الثلاثاء 20 فبراير 2018 / 13:14

المقالب بين الأصدقاء.. هل هي للدعابة أم للتعبير عن رأي؟

الصداقة تتميز بالدعابة والمرح، ولكن أحياناً تأخذ تلك العلاقة منعطفاً ذا تأثيرات سلبية ونفسية خطيرة عندما تصبح المقالب هي مصدر التسلية والترفيه. فما الدافع الحقيقي وراء المقالب وكيف يراها خبراء الصحة النفسية؟

يرى عدد من خبراء الصحة النفسية أن المقالب تعتبر من التصرفات التي تؤدي للأذى النفسي إذا زادت عن حدها وخرجت عن سياق المزحة الخفيفة.

المقالب بين الأطفال
ترى استشارية العلاج النفسي والإدمان في مصر، الدكتورة ألفت علام أن لفت الانتباه هو أحد أسباب القيام بالمقالب التي تكون أكثر شيوعاً بين الأطفال حيث تتميز بالمشاكسة والمداعبة والبراءة أيضاً، لكنها أحياناً قد ترتبط بالسمات الشخصية للطفل، فليس كل طفل يحب المقالب.

وتضيف أن "الطفل الذي يقوم بعمل المقالب مع أصدقائه يكون غير قادر على خذ حقه، فيلجأ للمقلب كوسيلة غير مباشرة للرد على إساءة أحد أصدقائه أو التعبير عن الغضب. وأحياناً تكون المقالب بين الأطفال ظريفة حسب شخصية الطفل والموقف، لأنه يكون لطيفاً لو حدث بشكل تلقائي حسب الموقف".

المقالب بين الكبار
وترى استشارية العلاج النفسي والإدمان أن: "المقلب مع الصديق المقرب يختلف عن زملاء العمل أو غير المقربين الذين ربما يتفهمون الموقف ولا يفسرونه بشكل سلبي أو باستياء إذا تم المقلب في حدود المعقول".

ومن جانبها ترى رنا الشيخة، الأخصائية النفسية بمؤسسة AWO EFB في برلين أن الموضوع له جوانب سلبية وإيجابية تختلف حسب المقلب نفسه. فالأمر نسبي، إذ يمكن أن نجد أشخاصاً يتقبلون الصدمات ويتعايشون معها وآرخرون يصابون بصدمة.

وتعتبر أن العامل الحاسم الوحيد هو شخصية الإنسان الذي تعرض للمقلب، فهناك من يعانون من الفوبيا تجاه بعض الأشياء مثل خوفهم من حدوث مكروه لأطفالهم أو غيرها من الأمور. وعندما يصبح المزاح في هذا الإطار مزعجاً.

المقالب بين الزوجين
لا يجوز أن يكون المقلب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن المرح أو التسلية بين الزوجين، وفقاً للدكتورة ألفت علام وتضيف أن "نوع المقلب يختلف، فمثلاً مقالب الزوج أو الزوجة للفت الانتباه وإشعال نار الغيرة والحب كلها تؤدي إلى وقوع مشاكل بين الزوجين".

وتتفق الشيخة مع علام بأن المقالب عند الكبار تكون "مدروسة ومخططة وتشبع عدة دوافع مثل الانتقام من شخص أو التخطيط مثلاً لإفشال علاقة بين حبيبين، أما عند الصغار فيكون الوضع مختلفاً حيث يقومون بها بشكل عفوي برئ".

مقالب التلفزيون
تأثير البرامج خطير جداً على الأطفال، فهم لا يدركون مدى خطورة الموقف فربما يحاولون تجربة تلك المقالب مع أصدقائهم أو أنفسهم. وعن مواجهة تلك الظاهرة والتصدي لها تقول الشيخة "طالما تعرض تلك البرامج على التلفزيون فليس بإمكاننا منع الأطفال من مشاهدتها، إذ قد يشاهدونها في الخفاء. لذا يجب التحدث معهم بأسلوب التوعية وتقديم المعلومات ونترك الحكم على الموقف لهم".

وتفسر: "أي أن نوضح للطفل عمق الموضوع ومدى خطورته وتوضيح الصور التي لا يرى منها إلا الجانب الفكاهى في إطار تمثيلي. ومن هنا يستطيع الطفل تحليل الموقف في كل أمور حياته ويعتاد عدم تلقي المعلومة فقط وإنما تحليلها ودراستها ومناقشتها".

وتضيف أن المشكلة تكمن في "حالة صغر السن للطفل لدرجه لا تسمح له بالاستيعاب، فهذا يؤثرعلى نفسيته بل ويعلمه التخطيط للأذى بشكل أو بآخر إما بدافع التعبير عن الغضب بشكل غير مباشر أو لمجرد التسلية وتضييع الوقت " مما يجعله يرى السعادة والمرح في إيذاء الطرف الأخر.