فلسطينيون غاضبون يطردون مندوب قطر في غزة (أرشيف)
فلسطينيون غاضبون يطردون مندوب قطر في غزة (أرشيف)
الثلاثاء 20 فبراير 2018 / 17:09

بعد طرد مندوبها من غزة.. فلسطينيون يفضحون الدعم الوهمي الذي تقدّمه قطر

أشاد مواطنون وناشطون فلسطينيون بموقف طرد المندوب القطري من قطاع غزة خلال إقامته مؤتمراً صحافياً في مدينة غزة، مؤكدين أن قطر كانت ولا زالت تلعب أداوراً مشبوهة تمس بالقضية الفلسطينية والوطن العربي، مستذكرين مواقف لها ضد فلسطين ومصر وعدد من الدول العربية.

وتصدر هاشتاق #فلسطينيون_يطردون_السفير_القطري، مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين، حيث نشر النشطاء الفلسطينيون عليه صور طرد مندوب النظام القطري ومهاجمته من قبل الفلسطينيين في قطاع غزة، واستذكروا الفساد الكبير في المشروعات التي تعلن قطر عن تدشينها في غزة، والمواقف القطرية المدفوعة بأوامر إسرائيلية تجاه غزة.

ندعم غزة بناء على طلب إسرائيل
ونشر النشطاء تصريحات لسفير النظام القطري في واشنطن قبل أيام قال فيها: "نحن نقدم الدعم لغزة بطلب من إسرائيل وأمريكا"، معتبرين الدعم القطري لغزة محاولة لفرض شروط ومواقف سياسية على القيادة الفلسطينية، وضمن المناكفة السياسية التي تلعبها قطر ضد السلطة الفلسطينية من خلال دعم حركة حماس في قطاع غزة.

واستشهد الكاتب الفلسطيني محمود جودة، على هذا التوجه، باستذكار أحد المواقف لقطر خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، حيث قال جودة: "في أول أسبوع من الحرب عندها كانت خسائرنا 300 شهيد، وقتها قدمت مصر ورقة تفاهم لوقف إطلاق النار، فرفضتها قطر ودفعت المقاومة الفلسطينية إلى رفضها لأنها مقدمة من نظام لا ترضى عنه، وقدمت ورقتها التي صيغت باستشارة، أو طلبات أمريكية إسرائيلية وكان سقف تلك الوثيقة مستحيل التنفيذ كي ترفضها إسرائيل فيما بعد".

وأضاف: "رفضتها وطالت أيام الحرب 52 يوماً كانت فيها خسائرنا أكثر من 2500 شهيد وآلاف المعطوبين والبيوت المدمرة، وبعدها عدنا للورقة المصرية بعد أن دمرتنا خدعة الوطنية القطرية، ولم نحصل على ميناء ولا مطار ولا معابر".

وأضاف الكاتب الفلسطيني: "حصلنا على مدينة حمد السكنية، وما أدرك ما مدينة حمد - في إشارة للفساد الذي صاحب عمليات توزيع الشقق السكنية فيها - وبضع سيارات لرجالات الحكومة وملايين الدولارات، هل هذه هي المعونات التي تتحدث عنها؟! وماذا لو لم تكن، ربما لم يستمر الانقسام إلى اليوم".

واستذكر الكاتب الفلسطيني موقفاً آخر للنظام القطري، عندما ثار الشعب المصري ضد نظام الإخوان المسلمين الإرهابي والرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، فقامت قطر بسحب كافة ودائعها من بنك مصر المركزي في محاولة لدفع الاقتصاد المصري نحو الانهيار.

تجارة قطرية على هيئة دعم
وقارن النشطاء الفلسطينيون بين الدعم السخي الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مع بيع النظام القطري لشقق مدينة حمد السكنية التي تم إنشاؤها للمواطنين الفلسطينيين، في ظل غياب للشفافية من قبل الجهات التي أشرفت على اختيار أصحاب هذه الشقق.

في حين أن دولة الإمارات العربية المتحدة، أنشأت حي الشيخ خليفة بن زايد، غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة للفلسطينيين الذين هدمت منازلهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، وضم أكثر من 600 وحدة سكنية و8 مدارس، تم توزيعها مجاناً على المواطنين الذين هدمت منازلهم خلال الحرب، إضافة لإنشائها حي الشيخ زايد شمال قطاع غزة قبل أعوام.

كما أنشأت المملكة العربية السعودية 3 أحياء سكنية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، شملت أكثر من 1500 وحدة سكنية، يقطنها أكثر من ألفي عائلة فلسطينية، وتم تقديمها مجاناً للعائلات الفلسطينية التي هدمت منازلها خلال بداية أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000.

"الجزيرة" تحذف فلسطين من الخارطة

وذكّر النشطاء الفلسطينيون بما تتعمد قناة "الجزيرة" التابعة للنظام القطري اعتماده خلال تغطياتها الإخبارية للشأن الفلسطيني، حيث تحذف اسم فلسطين من الخارطة وتذكر بدلاً منها اسم إسرائيل على كافة الخارطة التاريخية لدولة فلسطين.

كما عبر النشطاء الفلسطينيون عن غضبهم المستمر من حرص القناة الدائم على توفير منصة إعلامية لشخصيات إسرائيلية عسكرية وسياسية وأكاديمية، خلال تغطياتها للأحداث في الأراضي الفلسطينية تسيء بشكل كبير لفلسطين وتحرض على الفلسطينيين، وتتجاوز ذلك للتحريض على الإسلام، كما حدث عندما استضافت القناة القطرية حديثاً أحد الأكاديميين الإسرائيليين الذي تهكم على الدين الإسلامي.

كما أكد الفلسطينيون أن النظام القطري الذي يعد من الدول العربية القليلة الذي يفتتح سفارة لإسرائيل في بلاده، لم يكن ليقدم دعماً بريئاً للشعب الفلسطيني، بل ضمن أهداف لنظام الحمدين تسعى من خلالها للمتاجرة بقضية الشعب الفلسطينية واستغلالها لغرض لفت الأنظار عن رفض الشعب القطري والشعوب العربية من المواقف العدائية لهذا النظام من القضايا العربية.