سيطرة القوات التركية على عفرين (أرشيف)
سيطرة القوات التركية على عفرين (أرشيف)
الثلاثاء 20 مارس 2018 / 11:23

أردوغان في عفرين!

الأهرام - مكرم محمد أحمد

تمكنت قوات الغزو التركي فى إطار عملية غصن الزيتون، يساندها المتمردون السوريون من جماعة الإخوان المسلمين من حصار مدينة عفرين شمال سوريا بعد شهرين من غزوها.

ورفعت القوات التركية أعلامها على مبنى البلدية في المدينة وسط احتفال صاخب بإطلاق الرصاص، وبينما يحاول المدنيون في عفرين الذين يربون على 200 ألف نسمة، ويضمون الأكراد والعلويين واليزيديين الهرب إلى الجبال والقرى المحيطة من قوات الغزو، تمنع الميليشيات الكردية الأكراد من مغادرة المدينة وتحثهم على البقاء والاحتماء بالأدوار الأرضية من القصف الجوى التركي والبقاء في المدينة ذات الأغلبية الكردية وعدم تركها للأتراك.

ويبرر الأتراك هجومهم على عفرين الذي بدأ في يناير(كانون الثاني) الماضي بأنه دفاع عن أمنهم الوطني بدعوى أن الميليشيات الكردية التي تنتمي إلى قوات سوريا الديمقراطية هم من أنصار حزب العمال الكردستاني الذي يناصب تركيا العداء لأكثر من 4 عقود من المواجهات المسلحة أملاً في الحصول على نوع من الحكم الذاتي.

وبينما تُسقط الطائرات التركية المنشورات على سكان المدينة تحثهم على وقف القتال والاستسلام، يأسف عرب عفرين لخروج الأكراد من المدينة لأن الأكراد موجودون في المكان منذ الأزل، ولأن غالبيتهم لا ينتمون إلى ميليشيات حزب العمال الكردستاني، خصوصاً قوات سوريا الديمقراطية الذين حاربوا داعش بشجاعة، وتمكنوا من طردها من معظم الأراضي السورية ابتداء من مدينة كوباني في أقصى شمال سوريا إلى الرقة عاصمة داعش التي حررها الأكراد أخيراً إلى مناطق دير الزور الغنية بالنفط.

والواضح أن الرئيس التركي أردوغان دخل عفرين ليبقى، وبرغم أنه وعد بتسليمها إلى أصحابها الأصليين الذين لم يعرفهم، إلا أن الأتراك يعتزمون البقاء في المدينة ويعتبرونها حجر الزاوية لضمان تأثيرهم على مستقبل المنطقة.

ولا يعرف بعد ما إذا كانت القوات التركية سوف تتقدم شرق عفرين إلى مدينة منبج، حيث توجد القوات الأمريكية (ألفا جندي) تعيش إلى جوار الميليشيات الكردية الحليفة للولايات المتحدة التي تشكل جزءاً من قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت داعش حتى النهاية.

وثمة مطلب تركي يطلب أردوغان من الأمريكيين تنفيذه ويعتبره شرطاً لتحسين العلاقات التركية الأمريكية، بأن تعبر قوات سوريا الديمقراطية نهر الفرات إلى الشاطىء الآخر تجنباً لأي صدام محتمل مع القوات التركية الغازية.

والواضح أن الأمريكيين مشغولون الآن بالتفاوض مع الأتراك بحثاً عن حل وسط ينهي الأزمة المتصاعدة بينهما، كما طلبوا أن يستعيد الأمريكيون الأسلحة التي سلموها للأكراد في حربهم على داعش، إضافة إلى فض التحالف بين الأمريكيين والميليشيات الكردية بدعوى أنها جماعة إرهابية، كذلك طلبوا سحب القوات الأمريكية من منطقة منبج كي لا تلقى من القوات التركية (صفعة عثمانية) إن عبرت القوات التركية المنطقة في مطاردتها للميليشيات الكردية.

ولا يعرف بعد مصير المفاوضات التركية الأمريكية التي بدأها وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، وما إذا كان الرئيس الأمريكي ترامب سوف يوافق على هذه المطالب، ويخون تحالفه مع الأكراد السوريين الذين أسهموا بنصيب وافر في طرد داعش من سوريا، ويحظون بدعم الولايات المتحدة منذ بدأوا حربهم على داعش باتفاق وتشجيع المخابرات المركزية الأمريكية.

والواضح أن العلاقات الأمريكية التركية كانت قد وصلت إلى درجة الحضيض قبل شهرين إن لم تكن شارفت على الانهيار، وكان أردوغان يهدد بتوجيه "صفعة عثمانية" إلى القوات الأمريكية في سوريا إن لم تفض تحالفها مع الميليشيات الكردية، وبدأ وزير الخارجية السابق تيلرسون محادثاته مع الأتراك آملاً في حل وسط بتأكيد أن الأولوية ينبغي أن تكون في إصلاح حلف الناتو وترميم العلاقات الأمريكية التركية، ولكن يبدو أن الأمور قد اختلفت نوعاً ما بإقالة تيلرسون وتولي مدير المخابرات الأمريكية السابق شؤون الخارجية الأمريكية.