من مؤتمر الأمن في ميونيخ.(أرشيف)
من مؤتمر الأمن في ميونيخ.(أرشيف)
الأربعاء 21 فبراير 2018 / 14:17

ألمانيا تتلكأ في المشاركة بضمان أمن العالم

بعد انعقاد مؤتمر الأمن في ميونيخ، في 16 فبراير( شباط) الجاري، لفتت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن البلد المضيف للمؤتمر، ألمانيا، لا يبدي استعداداً للمشاركة في ضمان أمن العالم.

ثمة دعوات لأن تلعب ألمانيا دورها في زيادة حجم مشاركتها في ميزانية الناتو، ولتلبية مطلب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن تخصص ما لا يقل عن 2٪ من حجم ميزانيتها لأغراض دفاعية، من أجل توفير الحماية لأوروبا وللعالم أيضاً

وتقول المجلة إن بداية مؤتمر الأمن في ميونيخ بدت كئيبة هذا العام – تحت شعار"هل نحن متجهون، مرة أخرى، نحو الهاوية ؟". وعندما اقترب موعد ختام اللقاء الذي جمع زعماء وساسة وخبراء عسكريين حضروا من معظم دول العالم، أقر رئيسه، وولفغانغ إيشينر، ديبلوماسي ألماني سابق، بأنه "عندما افتتحت المؤتمر يوم الجمعة، كنت آمل أن نزيل علامة الاستفهام من الشعار، ولكني أشعر الآن بأننا لسنا واثقين من قدرتنا على ذلك".

تحديات جديدة
وتابع إيشينر: "حدد المشاركون ماهية التحديات الجديدة، لكنهم لم يقدموا خطوات حاسمة من أجل مواجهتها".

وتلفت "إيكونوميست" لبقاء آخرين على تشاؤمهم. فقد غرد، على تويتر، كونستانز ستيلزينمر، من معهد بروكينغر: "يبدو الغرب منهكاً"، فيما كتب توبياس بوندي، كبير منظمي مؤتمر الأمن في ميونيخ لشؤون السياسة: "بالنسبة للكثيرين في ميونيخ، تبدو الولايات، أكثر فأكثر، كسفينة بدون ربان، فيما غالباً ما يطرح الغرب تحليلات عوضاً عن استراتيجيات".

فجوة
وتقول المجلة إن لا شيء يعبر عن هذه الفجوة بين الخطاب والفعل كما هو حال ألمانيا نفسها. فقد صدر عن ممثلي أكبر اقتصاد في أوروبا ما يكفي من الضجيج في ميونيخ. ومن خلال كلمة مفخمة انتقل فيها من أمريكا إلى أوكرانيا وصولاً إلى سوريا، حذر زيغمار غابرييل، وزير الخارجية الألماني، من كون أوروبا بحاجة لبذل جهد أكبر لضمان أمنها، وقال: "سيكون الأمر شاقاً علينا بوصفنا النباتيين الوحيدين ضمن عالم من أكلة اللحوم".

من ثم جاء دور أورسولا فون ديرلين، وزيرة الدفاع الألمانية لكي تتحدث، بوصفها الرئيسة المقبلة لحلف الناتو، فاستخدمت نفس اللهجة قائلةً: "يجب أن تبدأ أوروبا بتقوية نفسها. وسنعمل على زيادة عديد قواتنا، وسنواصل الاستثمار والتطوير".

غياب
ولكن، تسأل إيكونوميست: ماذا تم بشأن رغبات إيشينغر حيال اتخاذ "خطوات جذرية". وتشير لتغيب غابرييل عن لقاء ما عرف باسم مجموعة نورماندي حول أوكرانيا( فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا)، بحجة أنه كان مضطراً للعودة إلى برلين للمشاركة في الاحتفال بإطلاق سراح الصحفي الألماني – التركي دينيز يوجيل. وبالفعل كانت تلك مناسبة سعيدة، ولكن لم تكن مشاركة غابرييل فيها بقدر أهمية حضوره فرصة نادرة لمعالجة سفك الدماء المستمر في شرق أوكرانيا.

من جهة أخرى، تطرقت وزيرة الدفاع الألمانية لمسألة توفير مساعدات مالية لمناطق شهدت صراعات، علماً أن ألمانيا قادرة على القيام بذلك بسهولة، وفق المجلة. كما تجاهلت الوزيرة الألمانية التطرق لدعوات لأن تلعب ألمانيا دورها في زيادة حجم مشاركتها في ميزانية الناتو، ولتلبية مطلب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن تخصص ما لا يقل عن 2٪ من حجم ميزانيتها لأغراض دفاعية، من أجل توفير الحماية لأوروبا وللعالم أيضاً.