العلمان السعودي والأمريكي (تعبيرية)
العلمان السعودي والأمريكي (تعبيرية)
الإثنين 19 مارس 2018 / 15:45

السعودية وأمريكا...صداقة عمرها 75 عاماً

بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، استعاد بروس ريدل، زميل رفيع المستوى وباحث في شؤون الشرق الأوسط لدى مركز بروكينغز الأمريكي، ثلاثة أرباع قرن من الشراكة بين الرياض وواشنطن تخللتها فترات من التعاون الوثيق حيناً والجفاء حيناً آخر.

العلاقة السعودية – الأمريكية ستستمر وتتعزز بعد زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لواشنطن

ويستعرض ريدل تلك المسيرة الحافلة بالأحداث، مذكراً بأن العلاقة بين السعودية وأمريكا بدأت في عام 1943، عندما سافر الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى واشنطن للقاء الرئيس فرانكلين روزفلت في البيت الأبيض، خلال الحرب العالمية الثانية.

أرفع ديبلوماسي
ويلفت ريدل لإرسال الملك الراحل عبد العزيز بن سعود ابنه فيصل عندما كان عمره 36 عاماً وخدم أبيه كأرفع ديبلوماسي منذ عام 1919، عندما سافر إلى لندن لبحث مستقبل المنطقة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم يتجاوز عمره حينها 12 عاماً.

ويشير كاتب المقال لبداية التواصل الأمريكي مع السعودية، عندما أبدت شركات أمريكية اهتمامها بالتنقيب عن احتياطات هائلة من النفط اكتشفت تحت رمال المملكة. وبدأت تلك الشركات في الاستكشاف في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين. وكان ابن سعود متحمساً لقيام الأمريكيين بتلك المهمة عوضاً عن الأوروبيين. فقد تخوف من أن تصبح المملكة تابعة لامبراطورية أوروبية إذا استعان بشركة بريطانية أو إيطالية. ورأى الملك عبد العزيز أن الأمريكيين بعيدون عن المنطقة، ولذا لن تكون لهم طموحات امبريالية في الشرق الأوسط. واكتشف النفط في عام 1938، قبل 80 سنة بالضبط.

صدفة
ويقول ريدل إن الحرب وصلت صدفة إلى اعتاب المملكة في أكتوبر( تشرين الأول)، 1940. فقد كانت إيطاليا وبريطانيا العظمى تتحاربان في شرق وشمال أفريقيا. وقرر الإيطاليون مهاجمة منشآت نفطية بريطانية في البحرين، فانطلقت أربعة مقاتلات إيطالية من مستعمرتها جزيرة رودوس، لضرب مصفاة بريطانية للنفط في البحرين. وقد أصابت إحدى القاذفات خطأ منشأة نفط أمريكية في الظهران في السعودية، مسببة أضراراً بسيطة. وقد اعتذرت روما من المملكة، لكن الأمريكيين أجلوا أسرهم من الظهران، وأوقفوا بعض عملياتهم هناك.

أهمية كبرى
ولكن، حسب كاتب المقال، أبدى روزفلت اهتمامه بالمملكة بسبب النفط أيضاً. فقد تسببت الحرب باستهلاك كميات كبيرة من النفط. ورغب الرئيس الأمريكي بضمان الحصول على النفط من المنطقة . وفي فبراير( شباط) 1943، نقل وزير الداخلية الأمريكي آنذاك، هارولد ايكس، لرئيسه روزفلت اعتقاده بأنه لدى السعودية أكبر احتياطات من النفط في العالم وبعد أقل من أسبوع، أعلن روزفلت أن المملكة السعودية تمثل "أهمية كبرى للدفاع عن الولايات المتحدة". كما دعا الرئيس الملك السعودي لزيارة واشنطن، أو إرسال وفد يمثله. واختار الملك الراحل عبد العزيز الأميرين فيصل وأخيه الأصغر خالد للقيام بتلك المهمة.

ويشير كاتب المقال لمرافقة عدة مستشارين للأميرين في رحلتهما إلى الولايات المتحدة، والتي تمت في سبتمبر( أيلول) 1943 ودامت ثلاثة أشهر. ولقي الأميران حفاوة كبيرة في البيت الأبيض، وزارا، مع الوفد المرافق، ولايات أمريكية عدة.

وإذ خلص إلى ان العلاقة السعودية الأمريكية هي خليط من فترات ود وفتور، توقع أن تستمر وتتعزز بعد زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لواشنطن.