نصر الله والخميني  (أرشيف)
نصر الله والخميني (أرشيف)
الثلاثاء 20 مارس 2018 / 11:20

تناقضات نصر الله

الأيام - سعيد الحمد

لم يعد قادراً على إخفاء تناقضاته حتى أمام مناصريه ومحازبيه الذين أوقعهم في ورطة الدفاع عما لا يستطيعون حتى تبريره من تناقضات كبيرة وجد نفسه فيها وهو الذي وصفوه لنا بالذكاء في حملات بروباغندا سرعان ما بهتت ألوانها، وضاع ضجيجها أمام تناقضات رجل طهران.

فحسن وقبل أن يخطُ الشيب لحيته قالها صريحة وبصوتٍ مسموعٍ إن حزبه يسعى لإقامة "جمهورية" الولي الفقيه في لبنان الذي اعتبره جزءاً من تلك الجمهورية، ثم حاول سحب أقواله ولحسها أنصاره ومحازبوه في سلسلة مقالات لهم مطولة نافحوها فيها عن ذلك الحزب بوصفه حزباً عربياً صرفاً جاء ليحمل بندقية المقاومة، وبالدعاية الصارخة صار حزب الله الإيراني النشأة والولاء والانتماء العقائدي حزباً يزايد حتى على أحزاب وقوى المقاومة الفلسطينية نفسها، واختطف يافطة المقاومة وكاد يحتكرها لسنوات صفق له فيها العرب مخدوعين بوهم "حزب المقاومة" حتى سقط القناع عن القناع.

وحين ضاقت الحلقة بحزبه اضطر في لعبة التقية المعروفة، وبالتنسيق مع طهران وقم، خرج حسن من خلف الشاشة الضخمة ومن داخل مخبئه السري ألقى خطاباً عرمرمياً نفى فيه تدخل ووجود إيران في لبنان وفي الجنوب على وجه الخصوص، ونفض يده في خطابه طبعاً من إيران أو عن إيران.

وبطبيعة الحال، لم يصدقه حتى أقرب الناس إليه، وفهموا المعنى والهدف من ذلك الخطاب الدعائي، ووحده فقط ظل حسن نصر الله قلقاً من نتائج خطابه وتداعياته داخل دوائر صنع القرار في طهران وفي قم صاحبة اليد الطولى، وهو الذي يعرف تماماً الصراع الخفي في كواليس طهران وقم، وبين العمامات النافذة هناك، وبين الجماعات التي تتناحر بصمت من أن تستغل لخطابه بالصوت والصورة لطعنه من الخلف، و"العيار اللي ما يصيب يدوش" كما يقول إخواننا المصريون في أمثالهم البليغة.

ولذا سرعان ما وجد مناسبة ليعلن ومن نفس الشاشة وبصوتٍ جهوري ارتفع هذه المرة بشكل واضح ليسمع قم وطهران بالدرجة الأولى، "أن أكل وشرب ولباس وأسلحة وأموال حزب الله من إيران" انتهى الكلام وقُضي الأمر الذي فيه تستفتيان.

ومؤخراً وقبل أيام قليلة عاد حسن في محاولة ليبرئ نفسه مما قال حول عدم تأثير إيران الولي الفقيه على حزبه ولموقع إيراني ناطق بالفارسية، وفي رسالة خاصة لإيران وحدها وللمرشد الأعلى الإيراني على ما يبدو تجاوز حسن كل الحدود المعقولة حين صرح للموقع المذكور إن "ولاية الفقيه فوق دستور لبنان"!!.

فماذا بقي وماذا أبقى حسن للمدافعين عن عروبةٍ مزعومة لحزبٍ ولائي خميني؟؟ وزاد الطين بلة حسن في اندفاعات إعلانات ولائه حين قال: "نحن لا نقاتل في سوريا من أجل الأسد وإنما نقاتل من أجل التشيع"، فماذا سيقول من زعم يوماً أن حزب الله ليس طائفياً وكذلك الأحزاب التي تدور في فلكه وتحج إليه ويُقيم زعماؤها في صنيعته وأنتم تعرفونهم وبالاسم؟؟

أبى حسن في عنفوان اندفاعه وتراجع سمعته إلا وأن يسقط وينزع الأقنعة عن جميع الأحزاب التي تناصره وتؤيده وتستشيره وتتعاون معه سراً وعلانية ليقول إنهم جميعاً يتبعون الولي الفقيه، وإنهم جميعاً يعتبرون الولي الفقيه وجمهوريته المزعومة فوق دساتير بلدانهم، وإذا كان لهم رأي آخر فليخرج منهم شجاع ليعلن على الملأ وأمام الناس أجمعين أن حسن نصر الله خاطئ، وأنهم يعارضون ما قال به وما أعلنه، نتحداهم فهل يفعلون؟؟.