يوم المرأة العالمي (أرشيف)
يوم المرأة العالمي (أرشيف)
الثلاثاء 6 مارس 2018 / 20:59

وشوشات مارس 18

في يوم المرأة العالمي بعد غد، أقول لكل امرأة في العالم، أنتن زهور هذا العالم، فاملئن العالمَ بالشذى والعطر.

لو كانت المطربة "شيرين عبد الوهاب" إماراتية، وأخطأت بالقول في حق “نهر النيل الإماراتي”، فرضًا، فأغلبُ الظنَّ أن أحد حكّام الإمارات كان سيقضي بأن تطلبَ المطربةُ شيرين من جمهورها من الشباب والشابّات بأن يساعدوها في تنظيف نهر النيل لمدة ستة شهور، بدلا من حبسها

الرصاصة تخترقُ الرأس. تشطرُه. ولكن، عبر ثقب الرصاص في الدماغ يتسلل النور للعينين، فنرى بجلاء ما كان مظللاً تحت سرابيل الضوء الخافت. شكراً للرصاصِ الطيب الذي يقوي أبصارنا. رصاص التنوير.

لو كانت المطربة "شيرين عبد الوهاب" إماراتية، وأخطأت بالقول في حق "نهر النيل الإماراتي"، فرضاً، فأغلب الظن أن أحد حكام الإمارات كان سيقضي بأن تطلبَ المطربة شيرين من جمهورها من الشباب والشابات بأن يساعدوها في تنظيف نهر النيل لمدة ستة شهور، بدلا من حبسها.

فيقدمون بذلك نموذجا محترما أمام العالم في "تحويل المشكلة إلى حل". فكما حكم حاكم دبي على "معذّبي القطة"، العام الماضي، بأن ينظفوا حديقة الحيوان في دبي شهوراً ثلاثة، فصنع بهذا علاقة "حبّ" بين الحيوان، وبين القساة على الحيوان، كان سيخلق علاقة "حبّ" بين مزدري النهر، وبين النهر الذي أهانته "شيرني" وقالت إنه يُصيب من يشرب منه بالأمراض.

 هنا ينجح الحاكم المثقف في تحويل "مخطئ" خارج عن مظلة التحضر، إلى شخص فاضل كريم له أياد بيضاء على الناس والمجتمع.

 ما جدوى حبس مخطئ "قول" وخسارة جهده، في مقابل الجدوى من عمله في تنظيف ما يجب تنظيفه في الوطن؟ إنها فلسفة تحويل رذيلة القول إلى فضيلة عمل، وتحويل الإيذاء اللفظي إلى خدمة مجتمعية رفيعة فاعلة.

لن أرسمَ عصفوراً/ العصفور صعب/ لأن ريشه ملون/ ولأنه حر/ ولأنه يطيـــــر/ .…/ لا أعرف أن أرسمَ شيئاً يطير/ كيف نرسم شيئاً يطير؟!/ ريشة الله وحدها/ تقدر.

أحمل وطني في قلبي. أجول به أينما جلت وما شاء لي التجوال، ومتى هدني التعب، أخرجه من صدري وأبسطه أمام عيني فوق المدى الواسع كما سجادة فارسية وثيرة، ثم أنام.

أرحمُ ما في موت الأمهات، أنهن لن يمتن مرة أخرى. أن ينتهي رعب المرء من فكرة فقد أمه. أذكر، وأنا طفلة، أني ظللتُ أعيش هذا الرعب، منذ أدرك عقلي معنى الموت والحرمان ممن نحبّ إلى الأبد. إذا ما سعلت، أخاف أن تموت، ويفرغ العالم من حولي.

إذا تأخرت، أقف بالشرفة، مثل عصفورٍ يرتعد. تتلفت رأسي لأمسح الشارعَ من طرفيه، والخوف يفترس طفولتي: ألن أراها أبداً تدخل من بوابة البيت؟! وحينما كانت تمنعني من اللعب وقراءة قصص "ميكي"، كان "الشرير" داخلي يرسم لي عالماً رغداً بلا أمهات يجبرن أطفالهن على شرب اللبن والاستذكار والحرمان من الأصحاب واللعب والحلوى، لكن سرعان ما ينتفض "الطفل" داخلي، فأتوق للدفء.

 ولما مرضت أمي، مرضها الأخير، كنت بمجرد أن أتركها على سريرها بالمستشفى، أناصبُ التليفونَ العداء. كلما رنّ، أخفقَ قلبي هلعًا من سماع ما أكره. حتى عدتُ إلى بيتي مساء 5 سبتمبر 2008، لأجد الأنسر ماشين يحمل صوت خالي أسامة يقول: "حبيبتي، البقاء الله، ماما سهير تعيشي انتي!" انهدم العالم من حولي، لكن رعبي من فقدها تبدد للأبد. لن أفقدها غداً أو بعد غد! فقدتها بالفعل البارحة!

الحب نعمة هائلة لا يدرك معناها إلا ذوو القلوب الخافقة. أما ذوو البلادة القلبية فليس لهم إلا الشفقة والدعاء لهم بأن يتعلموا كيف أحبنا الله ولم يطلب منا سوى أن نحبه ونحب خلقه فنعمر الكون بالرغد والسلام.

يا كل الأشرار في العالم: كونوا كالزهور صانعي فرح ولا تكونوا كأبطال الحكايا سارقي فرح.

أيتها السماء الطيبة، مصر التي صنعتِ التاريخ، تستحقُ أن تمسحي دمعته