الأحد 25 فبراير 2018 / 14:53

راتبه 45 ألف درهم ويعيش على نفقة زوجته ثم يتهمها بالخيانة

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

بناء حياة جديـدة مليئة بالمسؤوليات والمتطلبات، والحب والمشاركة، كان حلم "سيدة عربية" أرادت تحقيقه باتخاذها قرار الزواج، ظناً منها أنها بذلك تخطو خطوتها الأولى نحو بداية مشرقة لمستقبل جميل، لكن ما حدث هدم كل أحلامها وانتهى بها في أروقة المحاكم.

تفاصيل القضية وفقاً لما رواه المحامي علي الخاجه لـ24، تعود إلى أن سيدة عربية لجأت إلى مكتبه لرفع دعوى طلاق بحق زوجها، والسبب أنها ضاقت ذرعاً باتكاليته ولامبالاته، إذ إنه بدأ بافتعال المشاكل معها انطلاقاً من غيرته من كون راتبها أعلى من الراتب الذي يتقاضاه من عمله، كما قام بالاعتماد الكلي عليها في دفع إيجار مسكن الزوجية، والمصاريف اليومية، ونفقة طفلتهما التي لا يتجاوز عمرها الشهرين، دون أن يبادر إلى التكفل بمد يد العون ليسير مركب زواجهما، ويتجاوز صعوبات الحياة بسلامة دون أن ينقلب على رأسيهما، ويغرق بهما".

وأشار إلى أن "الزوجة في البداية لم تبدي انزعاجها من اعتماد زوجها الكلي عليها في تدبير شؤون حياتهما، لأنها أرادت منح زواجهما الذي مازال حديث العهد، فرصة ليستمر ويتكلل بالنجاح، لكن غيرة زوجها من كون راتبها أعلى من راتبه، كانت الشرارة التي أشعلت الخلافات بينهما".

صعوبة العمل
ولفت المحامي علي الخاجه، إلى أن طبيعة عمل الزوجة كانت تتطلب منها إبقاء هاتفها مفتوحاً 24 ساعة لتلقي المكالمات في أي وقتٍ كان، وذلك لأن عملها يقوم على التواصل المستمر مع أشخاص في دول أجنبية، وما يتبع ذلك من فروقات التوقيت بين تلك الدول والتوقيت المحلي في دولة الإمارات".

تحمل النفقات
وأضاف: "بحكم أن راتب الزوجة هو الأعلى، فإن الزوج قام بالاعتماد الكلي عليها في دفع الإيجار الشهري لمسكنهما، رغم أن راتبه ليس بالمتدني، فهو يزيد عن 45 ألف درهم، لكنه بدلاً من أن ينظر إلى زوجته كشريكة له، أصبح ينظر إليها نظرة استغلال، وبات يسعى جاهداً لتوفير راتبه على حسابها، ويطالبها بالتكفل بجميع مصاريف حياتهما، حتى أنها قامت بشراء سيارة حديثة له، وتكفلت بدفع سعرها بالكامل من راتبها".

تهمة الخيانة
ومع أن أي أسرة معرّضة لحدوث مشاكل بين الزوج والزوجة، والتي تتفاوت طبيعتها وحجمها، إلا أن هناك مشاكل لا يمكن حتى لشعلة الحب أن تنتصر عليها قبل أن تدمر أركان المنزل، وتحطم شركة الزواج بين الشريكين، لتنتهي بالطلاق، فقضية هذين الزوجين لم تتوقف عند حد تحول الزوجة لبنك متنقّل يلبي حاجات منزلها وزوجها المادية، والتكفل بمصاريف طفلتهما ونفقاتها الشخصية، لكن المسألة تفاقمت حين وجه الزوج الصفعة القاضية لزواجه باتهام زوجته بالخيانة!!

مكافأة غير متوقعة
وقال المحامي الخاجة إنه "رغم محاولة الزوجة الدفاع عن نفسها، وإجراء جميع مكالمات العمل أمام زوجها وعلى مسمع منه، إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً برجوع الزوج عن إيذاء زوجته باتهامها بالتحدث مع عشيقها ليلاً تحت ذريعة العمل، كما اتهمها بأنها تهاتف غرباء وتقيم علاقات معهم عبر الهاتف، وتدّعي أنها مكالمات عمل، وهو ما دفع بالزوجة للانتفاض على وضعها بعدما فقدت القدرة على تحمّل زوج لم يفكر يوماً بأن يقدم لها الشكر والثناء على عملها ليل نهار من أجل منزلهما وطفلتهما، دون أن تطالبه بتقاسم المسؤوليات معها، وإنما بدلاً من ذلك لم يخجل من طعنها في شرفها واتهامها بالخيانة".

الخيار الوحيد
وذكر المحامي الخاجه، أن الزوجة رفعت دعوى الطلاق لحماية طفلتها من هذا الجو الأسري المشحون بالغيرة وعدم الاحترام، ولم يبدي الزوج ندماً على فعلته، ولم يبادر من جهته بالتمسك بها أو بالدفاع عن زواجهما من أجل طفلته، وإنما أصرّ على رغبته هو أيضاً بالطلاق، متمسكاً باتهامها بالخيانة وتشويه سمعتها دون أن يقيم لتضحياتها مثقال ذرةٍ من التقدير أو الاحترام.

طريق النهاية
عامٌ واحدٌ من الزواج واجهت فيه الزوجة جميع المشاكل على حساب راحتها وصحتها، لم تكن تتوقع أن ينتهي باتهام زوجها لها بالخيانة -وهو الذي وافق سابقاً على طبيعة عملها وعاش على نفقتها- لذا قررت أن لا حاجة لها للمضي معه في مركب آيلٍ للغرق، خرقه الشك وانعدام الثقة والاحترام، وكانت تهمة الخيانة الرصاصة التي قتلته وهو بعد لم يأخذ أجلاً طويلاً في الحياة.