الثلاثاء 20 فبراير 2018 / 09:46

العزلة الإيرانية

افتتاحية الرياض

كما كان متوقعاً فقد جاء التهديد الإيراني للأمن والسلم الدوليين كمحور رئيس في أجندة مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو أمر طبيعي في محفل دولي يبحث جهود مكافحة الإرهاب والعلاقات المتوترة بين الدول وهواجس اندلاع مواجهة عسكرية نووية وجميعها طرق تتقاطع مع الخط الذي تسير فيه طهران في سعيها الذي لم يتوقف منذ وصول الخميني إلى السلطة إلى تصدير ثورته عن طريق إشاعة الرعب والخوف والدمار في الشرق الأوسط.

كلمات المتحدثين من رؤساء حكومات ووزراء تناولت الخطر المقبل من إيران وممارساتها العبثية التي أدت إلى تعكير الأجواء وخلقت عداوات وانقسامات وتحزبات أثرت على مسار دول برمتها وحولتها إلى ساحات حروب أهلية ومعارك سياسية زعزت استقرارها وجعلتها رهينة للقرار الإيراني، الأمر الذي أثّر على علاقاتها الإقليمية والدولية.

وزير الخارجية عادل الجبير أكد في المؤتمر على معاناة دول المنطقة وصبرها الطويل على ما تقوم به إيران التي لم تتوقف عن تصدير ثورة الخميني إلى دول الجوار ولا عن دعم حزب الله اللبناني الذي يعد أكبر تنظيم إرهابي في المنطقة ولا عن تدبير أعمال إرهابية في المملكة والبحرين ودول أخرى، وهي أمور لم تحدث سراً بل فاخر النظام الإيراني بتنفيذها ودعمها.

الجبير وفي عرضه لسجل نظام الملالي الإرهابي أعاد إلى الأذهان قيام الحرس الثوري بتدريب وإدارة الخلية التي قامت بتفجير أبراج الخبر في عام 1996م، وتوفير أكثر من تسعين في المئة من المتفجرات المستخدمة في اعتداءات كثيرة استهدفت ترويع الآمنين، إضافة لإيوائها لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي وتقديمها الملاذ لأسامة بن لادن، إضافة إلى سعيها لزعزعة استقرار سورية والعراق واليمن ولبنان.

المتحدثون في المؤتمر وضعوا العالم أمام واقع إيران التي أصبحت معزولة نتيجة سلوكها العدواني وإصرارها على مخالفة الإجماع الدولي، فالحالة الإيرانية لا يمكن وصفها بممارسات دولة طبيعية بقدر ما تمثله من نموذج للدولة المارقة على كل القيم والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار.

النظام الإيراني سيتجاهل كما فعل من قبل جميع الدعوات التي تطالبه بالتوقف عن العبث السياسي والمغامرات غير المحسوبة، وهو ما يؤكد وصول هذا النظام إلى نقطة اللاعودة، وذلك أمر طبيعي لمجرم يعتقد أن المناخ الآمن يعني انتهاء وجوده.