الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إلقائه خطاب حال الاتحاد.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إلقائه خطاب حال الاتحاد.(أرشيف)
الثلاثاء 20 فبراير 2018 / 13:53

الإسلام الراديكالي هو المشكلة.. والإسلام المعتدل هو الحل

كتب مدير مشروع واشنطن التابع لمنتدى الشرق الأوسط كليفورد ماي مقال رأي في مجلة ذي امريكان سبكتايتور تطرق فيه إلى عدم استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعبارة الإسلام الراديكالي في خطاب حال الاتحاد، على الرغم من حديثه عن داعش والإرهاب وسجن غوانتنامو.

أصبح ترامب أول رئيس أمريكي يعترف بالإسلام المتطرف كتهديد أساسي للأمن القومي

لقد استُخدم تعبير الأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية في ديسمبر (كانون الأوّل) الماضي حين أطلقت الإدارة الحالية استراتيجيتها الأولى للأمن القومي. يشير هذا الأمر إلى أنّه قد يكون هنالك شكّ ما حتى داخل إدارة ترامب نفسها حول المدى الذي يجب من خلاله التشديد على عنصر الأيديولوجيا وكيف يمكن تدمير الإسلاميين الراديكاليين بالطريقة الفضلى في حرب الأفكار ضدّهم.

يضيف ماي أنه لا يمكن إنكار أنّ المقاربات الراديكالية للإسلام حركت أخطر أعداء الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. فانطلاقاً من القاعدة مروراً بإيران وصولاً إلى الإخوان المسلمين الذين أعلنوا أنّ أمريكا هي عدو لهم في يناير (كانون الثاني)، يرى الإسلاميون المتطرفون الصراع مع الولايات المتحدة والغرب ضمن أطر أيديولوجية. الديموقراطية هي العدو، الثيوقراطية الإسلامية بشكل أو بآخر هي الهدف. قبل مقتله، أعلن أسامة بن لادن عن هدفه بإزالة واشنطن عن مركز القيادة العالمية.

الصراع الأيديولوجي في العقود الماضية
خلال السنوات الثلاثين الماضية، تعامل صنّاع القرار الأمريكيون بشكل فاتر مع البعد الأيديولوجي للصراع بين الولايات المتحدة وأعدائها. لكنّ الأمر عرف بعض الاستثناءات. لقد بنى الرئيس الأسبق رونالد ريغان مسيرته السياسية على تحدي الأيديولوجيا الشيوعية من خلال التشديد على قيمة الحرية. ففي خطاب حال الاتحاد سنة 1986 أشار إلى أنّ الشيوعية "تدعي وتمارس علناً حقاً مزعوماً في توجيه حياة الناس وتصدير عقيدتها بالقوة". وأوضحت استراتيجية الأمن القومي التي أطلقها سنة 1987 أنّ "العقيدة الماركسية اللينينية" كانت من بين "التهديدات الأساسية للمصالح الأمريكية"، مستندة إلى "اختلافات جوهرية في ... المعتقدات" بين الولايات المتحدة وخصومها الشيوعيين.

لكن في 1994، بدأت إدارة كلينتون تصف الشيوعية باعتبارها من بقايا الماضي، ولم تكن الراديكالية الإسلامية قد بدأت تشكل مشكلة جدية بعد. عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، شرع العديد في واشنطن بالنظر إلى الإسلام المتطرف على أنّه مشكلة جدية. لكن مع ذلك، وخوفاً من أن يؤدي تحدي عقيدة متشابكة بشكل كبير مع الإيمان الإسلامي إلى تهميش المجتمع المسلم الأوسع، في الداخل والخارج، وصفت الإدارة الثانية لجورج بوش الحرب على القاعدة وعلى مجموعات جهادية أخرى بأنها حرب على الإرهاب. لقد أسقطت تلك الإدارة عنصر الأيديولوجيا من كونه محفّزاً أساسيّاً للإرهابيين.

المسلمون والأمريكيون يتشاركون القلق نفسه
وضاعفت إدارة أوباما من رهانها على عدم كون الإسلام الراديكالي جزءاً يستحق ذكره إذا مسّ بمشاعر البعض وصولاً إلى إزالة بعض المواد التدريبية في مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي مثل تلك التي تناقش الجهاد. لكنّ ماي يوضح أنّه ليس صحيحاً، وبشكل يمكن إثباته، اعتبار أنّ المسلمين لا يشاركون الأمريكيين مخاوفهم من الراديكاليين الذين يتغلغلون بينهم. ويعترف المسلمون بالصراع الأيديولوجي داخل الإسلام أكثر ممّا يفعل معظم الآخرين. ومن بين هؤلاء، مجيد نواز وهو راديكالي سابق أمضى ست سنوات في السجن، وقد بات اليوم يعمل بدوام كامل لمكافحة المقاربات الراديكالية للإسلام. والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حارب رجال الدين المتطرفين في مصر الذين ينشرون نسخاً راديكالية عن الإسلام.

للتمييز بين المسلمين والراديكاليين
يستشهد ماي بما كتبه أيضاً زميله الباحث في منتدى الشرق الأوسط دانيال بايبس الذي رأى أنّ "الإسلام الراديكالي هو المشكلة، الإسلام المعتدل هو الحل". وأضاف ماي أنّ هذه المقاربة البديلة كسبت أهمية في انتخابات 2016، حين ناقش المرشحون دونالد ترامب وتيد كروز وحتى هيلاري كلينتون الإسلام الراديكالي بعبارات أوضح. لقد أصبح ترامب أول رئيس أمريكي يعترف بالإسلام المتطرف كتهديد أساسي للأمن القومي، بالرغم من أنّ ماي يرى أنّه فشل أحياناً في التشديد على التمييز العمليّ بين الراديكاليين والمسلمين المعتدلين. يشير ماي إلى أنّه من غير الواضح بعد سبب استبعاد ترامب للعبارة في خطاب الاتحاد. ربّما لأنّه رآها تثير الانقسام في هكذا مناسبة. لكن على المدى البعيد وبشكل إجماليّ، حقّقت هذه الإدارة انطلاقة عظيمة بتحديد ومحاربة الإسلام السياسي الراديكالي كعقيدة.