وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين (أرشيف)
وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين (أرشيف)
الأربعاء 21 فبراير 2018 / 19:48

هموم ألمانيا في مؤتمر ميونيخ

قال فولفغانغ إيشينغر رئيس مؤتمر ميونيخ قبل انعقاد المؤتمر إن الاتحاد الأوروبي الذي يُمثِّل اهتمامات 500 مليون نسمة، وتعتبره دول كثيرة أهم شريك تجاري لها، فشل في سياسته الخارجية والأمنية، تجاه الشرق الأوسط. واقترح إيشينغر على الحكومة الألمانية الجديدة بعد تشكيلها، جعل الاتحاد الأوروبي قوة ضاربة، ليكون أكثر تأثيراً.

يبدو أن حديث وزيرة الدفاع ما زال قيد الأماني، لأن السيد فولفغانغ إيشينغر رئيس المؤتمر، ألمح إلى دول الاتحاد الأوروبي التي لا تفعل شيئاً سوى استخدام حق الفيتو، فهل ستكون قوة الدفاع المشتركة بين ألمانيا وفرنسا، هي خروج ضمني من كيان الاتحاد الأوروبي العملاق المتراخي

وأوضح أيضاً أن هذا سيكون ممكناً، لو استطاع الاتحاد، اتخاذ قراراته المتعلقة بقضايا السياسة الخارجية بالأغلبية فقط، وإلغاء حق الفيتو الممنوح لكل دولة من دوله الثماني والعشرين.

كلمات رئيس المؤتمر، تضرب بدايةً في الولايات المتحدة الأمريكية، كأنّ اعتماد الاتحاد الأوروبي على قوة أمريكا الضاربة، وهو ما أوصل الاتحاد الأوروبي إلى ما يُشبه قهوة منزوعة الكافيين، غير كافٍ. أضاف فولفغانغ إيشينغر أيضاً أن وزراء دفاع الدول الأوروبية، اتفقوا على تحويل الاتحاد الأوروبي إلى اتحاد دفاعي، ولعبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، دوراً رئيسياً في هذا التوجه.

 نلاحظ هنا اختفاء صوت المستشارة أنجيلا ميركل سيدة ألمانيا الأولى، والسبب، ربما تكون إهانة مبطنة من رئيس مؤتمر ميونيخ، لميركل التي لا تستطيع رفع عينيها في وجه أمريكا، وقد يقصد رئيس المؤتمر، سياسات أمريكا بشكل عام مع الاتحاد الأوروبي طوال عقد من الزمن أو أكثر، وليس سياسات ترامب، الأسهل في جلب الاعتراض عليها من الجميع بما فيهم المستشارة الألمانية.

هل أصبحتْ أنجيلا ميركل في فترة رئاستها الرابعة، وائتلاف حكومتها المستقبلية، المنقسمة بشدة، بين حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، وحزب الاشتراكيين الديموقراطيين، في وضع يُشبه وضع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وحكومتها الضعيفة؟ على حد تعبير أنجيلا ميركل، بأنها تنازلت تنازلات مؤلمة للاشتراكيين الديموقراطيين.

بعد تمهيد فولفغانغ إيشينغر رئيس مؤتمر ميونيخ، جاءتْ الكلمة الافتتاحية لوزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، تأكيداً لما تم الاتفاق عليه مسبقاً، فتحدثتْ عن خطة دفاع ألمانية – فرنسية، جديدة، ثم قالت: نريد أن يكون للأوروبيين جيش، وسنموله من الصندوق الأوروبي. نريد أن نستخدم هذا الوزن العسكري إن كان هناك ضرورة لذلك، ثم استشهدت بكلمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن أوروبا يجب أن تعمل على توفير الحماية لنفسها.

