أكراد عراقيون يتظاهرون قبل الاستفتاء على الاستقلال العام الماضي.(أرشيف)
أكراد عراقيون يتظاهرون قبل الاستفتاء على الاستقلال العام الماضي.(أرشيف)
الجمعة 16 مارس 2018 / 12:54

تسوية الخلافات بين بغداد وأربيل شرط لاستقرار العراق

في ظل مواجهتها سلسلة من التحديات هذه السنة، تسعى حكومة كردستان العراق لتعزيز الثقة داخلياً، والحصول على دعم خارجي.

ثمة انقسام كبير يسود حالياً بين أكبر الأحزاب الكردية في العراق، وخاصة بعدما تبادلوا الاتهامات فيما بينهم إثر تخلي قوات البشمركة الكردية، في أكتوبر( تشرين الأول)، عن مناطق متنازع عليها في كركوك وسنجار

وكتب سيث فرانتزمان، صحفي وباحث في الشؤون الدولية، في مجلة "ناشونال إنتريست"، أن العراق يستعد لمستقبل ما بعد انتهاء الحرب ضد داعش، فيما لا يزال هناك بين بغداد وأربيل، عاصمة إقليم كردستان، قائمة من الخلافات الناجمة عن استفتاء على استقلال الإقليم، أجري في سبتمبر(أيلول) 2017.

استغلال انقسامات
ويرى كاتب المقال أن تسوية تلك الخلافات شرط أساسي لتدعيم الاستقرار في العراق، وضمان عدم استغلال تنظيمات مثل داعش الانقسامات في ذلك البلد، لكي تعود وتنشر الإرهاب مجدداً. فقد تنامت، خلال الأسابيع الأخيرة، هجمات نفذها داعش في مدينتي الحويجة وكركوك، اللتين تقعان على مسافة قريبة جنوب أربيل. فقد زعم داعش، في 19 فبراير(شباط)، مسؤوليته عن هجوم أدى إلى مقتل 27 عنصراً من ميليشيا شيعية عراقية في الحويجة. وإلى ذلك، تواصل بغداد حملتها ضد الإقليم الكردي، فمددت، في أواخر فبراير(شباط) فترة حظر طيران دولي ما أدى لإغلاق مطارين دوليين في الإقليم منذ سبتمبر(أيلول) 2017. وفي 3 مارس (آذار) الجاري، أقر البرلمان في بغداد ميزانية عام 2018 بقيمة 88 مليار دولار، وخفضت حصة حكومة كردستان لنسبة 12٪ فقط.
وقاطع عدد من النواب الأكراد تلك الجلسة.

سلسلة تحديات

وعرض مسؤولون من حكومة الإقليم سلسلة من التحديات التي يسعون للتغلب عليها في الأشهر المقبلة. ومن جانبها، تولي الولايات المتحدة أهمية كبرى لاستقرار إقليم كردستان العراق. فقد قال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي السابق: " يمر العراق بمنعطف هام في تاريخه. ونحن ندعم عراقاً متحداً فيدرالياً وديموقراطياً ومزدهراً. ويمثل إقليم كردستان المستقر والنشط جزءاً من العراق".

مسار جديد
وكتب فلاح مصطفى باكير، رئيس قسم العلاقات الخارجية في إقليم كردستان، في رسالة بريدية رداً على سلسلة من الأسئلة" الأن وبعد أن تقرر إجراء الانتخابات العراقية في موعدها، آمل أن تسلك البلاد مساراً جديداً".

ويشير كاتب المقال إلى أن الانتخابات الفيدرالية في العراق سوف تجرى في 12 مايو( أيار)، 2018. وتطالب أصوات مثل مصطفى بأن تشارك الأحزاب الكردية في تلك الانتخابات ضمن قائمة واحدة، أو ائتلاف كما جرى في انتخابات 2010، لا أن يتكرر ما حصل في انتخابات 2014.

تبادل اتهامات
ويلفت فرانتزمان لانقسام كبير يسود حالياً بين أكبر الأحزاب الكردية في العراق، وخاصة بعدما تبادلوا الاتهامات فيما بينهم إثر تخلي قوات البشمركة الكردية، في أكتوبر(تشرين الأول)، عن مناطق متنازع عليها في كركوك وسنجار لصالح قوات أمنية عراقية.

وفي ديسمبر(كانون الأول)، عمت مظاهرات ومسيرات احتجاج جميع أنحاء إقليم كردستان، تعبيراً عن ضائقة اقتصادية. واتهم المتظاهرون الأحزاب الرئيسية بالفساد وعدم الإيفاء بوعود. ويقول مصطفى "مع اقتراب موعد الانتخابات، من الضروري أن يستعد كردستان العراق للعمل على حماية حقوق الإقليم وشعبه".

مناشدة
ويشير كاتب المقال لمناشدة مسؤولي كردستان العراق المجتمع الدولي لدعمه بوسائل عدة. فقد شارك نشروان البارزاني، رئيس وزراء الإقليم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في يناير(كانون الثاني) الماضي. ويقول مصطفى باكير: "بعد الاستفتاء، حاولت بغداد عزل الإقليم عبر فرض عقوبات، وتفكيك الإقليم ككيان".
ويلفت فلاح مصطفى إلى أن بغداد تقول إن كردستان جزء من العراق، إذن يجب أن نعامل بطريقة عادلة. ويود الإقليم التوصل لاتفاق مع بغداد حول المشاركة في عائدات نفط يصدر من كركوك، وحسب ما حدده الدستور العراقي لعام 2005، بشأن المنطقة المتنازع عليها بين أربيل وبغداد".

مفتاح استراتيجي

ويشير كاتب المقال لكون موقع إقليم كردستان بين بغداد وتركيا وإيران، يجعل منه مفتاحاً استراتيجياً في المنطقة. كما أنه يمثل وسيلة لإيصال الدعم الأمريكي إلى شرق سوريا حيث يواصل التحالف ضد داعش عملياته هناك. ومع اقتراب موعد الانتخابات في العراق، يصبح للحوار مع بغداد أهمية كبيرة. فقد أثار الجفاء والفرقة بين بغداد وأربيل جولة من عمليات التمرد في العراق منذ 2003. ولأجل ذلك السبب يتوجب على بغداد وأربيل أن تسعيا لتحقيق مصالحة وتلبية حاجات الإقليم الاقتصادية، ومنها إعادة فتح مطاري كردستان.