إيران (أرشيف)
إيران (أرشيف)
الخميس 22 فبراير 2018 / 11:08

لا حوار مع طهران

العرب - عبدالله العلمي

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في كلمته بمؤتمر ميونيخ للأمن الأحد الماضي، إن "ثورة الخميني في العام 1979 هي السبب وراء مشاكل المنطقة، وهي التي أدّت إلى ظهور منظمات إرهابية مثل ميليشيا حزب الله".

ولعلّي أضيف أن "الأدوات التي زرعتها إيران تُنَفذ أجندة سياسية فكرية فارسية خبيثة في لبنان واليمن وسوريا والعراق، لم تكتفِ طهران بهذا، بل وفرت ملاذاً آمناً لأسامة بن لادن، وأشعلت حرائق الفتنة وحرضت على الاقتتال الطائفي في البحرين، وأقامت منصات لإطلاق الصواريخ في اليمن لاستهداف الأراضي السعودية".

هل هناك بارقة أمل لإزاحة الحمل الإيراني الثقيل عن المنطقة؟ بدأ اللبنانيون يتحركون (ولو بخجل) ضد نفوذ ميليشيا حزب الله في لبنان، تحولت سوريا من حدائق ياسمين، إلى جهنم حمراء بفضل الحرس الثوري الإيراني، وأصبح من الواضح أن صواريخ ميليشيات الحوثي الباليستية بدورها ورطت إيران أمام المجتمع الدولي، وانتشر في شوارع بغداد عفن طهران.

الموقف الدولي تغيّر ضدّ إيران بنسبة كبيرة، وأصبحت دول العالم المتحضر أكثر وعياً بالممارسات الفاشية للنظام الإيراني، أخيراً اقتنع العالم أن على نظام الملالي تغيير سلوكه وسياساته في المنطقة، لأن هذا النظام الفاشي أصبح يهدد مصالحه بشكل مباشر.

والتحرك الجدي جاء بعد إعلان طهران عن نيتها تهديد مصالح العالم الحيوية كممرات البترول والغاز والملاحة الجوية والبحرية.

وتحرك العالم بفاعلية في ميونيخ بعد كشف أجندة طهران ونواياها وحقيقة خطرها على الأمن الإقليمي والدولي، وزير خارجية ألمانيا أكد أن الدول الأوروبية تعمل مع الولايات المتحدة حول سبل وقف تدخلات إيران في منطقة الشرق الأوسط.

والولايات المتحدة حذرت من تزايد قوة شبكة وكلاء إيران حول العالم، وخاصة بعد أن أصبح قائد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يصول ويجول "بكل أريحية" في المنطقة.

لم يتمكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من إقناع العالم بأن وجود بلاده في العراق وسوريا واليمن جاء تلبية لحكوماتها الشرعية، وفشل في استعراضاته المثيرة للسخرية ومداخلاته الهزيلة في ميونيخ بتمرير الكذبة الكبرى أن بلاده تتواجد في تلك الدول لمحاربة تنظيم داعش والتكفيريين، وفشل مرة أخرى بإقناع العالم أن ميليشيات قاسم سليماني بإمكانها المحافظة على أمن المنطقة.

ولم تصمت لندن وواشنطن وباريس كثيراً، بل قدمت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي يدين إيران لمدها صواريخها الباليستية إلى الحوثيين في اليمن، وعدم التزامها بقرارات المجتمع الدولي، ومرة أخرى تقف إيران في قفص الاتهام، ويتعين عليها الانصياع لقرارات الأمم المتحدة بحلول 26 فبراير(شباط) الجاري.

ربما تمكنت طهران من تحقيق هدف قصير المدى في مفاوضات مجموعة 5 زائد واحد والتوصل إلى الاتفاق النووي في يوليو(تموز) 2016 في فيينا، ولكن الإرهاب الإيراني انقلب عليها وأصبح هذا الاتفاق اليوم في مهب الريح، ولن يسمح العالم لإيران أن تعربد في المنطقة العربية بعد اليوم.

وما هو ردّ إيران؟ دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، هذا الأسبوع إلى تجاوز الخلافات بين طهران والرياض، مشيراً إلى أن منطقة الخليج تحتاج إلى آلية جديدة للحوار.

ما تحتاجه منطقة الخليج يا سيد ظريف هو أن تكف إيران عن أعمالها العدائية ضد جيرانها، والتوقف عن تدريب الخلايا الإرهابية، واستفزاز المجتمع الدولي، وانتهاك القرارات الأممية، وأن تسحب ميليشياتها من بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد. بعد ذلك، ربما يبدأ الحوار.