وزير الخارجية المعين مايك بومبيو.(أرشيف)
وزير الخارجية المعين مايك بومبيو.(أرشيف)
الأحد 18 مارس 2018 / 16:02

بومبيو نحو سياسة أمريكية ثابتة في الشرق الأوسط

عشية الكشف عما يقال إنها خطة سلام جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين، أقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، واستبدله بمدير وكالة الاستخبارات الأمريكي سي آي أي، مايك بومبيو الذي يبدو أنه سيعتمد سياسات خارجية مختلفة عن سلفه من ملفات عدة تتعلق بالمنطقة.

عبّر بومبيو سابقاً عن قلقه حيال تحول تركيا إلى "ديكتاتورية إسلامية شمولية". ويرجح أن تنظر تركيا إلى بومبيو كمفاوض عنيد، وذلك أمر جيد

ويشير سيث فرانتزمان، كاتب رأي لدى موقع "ذا هيل" الإخباري، إلى أن ترامب وتيلرسون نادراً ما التقيا وجهاً لوجه، وأن تيلرسون أدار وزارة الخارجية في ظل سحابة من التشاؤم واليأس، منذ فبراير( شباط) 2017، واصطدم مع سياسات ترامب حيال إيران، وغالباً ما بدا أنه خارج الحلقة عند بحث سياسات تتعلق بالشرق الأوسط، أو هو تقصد ممارسة دور"الشرطي الطيب" في مقابل سياسات رئيسه الأكثر تشدداً.

سياسة ثابتة
وحسب فرانتزمان، يواجه بومبيو حالياً تحدياً يتمثل بالتنسيق عن قرب مع البيت الأبيض، لأجل اتباع سياسة ثابتة في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن عهد تيلرسون كان الأقصر منذ لورنس إيغلبيرغ 1992، وأنه لم يستطع إنجاز شيء في المنطقة بسبب أزمات عدة في العراق وتركيا وسوريا والخليج.

وسعى تيلرسون، في فبراير( شباط) الأخير، لإقامة علاقات طيبة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي طالب بوقف دعم الولايات المتحدة لقوات كردية سورية في شرق سوريا، وحين كان تيلرسون يحاول تلطيف الصورة، كان البنتاغون يعمل على تعزيز دوره في سوريا.

أنقرة
ويقول كاتب المقال، إنه بعد عام من توليه منصبه، ساءت العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وذلك لأن تيلرسون لم يكن صريحاً بشأن السياسة الأميركية. وفي المقابل، عبر بومبيو سابقاً عن قلقه من تحول تركيا إلى "ديكتاتورية إسلامية شمولية".

ويُرجح أن تنظر تركيا إلى بومبيو على أنه مفاوض عنيد، وذلك أمر جيد، إذ لا بد أن تتحدث الولايات المتحدة مع أردوغان بوضوح عن دوره في سوريا.

استبعاد
ووفقاً لكاتب المقال، بدا أن الإدارة تعمدت استبعاد تيلرسون من التعامل مع إسرائيليين وفلسطينيين أو أردنيين في ما يتعلق بعملية السلام، وغالباً ما كانت تدير تلك العلاقات مباشرةً عبر صهر ترامب، جاريد كوشنر.

وعندما أشار تيلرسون في مايو( أيار) 2017، إلى أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيرتبط باتفاق سلام، ارتفعت اعتراضات أصوات مؤيدة لإسرائيل. ويعتقد أن لبومبيو وجهات نظر أكثر قرباً من تلك التي تتبناها الدائرة الضيقة لترامب.

إخفاق آخر
ويُشير كاتب المقال لما جرى في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر(تشرين الأول) أثناء مشاكل في شمال العراق بسبب قرار إقليم كردستان إجراء استفتاء على الاستقلال. فقد أخفق تيلرسون من جديد في التوسط بين بغداد وأربيل، عاصمة كردستان العراق. إذ في حين قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن تيلرسون سيتولى معالجة الأزمة وأن الولايات المتحدة" تعمل على استبعاد أي صراع مسلح"، اصطدمت، بعد ثلاثة أيام، قوات عراقية مع الأكراد.

تحذير
وفي الوقت ذاته، يقول كاتب المقال، إن بومبيو كان يحذر إدارة ترامب من خطر إيران على المنطقة.

ولعب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، دوراً رئيسياً في طرد الأكراد من كركوك. ويبدو أن بومبيو يدرك الخطر الإيراني، ولذا تتوافق وجهات نظره مع آراء ترامب حول هذه القضية الرئيسية.