رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حاملاً قطعة من الدرون الإيرانية، في مؤتمر ميونيخ للأمن.(رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حاملاً قطعة من الدرون الإيرانية، في مؤتمر ميونيخ للأمن.(رويترز)
الخميس 22 فبراير 2018 / 14:49

تهديد إسرائيلي بملاحقة إيران وحزب الله في سوريا

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى لفت أنظار المشاركين في مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ، قبل أسبوع، عندما رفع قطعة من طائرة إيرانية مسيرة( درون) أسقطتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية. يومها، نظر نتانياهو إلى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وقال له: "لا تختبروا عزم إسرائيل".

الخصومة بين إيران وإسرائيل وصلت إلى مرحلة جديدة، وربما برزت مخاطر جديدة، نتيجة للحرب الجارية عبر الحدود في سوريا، فضلاً عن شبكة من التوترات الدولية

ويشير تيد تمكو، كاتب مساهم في تحرير صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، إلى أن الصراع بين هاتين القوتين العدوتين ليس جديداً، بل يعود إلى عام 1979 عندما تأسست الجمهورية الإسلامية التي خلعت الشاه، والذي كان، حينها، حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، والزعيم الشرق الأوسطي الوحيد الذي ارتبط بعلاقات وثيقة مع الإسرائيليين.

مرحلة جديدة
لكن الخصومة بين إيران وإسرائيل وصلت إلى مرحلة جديدة، وربما برزت مخاطر جديدة، نتيجة للحرب الجارية عبر الحدود في سوريا، فضلاً عن شبكة من التوترات الدولية التي تحيط حالياً بمستقبل هذا البلد. وبحسب تمكو، لربما أكثر ما يثير العجب في الصدام العسكري الذي وقع إثر إسقاط الدرون الإيرانية، قبل أسبوع، أنه جاء متأخراً.

نقطة تحول
ويلفت كاتب المقال إلى أن نقطة التحول الحقيقية في التوتر الإيراني – الإسرائيلي تمت بعد ثلاث سنوات من إنشاء الجمهورية الإسلامية، عند غزو إسرائيل للبنان عام 1982. فقد ركزت إسرائيل على طرد مجموعات فلسطينية بعيداً عن الحدود. ولكن حال خروج ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، حل مكانهما عدو جديد أصبح، بمرور الوقت، أكثر تسلحاً، تمثل في ميليشيا حزب الله، الذي لم يكن فقط تابعاً لإيران، لكنه تلقى التمويل والرعاية من قبل الإيرانيين وحليفتهم، سوريا.
  
دعم مالي
ولكن، كما يشير تمكو، منذ اندلاع الصراع في سوريا، لقي النظام السوري دعماً مالياً وعسكرياً غير محدود من إيران ووكيله حزب الله، إذ أرسلت إيران آلاف المقاتلين التابعين لميليشيات شيعية، من أجل المساعدة في محاربة قوات المعارضة السورية.

ومنذ بداية الحرب السورية، قررت إسرائيل تجنب مشاركة مباشرة في القتال. وعلى سبيل المثال، امتنعت عن تعطيل شبكة الدفاع الجوي السوري. ولكن، مع استعادة النظام السوري سيطرته على البلاد، بدأ الإسرائيليون في التركيز على ما اعتبروه يمثل تهديداً رئيسياً لأمنهم، أي تقوية التحالف بين سوريا وحزب الله وإيران. وفيما أسس الإيرانيون لتواجدهم العسكري في سوريا، بدأوا في تجهيز حزب الله بصواريخ أكثر تطوراً وقوة وذات مدى بعيد، وحيث تستطيع الوصول إلى كبريات المدن والبلدات في جميع أنحاء إسرائيل.

تغطية ضعيفة
وبحسب كاتب المقال، كانت التغطية الإعلامية حيال رد الفعل الإسرائيلي على ما يجري في سوريا، ضعيفة بل وباهتة. ولكن خلال العام الماضي، نشرت عدة تقارير بشأن تحليق لطائرات استطلاع إسرائيلية، وهاجم الإسرائيليون مخازن أسلحة إيرانية، كما تمكنوا من تتبع قافلات تموين خاصة بحزب الله، واعترضوها، أو هاجموها.

علاقة شخصية
وفي المجال السياسي، يشير الكاتب إلى استغلال نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لعلاقته الشخصية بالرئيس الروسي، بوتين، وعلاقاته الأوثق مع الرئيس الأمريكي، ترامب، لضمان تغطية سياسية لما تعتبره إسرائيل كأولوية دفاعية، لا غنى عنها.

تحذير
وبرأي كاتب المقال، يبدو حالياً أن أياً من إيران وإسرائيل لا يرغب بخوض حرب أوسع. ولكن، في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ، كان نتانياهو واضحاً في قوله إن إسرائيل "لن تسمح بتجاوز خطوطها الحمراء، وأنها لن تلاحق حزب الله وحسب، بل سوف تضرب منشآت وأصولاً إيرانية في سوريا".