دبابة "إم1" الأأمريكية في العراق (أ ف ب)
دبابة "إم1" الأأمريكية في العراق (أ ف ب)
الأربعاء 21 فبراير 2018 / 00:41

واشنطن تضغط على بغداد لاستعادة دباباتها من الحشد الشعبي الموالي لإيران

24 - إعداد: ريتا دبابنة

كشفت السلطات الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق، ومن بينها حزب الله اللبناني، حصلت على ما لا يقل عن تسع دبابات أمريكية الصنع بتكنولوجيا متطورة من طراز "ام -1" في بداية 2015. ويقول البنتاغون إن هناك محاولات لاستعادة هذه الدبابات، إلا أن الضرر حدث بالفعل، بعد أن استخدمتها الميليشيات ضد حلفاء واشنطن، الأكراد.

وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، لصحيفة "ديلى بيست" أمس الثلاثاء: "إننا ندرك أن جميع عتاد الدفاع الذي تقدمه الولايات المتحدة للحلفاء ليس تحت سيطرة المستلم المقصود".

وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع حكومة العراق لضمان أن تكون كافة الأسلحة الدفاعية سُلمت للحلفاء"، مشيراً إلى أن "الجيش العراقي استعاد عدداً من الدبابات".

أكثر الدبابات قوة في العالم
وتعد "أبرامز إم-1" التي يبلغ وزنها 70 طناً، وهي أكبر خزان في ترسانات الجيش الأمريكي والبحرية ودعامة الجيوش الخاصة لحلفاء الولايات المتحدة، من أكثر الدبابات قوةً وصلابة في العالم.

وتُزود الدبابة المصممة لأربعة ركاب، بمدفع عيار 120 ملم، ودروع سميكة، ومحرك يمكن أن يدفعها بسرعة 40 ميلاً في الساعة، حسب الصحيفة.

وتقول الصحيفة، إن العراق اشترى 140 دبابات من طراز "ام -1" من الولايات المتحدة في 2008، لإعادة بناء الكتائب المدرعة التي دمرتها القوات الأمريكية أثناء غزوها للعراق عام 2003، وتصل تكلفة الواحدة إلى حوالي 4.3 ملايين دولار.

وفي عام 2014، استخدمت القوات العراقية دبابات "إم –1"، في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي فرض سيطرته على مناطق شمال العراق.

وسرعان ما بدأت الاشتباكات، وخلال أشهر قليلة، استولى داعش على كافة الدبابات، وقال المتحدث باسم التحالف، إن الميليشيات الموالية لإيران، التي تعرف باسم "قوات الحشد الشعبي" استعادت بعض الدبابات من داعش.

الحشد الشعبي يفرض سيطرته
وفي يناير(كانون الثاني) 2015، ظهر شريط فيديو على الإنترنت يُظهر دبابة من طراز "إم-1" وقد رُفع عليها علم كتائب حزب الله الإرهابية.

وأظهر مقطع فيديو آخر، في فبراير(شباط) 2016 دبابة أخرى من طراز "إم-1" ترفع علم كتائب "سيد الشهداء"، وهي ميليشيا أخرى تابعة لقوات الحشد الشعبي.

وقال المتحدث باسم التحالف، بحسب "دايلي بيست"، إن الدبابات التي استولى عليها الحشد الشعبي من داعش، ليست سوى عدد قليل من أصل تسع دبابات ظهرت في ترسانة الميليشيات.

ويبدو أن الجيش العراقي وفّر الدبابات مباشرة لميليشيات الحشد الشعبي، في انتهاك واضح للعقد الأصلي مع الولايات المتحدة.

واستخدمت الميليشيات التابعة لإيران دبابةً واحدةً على الأقل من طراز "إم-1" ضد قوات البشمركة الكردية، في اشتباكات في كركوك العراقية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما كانت حكومة إقليم كردستان تحاول فرض استقلالها.

ورغم أن الولايات المتحدة لم تدعم فكرة استقلال كردستان عن العراق، إلا أن الأكراد يبقون حلفاء لواشنطن، وإيران هي الخصم الأكبر.

وتقول الصحيفة إنه خلال الاشتباكات، دمرت قوات البشمركة الدبابة، وقيل إنها دمرت باستخدام صاروخ مضاد لم يعرف مصدره، صيني أو ألماني.

ونشرت الحكومة الإقليمية الكردية صور الدبابة المحترقة، دليل اًعلى استخدامها من قبل ميليشيات الحشد الشعبي.

البنتاغون يعترف
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أخيراً حيازة الحشد الشعبي لدبابات "إم-1" في تقرير هذا الشهر، حسب ما صدر عن المفتش العام للحملات العراقية وسورية، وجاء في البيان: "أقرت وزارة الخارجية الأمريكية بأن بعض المعدات العسكرية، التي زودت بها الولايات المتحدة الجيش العراقي، من بينها 9 دبابات من طراز "إم-1"، وقعت في أيدي الميليشيات المدعومة من إيران".

ويستمر البنتاغون في الضغط على العراق لاستعادة أي من دبابات "ام – 1" التي ما زالت في أيدي الميليشيات، وقال المتحدث باسم التحالف إن "السلطات العراقية، باعتبارها مستفيدة من معدات الدفاع الأمريكية، ملزمة بمتطلبات الاستخدام النهائي على النحو المبين في الاتفاقيات المبرمة مع حكومة الولايات المتحدة".

وحسب الصحيفة، أفادت تقارير بأن شركة "جينيرال ديناميكش لاند سيستمز"، التي تُصنع دبابات "إم-1" وتوفر قطع الغيار والفنيين لهذه الدبابات، هددت أخيراً بقطع العلاقات مع بغداد، بسبب استخدام الميليشيات الموالية لإيران لمعداتها العسكرية، فيما أشارت تقارير أخرى، إلى احتمال وقف أي اتفاقيات أسلحة مستقبلاً، بين الولايات المتحدة والعراق.