عهد التميمي.(أرشيف)
عهد التميمي.(أرشيف)
الثلاثاء 20 فبراير 2018 / 13:01

عهد التميمي فضحت وحشية إسرائيل

اعتبر ريتشارد فولك، أستاذ فخري للعلاقات الدولية لدى كلية القانون في جامعة برينستون الأمريكية، أن محاكمة إسرائيل لعهد التميمي أمام محكمة عسكرية بسبب مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي، تجسيد وحشي لا يوصف لأسر أجيال من المدنيين الفلسطينيين العزل.

كون عهد مراهقة وأنثى يعزز من جديد الصورة الشجاعة والتضحية ونضال الفلسطينيين العنيد ضد المحتل

وكتب في مجلة "فورين بوليسي" أنه بات الآن معروفاً لكل من يتابع النضال الفلسطيني، أن فتاة اسمها عهد التميمي، 17، عاماً، واجهت جنوداً إسرائيليين اقتحموا أرض عائلتها، بعد وقت قصير من إصابة ابن عمها، محمد، بطلقة مطاطية في عينه، ما سبب له حالة إغماء. وقد انتشر فيديو قصير لرد فعلها، وأظهر للعالم كيف تصدت فتاة لجنود مسلحين، ثم اعتقلت بعد يوم، في منتصف الليل، واتهمت بسلسلة جرائم، بما يمثل معياراً لاعتقال إسرائيل لأطفال. وقد نقلت عهد إلى سجن إسرائيلي، لا تستطيع أسرتها الوصول إليه، ورفضت إسرائيل الإفراج عنها لقاء كفالة مالية.

أيقونة
ويلفت الكاتب إلى إطلاق وصف "أيقونة فلسطينية" على عهد، لأن قصتها، تمثل، اليوم كما من قبل، رمزاً لمثابرة استثنائية للشعب الفلسطيني الذي عانى، على مدار خمسين عاماً من الاحتلال، وسبعين عاماً منذ وقوع ما يعرف باسم نكبة 1948.

ويشير فولك لاستمرار هذه المعاناة دون أن يلوح في الأفق ما يؤذن بنهايتها، معتبراً أن كون عهد مراهقة وأنثى يعزز من جديد الصورة الشجاعة والتضحية ونضال الفلسطينيين العنيد ضد المحتل.

رد فعل
وكان، بحسب كاتب المقال، رد الفعل الإسرائيلي متوقعاً، سلبياً وجارحاً، بقدر ما كان الموقف الفلسطيني حازماً وقوياً. ولم يقلّ ما قالته ميرا ريغيف، وزيرة الثقافة الإسرائيلية، شدة عن الموقف الأمني الإسرائيلي، عندما أشارت إلى عهد بأنها "ليست بنتاً صغيرة، بل إرهابية. وقد آن الوقت لكي يعرف الجميع بأن أمثالها مكانهم السجن، ولن يسمح لهم بإثارة العنصرية، والدعوة لتدمير دولة إسرائيل".

تعليق أشد

وبرأي فولك، كان تعليق نافتالي بينيت، وزير التعليم الإسرائيلي المعروف دولياً، في وصفه للعقاب الذي يتناسب مع جريمة عهد أكثر شدة، إذ قال: "يجب أن تمضي عهد حياتها في السجن عقاباً على جريمتها".

وكان تعليق بين كاسبيت، صحفي إسرائيلي بارز، أفظع، عندما صرح بأن نوعية التحدي الذي مارسته عهد يستحق أن يعالج خارج إطار القانون، قائلاً: "في حالة الفتيات، يجب أن يدفعن ثمناً داخل أماكن مغلقة ودون وجود شهود أو كاميرات". وقرأ بعض النقاد في ذلك التصريح ما يوحي بشكل من الدعم لتحرش جنسي أو الاغتصاب. ولكن مهما تكن نية كاسبيت، ما يدعو للقلق يرجع لحقيقة استخدام مثل تلك اللغة علانية بين أوساط رفيعة في إسرائيل، ودون إثارة أي رد فعل يشير لرفض هذا الأسلوب الترهيبي من أجل كسر إرادة الفلسطينيين.

إخفاق
ويلفت فولك إلى صدور ردود أفعال أشد تعقيداً حيال تحدي عهد. وقد أبدى بعض المعلقين استياءهم حيال الاهتمام الدولي الكبير بالحادثة. ووصل الأمر لدرجة الإيحاء بأن ما حصل كان نوعاً من الفخ من أجل تشتيت الرأي العام الدولي نتيجة إخفاق حماس في إشعال انتفاضة ثالثة، رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وعزمه، بالتالي، على نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة.