المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الخميس 22 فبراير 2018 / 14:14

أمريكا تبحث عن استراتيجية لردع إيران

في سلسلة من المقالات كتبها كينيث بولاك، باحث مقيم لدى معهد "أميريكان إنتربرايز"، حول كيفية تطبيق استراتيجية ناجحة لمحاربة إيران ومصالحها في أكثر من مكان، رأى أن العمل على تغيير النظام في طهران يندرج في صلب ذلك، وأن على الولايات المتحدة الاعتراف بأن خطوة كهذه قد تكون ضرورة على المدى الطويل، لأن نظام الملالي يواصل تعريف نفسه بأنه عدو لأمريكا، ويتصرف بعدوانية بما يتناسب مع ذلك التوصيف الذاتي.

بوسع أمريكا فرض عقوبات اقتصادية جديدة، فضلاً عن شن هجمات الكترونية عدوانية، وعمليات سرية للتشجيع على زعزعة الاستقرار داخل إيران، وإقناع أقليات إيرانية بالانتفاضة ضد النظام

ولكن، برأي كاتب المقال، لأجل تحقيق تلك الغاية لا بد من إدراك بعض الحقائق، من أبرزها صعوبة تغيير النظام في إيران. فإن نظام الملالي قد لا يحظى بدعم شعبي واسع، ولكن الإيرانيين عندهم شعور قومي جارف، وهم يقفون عادة خلف حكومتهم، حالما وجدوا بأنها مهددة من قبل قوى خارجية.

تقييد شديد
وهناك نقطة أكثر أهمية، بحسب بولاك، وتكمن في تقييد النظام الشديد لوسائل التواصل مع العالم الخارجي. لذلك، تمكنت طهران مراراً من سحق انتفاضات شعبية بسهولة. وبنفس الطريقة، استطاع النظام الإيراني القضاء على شبكات تجسس أجنبية. كما نجح بسحق أي تمرد جرى وسط طوائف وأقليات إيرانية مسحوقة.

الغزو مستبعد
من جهة ثانية، يلفت الكاتب لاستبعاد إمكانية غزو أمريكا لإيران من أجل تغيير النظام، لما سيترتب عن ذلك من خسائر مادية وبشرية، وتكاليف إعادة إعمار، كما حصل في العراق، فضلاً عن احتمال وقوع إيران في أيدي متشددين يلاحقون قوات أمريكية أينما وجدت. ولربما ما جرى في العراق وأفغانستان والصومال يمثل أمثلة واضحة.

ويقول الكاتب إنه بوسع أمريكا فرض عقوبات اقتصادية جديدة، فضلاً عن شن هجمات الكترونية عدوانية، وعمليات سرية للتشجيع على زعزعة الاستقرار داخل إيران، وإقناع أقليات إيرانية بالانتفاضة ضد النظام.

بوادر
ويضيف الكاتب أنه من أجل تحقيق الولايات المتحدة غايتها في قلب نظام الحكم في إيران بأقل الخسائر الممكنة، ما عليها سوى العمل على تقليص النفوذ الإيراني عبر الشرق الأوسط.

ومن أجل الاحتفاظ بنفوذه في العراق وسوريا، يضطر النظام الإيراني لبذل جهود كبيرة، وتخصيص أموال فائضة، فضلاً عن نشر عسكريين وميليشيات شيعية تكلف ميزانيتها أموالاً كثيرة.

ومن هذا المنطلق، يرى كلارك أنه من شأن ابداء الولايات المتحدة استعدادها للتحرك داخل العراق وسوريا أن يعتبر بمثابة بوادر للتحرك ضد النظام الإيراني نفسه. وتفيد تلك الاستراتيجية في تجنب تصعيد غير مقصود يجبر الولايات المتحدة على غزو واحتلال إيران عن غير قصد.

ورغم ذلك، يرى كاتب المقال أنه كلما اعتقدت طهران أن أمريكا عازمة على قلب نظام الحكم فيها، كلما عملت على تكثيف جهودها ومحاربة الولايات المتحدة ومصالحها أينما وجدت.

سياسة الردع
ونظراً إلى كل ماسبق، يقول الكاتب إن الحكمة تقتضي بعدم اليأس من تغيير النظام، بل استبداله بما يعرف بسياسة الردع.
وقد استفاض مايكيل إزينسيندات، مدير "معهد واشنطن لبرنامج الدراسات العسكرية والأمنية"، في شرح وجهة نظره بشأن كيفية محاربة إيران. ويقول إزينسيندات إنه على واشنطن أن تحتفظ دوماً بخيار مهاجمة إيران لردعها عن تنفيذ عمليات انتقامية ضد مصالح أمريكية في أي مكان كانت.