المقاطعة شلت الحركة في مطار الدوحة(أرشيف)
المقاطعة شلت الحركة في مطار الدوحة(أرشيف)
الأحد 18 مارس 2018 / 15:56

اقتصادها يترنح وخياراتها أقل... قطر والشتاء المقبل مع جيرانها

أكد الصحافي الإيرلندي ستيفن ستار في صحيفة "ذي آراب ويكلي" اللندنية أنّ الدوحة تعيش عزلة كبيرة فيما اقتصادها يترنح.

عزلة قطر تقارب سنتها الأولى مع ترنح اقتصادها. وليس لدى عائلة آل ثاني الحاكمة سوى خيارات أقل من ذي قبل كي تتوجه نحو خاتمة إيجابية للأزمة الخليجية

يشرح الصحافي أن الدوحة أصبحت أهدأ مما كانت عليه طوال عقود. فمن خلال القيادة عبر شوارع الدوحة حتى الوصول إلى مقهى الجزيرة الإعلامي في الضواحي الشمالية للمدينة، يظهر أن المؤشرات الحيوية قليلة.

في المطعم التابع للشبكة التلفزيونية، طاولة واحدة محجوزة فقط. وفي عشرات المقاهي المحيطة بالمكان، لا يمكن رؤية إلّا موظفي خدمة ركن السيارات وسائقي عربات الغولف الذين ينتظرون زبائن قد لا يظهرون مطلقاً.

خيارات أقل من قبل
يتابع ستار كتابته فيذكّر بأن عزلة قطر تقارب سنتها الأولى مع ترنح اقتصادها. وليس لدى عائلة آل ثاني الحاكمة سوى خيارات أقل من ذي قبل لتتوجه نحو خاتمة إيجابية للأزمة الخليجية. تعود جذور مشاكل الدوحة إلى النزاع السوري. وغضب السعوديون وجيرانهم الخليجيون حين دعمت قطر جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. لكن إذا كان الدعم القطري للنصرة قد أطلق الأزمة، فهذا لا يعني أنّه السبب الرئيسي للتوتر بين الطرفين. إنّ المشكلة الأساسيّة لدى دول الخليج تجاه الدوحة هي دعمها للإخوان المسلمين الذي يعود لعقود خلت.

عرقلوا مباحثات الفترة الانتقالية
إن تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا يشبه إلى حد ما طبق المكدوس فهو إما محبوب أو مكروه كثيراً. خلال المراحل الأولى من الحرب السورية، فتحت قطر أبوابها أمام الإخوان المسلمين من أجل دعمهم لترسيخ وجودهم في سياسات المعارضة السورية.

ونقل الكاتب عن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إشارتها سنة 2013 إلى أن "الإخوان نجحوا في اعتراض محاولات تحديد كيفية إدارة الفترة الانتقالية، غموض أملت المجموعة بلا شك في أنها ستكون قادرة على استغلاله للسيطرة على القيادة بعد سقوط الأسد".

وذكرت المجلة كيف قامت شبكة الجزيرة "ولمعت صورة الإسلاميين، المرتبطين بالإخوان، المعارضين للأسد عبر تغطيتها".

ضخ الرساميل لم ينفع
إن مد الحرب السورية انقلب لصالح نظام الأسد، لكن الإخوان المسلمين صامدون بمساعدة قطر وتركيا وينتظرون فرصة أخرى. يقول محللون إنّ الأزمة القطرية يمكن أن تنتهي بالسرعة نفسها التي بدأت بها، لكن بالنظر إلى انحدار العلاقة إلى ركود عميق يُستبعد هكذا سيناريو. السعودية منشغلة بطموحاتها التنموية وبإصلاحاتها الكبيرة وأعلنت أن الأزمة القطرية هامشية. 

على الصعيد الداخلي، يعاني الاقتصاد القطري من الركود رغم ضخ الرساميل الهائلة، وهو بحاجة للعناية. ثم تأتي كأس العالم 2022 التي تحتاج للتخطيط والإدارة.

لن تسترجع موقعها
يكتب ستار أنه يمكن لقطر أن تدعو إلى إقامة علاقات راسخة مع قوى إقليمية مثل تركيا وبدرجة أقل إيران. لكن توقيع صفقات طائرات مع الولايات المتحدة وترتيب واردات من تركيا على عجل، وإقامة صداقة مصلحة مع إيران، ليست سياسات ستسمح لقطر بالحفاظ أو حتى باستعادة موقعها التي كانت تتمتع به سابقاً.

التشققات الممتدة في الشرق الأوسط وأوروبا وواشنطن عميقة، وأي دولة لها التأثير المبدئي في المساعدة على إنهاء الأزمة الخليجية  متفرغة أساساً لانشغالاتها.

ويختم ستار كاتباً أن الخيارات المتوفرة للقادة الجالسين في أهدأ عاصمة في الخليج قليلة، وقد تدخل قطر في شتاء طويل مع جيرانها.