمات إرهابية موجودة سلفاً، كما جرى في العراق والجزائر والصومال.

الخبرة والأساليب المبتكرة
وبرأي كلارك، تسعى تنظيمات إرهابية لإيجاد فروع جديدة لها لعدة أسباب، من ضمنها التوسع في الحجم والمساحة، واكتساب خبرة محلية، ونشر أساليب مبتكرة، وتعلم تكتيكات وإجراءات جديدة، ودعم مشروعية تنظيم ما، حيث يحتمل أن ينظر إليه بوصفه كياناً أجنبياً.

ويفيد التمدد نحو مناطق جديدة في إعطاء التنظيم الإرهابي سمعة كونه أكثر قوة مما هو حقيقة، ويتيح له إعلان مسؤوليته عن أي هجوم يقع ضد قوات أمنية محلية في مناطق بعيدة، كما جرى في شمال أفريقيا وجنوب آسيا.

مهاجمة مصالح غربية
ويشير كاتب المقال إلى محاولات القاعدة مهاجمة قوات أمريكية كانت تعمل ضمن محيطه الرئيسي في أفغانستان، مع الإيعاز لفروعه بمهاجمة مصالح غربية في مناطق أخرى، كما جرى في السعودية والجزائر وفي مناطق عدة، من أجل الإيحاء بأن القاعدة كان قادراً على الضرب حول العالم، وحيثما شاء.

خبرة محلية
وتستفيد تنظيمات إرهابية من اكتساب خبرات وابتكارات محلية عبر تمددها، وإنشاء فروع في مناطق جديدة. فعبر الاندماج مع الشباب في الصومال، انتقل القاعدة إلى منطقة جديدة من العالم، حيث كان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على مقاتليه العرب التحرك وسط ديناميكيات قبلية معقدة، وعبر صراعات عشائرية.

معوقات
ولكن كلارك يرى أن عمليات الاندماج مع منظمات إرهابية محلية لا تؤتي ثمارها دوماً، بل تواجهها عقبات وعراقيل غير متوقعة، وغالباً ما تواجه بهجمات من تحالفات اجتماعية قوية.

ورغم ذلك، بدأ داعش بنقل عملياته خارج سوريا والعراق، في محاولة لدعم فروعه الخارجية، التي تتبع نفس تكتيكاته وأساليبه. وقد ثبت ذلك من خلال تنفيذ تفجيرات انتحارية في أفغانستان، وعمليات كر وفر في سيناء.