سياح في تايوان (بيكساباي)
سياح في تايوان (بيكساباي)
الأربعاء 21 فبراير 2018 / 18:44

تايوان تسعى لاستقطاب السياح المسلمين بعد تراجع الصينيين

تسعى تايوان إلى استقطاب أعداد كبيرة من السياح المسلمين لتعويض الخسائر الناجمة عن تراجع أعداد الزوار الصينيين، بتقديم عروض تلائم متطلباتهم بما يشمل مطاعم الأغذية الحلال، والفنادق الفارهة المجهزة بغرف للصلاة.

وشهدت أعداد الزوار من بر الصين الرئيسي تراجعاً كبيراً على وقع تنامي التوتر بين البلدين، وسط تكهنات باستخدام السلطات الصينية العامل السياحي، ورقة ضغط ضد حكومة تايبيه المناوئة لبكين.

وتتطلع تايوان حالياً إلى تعزيز العلاقات مع 16 دولة من جنوب القارة الآسيوية وجنوب شرقها، إضافةً إلى استراليا ونيوزيلندا، أي ما تسميه "سياسة الجنوب"، لجذب مزيد من الزوار من المنطقة.

ويعني هذا الأمر زيادةً في أعداد السياح من البلدان ذات الغالبية المسلمة، مثل ماليزيا وإندونيسيا.

ورحبت تايوان بزيادة عدد الزوار من جنوب شرق آسيا بنسبة 30% في 2017.

ويدين أكثرية السكان في تايوان بالطاوية فيما يشكل المسلمون أقل من 2 % من السكان، لكن السياح الذين تحدثوا إلى وكالة فرانس برس قالوا إنهم فوجئوا بالترحيب الذي يشعرون به في هذا البلد.

وقالت اشما بونلافو البالغة من العمر 40 عاماً وهي مسلمة من تايلاند تزور تايوان لخمسة أيام برفقة زوجها: "أعجبتني حقاً المناظر الطبيعية في تايوان والناس لطيفون جداً".

ونجحت هذه المسلمة في العثور على مطاعم تقدم الأغذية الحلال بالاستعانة بخرائط "غوغل"، بما يشمل متجراً لبيع حساء المعكرونة، النودلز بلحم البقر، وهو من الأطباق المفضلة لدى التايوانيين، كما شعرت بالحرية لأداء الصلاة حيثما تشاء في أشهر المواقع الطبيعية بما في ذلك بحيرة صن مون في وسط تايوان.

وتوقف السائح الماليزي دين ادريس عند السهولة التي طبعت مهمته للوصول إلى مطاعم للأغذية الحلال خلال زيارته تايبيه مع طفليه الصغيرين، في حديقة الحيوانات والسوق الليلية ومنطقة تاريخية قريبة من معبد المدينة الشهير.

وقال لوكالة فرانس برس من خارج مسجد في العاصمة حيث ذهب للصلاة: "أدركت أن تايوان خاصةً تايبيه منطقة مراعية للمسلمين".

مفخرة ثقافية 
تايلاند وكوريا الجنوبية واليابان هي من بين الدول الآسيوية التي تسعى للإفادة من سوق السفر الإسلامية التي يسهم في نموها ازدياد رحلات شركات الطيران المنخفضة التكلفة وتوسع الطبقة الوسطى في دول مثل إندونيسيا.

وقد تكيف مطعم "فرايد تشيكن ماستر" للدجاج المقلي، وهو متجر صغير قريب من معلم تشيانغ كاي شيك التذكاري في تايبيه، مع هذه الموجة، وبدأ ببيع وجباته الخفيفة، وهي أيضاً من الأطباق المفضلة محلياً، بنسخة حلال.

وقال لويس تساي المتحدث باسم مجموعة "سوبر كين" التي تملك المتجر: "نأمل في أن نتمكن من خدمة السياح والطلاب المنضوين ضمن برامج التبادل العلمي أو المسلمين الذين يعيشون في تايوان".

وتعتبر الرحلة إلى أحد الينابيع الساخنة في تايوان نشاطاً مفضلاً لدى أكثرية السياح.

ويقدم فندق غايا في منطقة بيتو الجبلية المعروفة بأحواضها الطبيعية للسباحة، غرفاً للضيوف تضم اتجاه القبلة وجداول الصلاة.

كما أن ثلاجة الأطعمة والمشروبات في داخل الغرف، ميني بار، خالية من الكحول أو من المواد الغذائية التي تضم مشتقات للحم الخنزير مثل الجيلاتين.

وللحصول على شهادة بمطابقته للشريعة الإسلامية، استحدث مطبخ الفندق منطقة منفصلة للطهي والطعام.

وقال مدير العمليات جاك غايا لوكالة فرانس برس: "نظراً لانخفاض عدد السياح الصينيين، فإن جنوب شرق آسيا سوق كبيرة جداً فيها عدد كبير من المسلمين، وهذا مجال يجب ان نسعى للإفادة منه".

عوائق لغوية
وفي زيارة إلى اسطنبول، التقى رئيس بلدية تايبيه كو ون جي مع المسؤولين الأتراك الراغبين في تمويل بناء مسجد ثالث في تايبيه وفقاً لما ذكرته حكومة المدينة.

كذلك، تقوم تايوان بتجديد الإعفاءات من التأشيرات لمواطني تايلاند وبروناي والفيليبين.

وخففت شروط الحصول على التأشيرات في يونيو(حزيران) الماضي لست دول في الجنوب، بما فيها اندونيسيا والهند وكمبوديا.

لكن البعض يشكك في ما إذا كان نمو السياحة الإسلامية كافياً لتعويض الأرباح من سياح بر الصين الرئيسي.

وانخفض عدد الزوار الصينيين بنسبة 20 % في العام الماضي، في استمرار للمنحى التراجعي منذ تسلم الرئيس التايواني تساي انغ ون الحكم في مايو (أيار) 2016.

ولا تزال بكين تعتبر تايوان البلد الديموقراطي الذي يتمتع بحكم ذاتي، جزءاً من أراضيها، فيما تزداد العلاقات توتراً بسبب رفض تساي الاعتراف بها جزءاً من "الصين الموحدة".

وقال صلاحودينغ ما، الأمين العام للجمعية الصينية المسلمة، أكبر هيئة للمصادقة على المؤسسات والمنتجات الحلال في تايوان، إنه من الصعب على الموجة الجديدة من السياح التنافس مع نظرائهم الصينيين.

وقال لوكالة فرانس برس إن "الصينيين يملكون ثروات وينفقون بسخاء".

وأشار إلى أنه في إمكان تايوان تحقيق نجاح اكبر إذا تغلبت على حاجز اللغة بتشجيع الطلاب من دول محددة على العمل في قطاع السياحة بالجزيرة.

أما بالنسبة للزائرة التايلندية بونلافو، فقد كان جهلها بالصينية ومحدودية إلمامها بالإنكليزية عائقاً عند محاولة العثور على وسائل النقل إلى منتزه تاروكو الوطني على ساحل تايوان الشرقي.

وقالت: "لم أستطع معرفة كيفية الوصول إلى هناك. في المرة المقبلة، سأعود إلى هناك".