علم إسرائيلي في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية (أرشييف)
علم إسرائيلي في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية (أرشييف)
الثلاثاء 20 مارس 2018 / 12:39

في ذكرى إنشائها..خطران يهددان إسرائيل

مع اقتراب الذكرى السبعين لإنشاء إسرائيل، عبر رونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، عن خوفه على مستقبل دولة إسرائيل، على رغم أن الجيش الإسرائيلي هو الأقوى في المنطقة، وأن اقتصاد الدولة اليهودية من الأقوى عالمياً، فضلاً عن تطور التكنولوجيا الإسرائيلية التي تلقى كل تقدير في الصين والهند ووادي السيليكون.

الخطر الذي يهدد وجود إسرائيل، يكمن في استسلام قادتها لمتطرفين دينيين، علاوة على فجوة متزايدة مع اليهود في الشتات

ولكن لاودر لفت في مقال في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن دولة إسرائيل واجه اخطرين كبيرين يهددان وجودها ذاته، أولهما احتمال وأد حل الدولتين. ويقول إنه أمريكي محافظ وعضو في الحزب الجمهوري، ولطالما دعم حزب الليكود، منذ الثمانينيات. ولكن هناك حقيقة وجود 13 مليون شخص يعيشون ما بين نهر الأردن والمتوسط، وإن نصفهم تقريباً فلسطينيون.

خيار صعب
وحسب لاودر، لو استمرت التوجهات الحالية، فسوف تقابل إسرائيل خياراً صعباً: إما منح الفلسطينيين الحقوق الكاملة، والتوقف عن كونها دولة يهودية، أو الامتناع عن منحهم حقوقهم، والتخلي عن كونها دولة ديموقراطية. وبرأي كاتب المقال ،لأجل تجنب تلك النتيجتين غير المقبولتين، يصبح المسار الوحيد هو حل الدولتين.

مفاوضات مباشرة
ويلفت لاودر إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه ملتزمون تماماً بتحقيق السلام في الشرق الأوسط. كما أن دولاً عربية مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات يسعون لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وخلافاً لتقارير إعلامية، عبر له، شخصياً، زعماء فلسطينيون عن استعدادهم للبدء فوراً في مفاوضات مباشرة.

فرصة ضائعة
ولكن، حسب لاودر، يطرح بعض الإسرائيليين والفلسطينيين مبادرات تهدد بضياع هذه الفرصة. ولكن هناك أيضاً خطط ضم مستوطنات إسرائيلية، مع الاستمرار في بناء وحدات استيطانية جديدة ما وراء خط التقسيم. فقد بنيت، خلال السنوات القليلة الماضية، واستمرت في التوسع، مستوطنات على أراضٍ في الضفة الغربية ستصبح، على الأرجح، جزءاً من دولة فلسطينية. ولا شك في كون تلك السياسات الإسرائيلية، الضيقة الأفق، تؤدي لخلق واقع دولة واحدة لا رجوع عنها.

متطرفون متشددون
وأما الخطر الآخر الذي يهدد وجود إسرائيل، برأي لاودر، فيكمن في استسلام قادتها لمتطرفين دينيين، علاوة على فجوة متزايدة مع اليهود في الشتات. فغالبية اليهود خارج إسرائيل غير مقبولين بنظر المتدينين الإسرائيليين، والذين يهيمنون على الأماكن المقدسة داخل إسرائيل. ويعيش سبعة ملايين من أصل ثمانية ملايين يهودي في أمريكا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا، وهم إما معتدلون دينياً، أو محافظون أو إصلاحيون وعلمانيون. وبدأ عدد منهم، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، في الشعور بأن الدولة التي دعموها سياسياً ومالياً وروحياً أخذت تدير ظهرها لهم.

تنفير شريحة من اليهود
ويرى لاودر أنه، عبر الخضوع لضغوط أقلية في إسرائيل، تعمل الدولة اليهودية على تنفير شريحة واسعة من الشعب اليهودي. وتبدو الأزمة أشد وضوحاً لدى جيل الشباب اليهودي، وهم في معظمهم علمانيون. فقد بدأ عدد متزايد من اليهود من جيل الألفية، وخاصة في الولايات المتحدة، بإبعاد أنفسهم عن إسرائيل بسبب سياساتها المتناقضة مع قيمهم. وتبدو النتائج مذهلة: استيعاب واغتراب وتآكل حاد في تقارب المجتمع اليهودي العالمي من الدولة اليهودية، إسرائيل.