 يبدو أن حديث وزيرة الدفاع ما زال قيد الأماني، لأن السيد فولفغانغ إيشينغر رئيس المؤتمر، ألمح إلى دول الاتحاد الأوروبي التي لا تفعل شيئاً سوى استخدام حق الفيتو، فهل ستكون قوة الدفاع المشتركة بين ألمانيا وفرنسا، هي خروج ضمني من كيان الاتحاد الأوروبي العملاق المتراخي، الذي أصبح عالة وعبئاً على ألمانيا؟ لكن خطة الحرب الباردة كانت تفكيك دول أوروبا الشرقية التابعة للاتحاد السوفييتي، إلى دويلات صغيرة، ثم ضم تلك الدويلات إلى الاتحاد الأوروبي، ثم إطلاقها كدولٍ، مرةً أخرى، وهي ما زالت دويلات.

وبالمثل تحدثتْ وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، بأنه يجب أن تكون لدينا استراتيجية مستقلة، تخدمنا دون الاضطرار لطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، وأضافتْ أنه على مدى الشهور المقبلة ستكثف فرنسا شراكتها العظيمة مع ألمانيا، لتكون لدينا طائرات مُسيرة سوياً.

على الجانب الآخر، وجَّه أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، تحذيراً لألمانيا وفرنسا، بعدم تحييد واشنطن والناتو، وقال بأنه يُرحب بجهود ألمانيا وفرنسا، لتكوين منظومة دفاع جديدة، لكنه يخشى أن تحمل منظومة الدفاع المشترك، الجديدة، مخاطرَ إضعاف التحالف عبر الأطلسي، وتجاوز الناتو. ثم أضاف أمين عام الناتو النقد اللاذع، فقال: الاتحاد الأوروبي لا يُمكنه حماية أوروبا بنفسه، والدول الخارجية تحمل دوراً أساسياً في الدفاع عن الاتحاد الأوروبي.

وفيما يُشبه الإذلال، ذكَّر أمين عام الناتو، ألمانيا وفرنسا، بأنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن 80 في المائة من إنفاق الناتو، سيكون من خارج الاتحاد الأوروبي. وفي حديث جانبي، على هامش المؤتمر، تطرق أمين عام الناتو السيد ينس ستولتنبرغ مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، إلى الحكومة الألمانية الجديدة، وتمنى ألا يُضعف حصول الاشتراكيين الديموقراطيين على حقائب سيادية، منها المالية والخارجية والعدل، طموحَ قوة الدفاع المشتركة بين ألمانيا وفرنسا، وألا يكون بند إمكانية التراجع عن تكوين الائتلاف الحكومي، الذي تم الاتفاق عليه، بألم شديد من جانب حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، والممكن تنفيذه بعد سنتين، معطلاً أيضاً لقوة الدفاع المشتركة الجديدة، فهناك مَنْ يتنبأ أن المستشارة أنغيلا ميركل قد تتنحى عن الحكم بعد سنتين، أرجو ألا يعصف هذا التعقيد المستقبلي، الجديد، والمُحْتَمَل، بآمال قوة الدفاع المشتركة الجديدة.

ابتسمت وزيرة الدفاع السيدة أورسولا فون دير لاين للأمين العام لحلف الناتو السيد ينس ستولتنبرغ وقالت: تتكلم يا سيدي وكأنك أمريكي، مع أنك في الأصل نرويجي أوروبي، رحم الله تاريخ شبابك القريب، الذي كنت فيه ضد حلف الأطلسي، ورشقت فيه أيضاً، بالحجارة، السفارة الأمريكية، رداً على قصف سلاح الجو الأمريكي لهايبونغ الفيتنامية 1973.

وتوليت آنذاك رئاسة "حركة الشباب العمالية" التي دعتْ إلى خروج النرويج من حلف الأطلسي.

هل ما زالت في مكتبة بيتك الأنيقة كتب ماركس وإنغلز، على سبيل النوستالجيا فقط؟ كنت شيوعياً إلى حين ميسرة؟ وبعد العسر دارتْ مياسير، وليستْ ميسرة واحدة. من فضلك ابتعد بمقعدك قليلاً، أريد شيئاً من الهواء.