جندي على طوافة بالقرب من ناقلة نفط (أرشيف)
جندي على طوافة بالقرب من ناقلة نفط (أرشيف)
السبت 17 مارس 2018 / 16:32

سلطات قبرص التركية تؤكد عزمها على تعطيل أي تنقيب عن الغاز قبالة الجزيرة

أكدت سلطات شمال قبرص عزمها على منع قيام السلطات القبرصية المعترف بها دولياً من القيام بأي أعمال تنقيب عن الغاز قبالة شواطىء الجزيرة، ما لم يتم إشراك القبارصة الأتراك بهذه الأعمال.

وكانت البحرية التركية منعت سفينة ايطالية في فبراير (شباط) الماضي من القيام بأعمال تنقيب قبالة شواطئ قبرص، ما أجبرها على الانسحاب من المنطقة.

وزاد هذا الموقف من حدة التوتر القائم بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، مع العلم أن الأمم المتحدة تواصل مساعيها مع الطرفين لاستئناف المفاوضات التي تهدف إلى توحيد الجزيرة المقسومة منذ العام 1974.

وقال وزير خارجية "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دولياً إلا من قبل تركيا، قدرت اوزرصاي في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لن نسمح بأن يقوم القبارصة اليونانيون أو الشركات (الدولية) بأعمال بشكل أحادي باسمنا".

وكانت جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية عقود تنقيب عن الغاز مع شركات دولية عملاقة مثل الإيطالية "ايني" والفرنسية "توتال" والأمريكية "اكسون موبيل".

إلا أن تركيا التي تحتل القسم الشمالي من الجزيرة تطالب بتعليق كل أعمال التنقيب التي تقوم بها السلطات القبرصية، بانتظار التوصل إلى حل لتقسيم الجزيرة.

وترجم هذا التوتر بقيام البحرية العسكرية التركية في فبراير (شباط) الماضي بمنع سفينة استأجرتها شركة "ايني" الإيطالية من الوصول إلى مكان قبالة شرق قبرص للقيام بأعمال حفر، ما أجبرها على مغادرة المنطقة من دون القيام بأي نشاط.

ووصلت إلى قبرص سفينتان مستأجرتان من شركة "اكسون موبيل" إلى قبرص استعداداً لاخذ عينات أولية تمهد لأعمال تنقيب يفترض أن تقوم بها الشركة الأمريكية العملاقة قبالة قبرص هذا العام. وأكد القبارصة الأتراك في هذا الإطار أنه لا بد من التشاور معهم بما يتعلق بأي عمليات تنقيب عن غاز أو نفط.

وأضاف "الوزير" القبرصي التركي "في حال لم تؤخذ رغبات القبارصة الأتراك في الاعتبار لن يكون هناك مجال للقيام بأي نشاط اقتصادي. وكما لاحظتم فإن التنقيب لم يحصل" في فبراير (شباط)، في إشارة إلى منع السفينة المستأجرة من قبل "ايني" من الاقتراب من مكان تنقيب.

وتتزامن هذه التوترات مع مساع جديدة يقوم بها القبارصة اليونانيون والقبارصة الأتراك تحت إشراف الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل يوحد الجزيرة المقسومة منذ العام 1974 عندما غزا الجيش التركي القسم الشمالي من الجزيرة، رداً على انقلاب من قبل قبارصة يونانيين متطرفين كانوا يريدون ضم الجزيرة إلى اليونان.

ولا تزال عملية السلام بين الطرفين معلقة منذ فشل آخر مفاوضات عام 2017.

على الرغم من هذا التوتر يرى "الوزير" القبرصي التركي أنه قد يكون فرصة للدفع للتوصل إلى حل للأزمة القبرصة ككل، أو على الأقل لتقاسم موارد الطاقة في البحر. وقال في هذا الإطار "اعتبر أن الظروف الحالية تبدو وكأنها فرصة" لتحقيق خطوات ايجابية.

وأضاف أن الشركات النفطية أو الدول التي تقف وراءها يمكن أن "تنقل الرسالة" إلى القبارصة اليونانيين، لافهامهم بأنه لا بد من النقاش مع القبارصة الأتراك.

وفي حال فشل هذا الأمر، فان القبارصة الأتراك حسب وزيرهم ينوون القيام بأنفسهم بأعمال استكشاف وتنقيب قبالة شواطىء الجزيرة.

إلا أن عملاً من هذا النوع قد يستدعي ردة فعل من الطرف الآخر.

فقد نقل مسؤول أمريكي زار الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الجمعة دعم واشنطن لـ"حق" جمهورية قبرص في "استغلال مواردها الطبيعية".

والتقى وزير الخارجية الاميركية المساعد للشؤون الافريقية ويس ميتشل بعدها القائد القبرصي التركي مصطفى اكينجي.

وكان الرئيس القبرصي وعد بعد إعادة انتخابه في فبراير (شباط) الماضي بأنه ينوي مواصلة المفاوضات مع القبارصة الأتراك.

إلا أن اناستاسيادس بات يؤكد بعد حادثة السفينة التابعة لشركة ايني أن المفاوضات لا يمكن أن تتواصل إلا بعد أن تكون تركيا قد احترمت "الحقوق السيادية" للبلاد حول استخراج مصادر الطاقة.

ولا تخفي الصحافية والناشطة القبرصية التركية إسراء ايجين تشاؤمها. وقالت "إن الطرفين باتا يقولان اليوم ما مفاده أنهما لا يريدان اطلاق مفاوضات، وهذا يدفعني إلى التساؤل حول نزاهة وتصميم" قادتهما.