الناشط عمر علوش الذي قتل في تل أبيض (أرشيف)
الناشط عمر علوش الذي قتل في تل أبيض (أرشيف)
الثلاثاء 20 مارس 2018 / 12:54

تركيا تغتال من يصلح بين العرب والأكراد في سوريا

قبل أيام، قتل عمر علوش، رئيس مشارك للجنة العلاقات العامة في المجلس المدني لمدينة الرقة، وعضو المجلس الديمقراطي السوري، في منزله بمدينة تل أبيض في سوريا.

ماكغورك: كسواه من سوريين آخرين، استهدف علوش من قبل من يسعون إلى السلطة بواسطة القتل والإرهاب. وسوف تبقى ذكراه في قلوبنا، وسنواصل العمل لإرساء الاستقرار في المناطق المحررة من داعش

ولعب علوش مؤخراً دوراً كبيراً في السياسات المحلية في شمال سوريا. وسرعان ما اتهم مسؤولون أكراد تركيا بقتله، قائلين إن أنقره تريد تقويض الفيدرالية الديمقراطية الناشئة بقيادة كردية في شمال سوريا.

تهديدات
ولفت إلى تلك الجريمة وملابساتها، فلاديمير فان ويلغينبرغ، محرر مستقل ومحلل للسياسات الكردية، يعمل من أربيل، كردستان العراق، لصالح مؤسسة جيمس تاون.وكتب في موقع "ذا ديفينس بوست"، أنه في 20 يناير(كانون الثاني)، يوم أطلقت تركيا عملية "غصن الزيتون" العسكرية ضد مقاطعة عفرين ذات الغالبية الكردية في سوريا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سنمضي خطوة بخطوة حتى نطهر بلدنا، وصولاً إلى الحدود العراقية، من الإرهابيين الذين يحاولون تطويق وطننا".

منع تعاون
ومن جانبهم، يقول الأكراد إنه إلى جانب تهديدات باحتلال مدينة منبج ومناطق أخرى تقع عند شرق الفرات، تظهر تركيا عزمها على تدمير الاتحاد المتعدد الأعراق الذي أسسته قوات سوريا الديمقراطية مع وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، ومنع التعاون بين الأمريكيين والأكراد.
وقال آلدار خليل، مسؤول كردي رفيع المستوى: "لقد اغتالت الاستخبارات التركية عمر علوش، لأنه سعى لتطوير العلاقات بين العرب والأكراد، وكان عماداً للمشروع الديموقراطي في سوريا".

إشارة مقلقة
وينقل كاتب المقال عمن عرفوا علوش عن قرب أنه كردي لعب دوراً أساسياً في تشكيل مجالس مدنية في تل أبيض ومنبج والطبقة والرقة بعد هزيمة داعش في جميع تلك المدن. وقال نديم حوري، مدير برنامج محاربة الإرهاب في منظمة هيومان رايتس ووتش "يعتبر اغتيال علوش بمثابة مأساة رهيبة وإشارة مقلقة، فقد ساهم في إتمام مصالحات بين عرب وأكراد في الرقة. ومن قتله يأمل بزعزعة استقرار المنطقة وإثارة نزاعات جديدة".

ضربة كبيرة
وبرأي كاتب المقال، يعتبر اغتيال علوش ضربة كبيرة لجهود التحالف بقيادة أمريكية من أجل تعزيز الاستقرار في شرق سوريا. ويقول: "التقيت بعلوش عدة مرات منذ إطلاق قوات سوريا الديمقراطية عمليتها لاستعادة منبج في 2016. والتقيت به مجدداً قبل أسابيع، وقد انتقد بشدة تركيا بسبب هجماتها على مدنيين أبرياء في عفرين".

صدمة
وبحسب كاتب المقال، سبب مقتل عمر علوش صدمة عبر شرق سوريا، وحيث يعمل التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية ومجالس محلية، لإرساء الأمن بعد زوال داعش.

ويوم الخميس الأخير، كتب على تويتر بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي ضد داعش "كان عمر علوش مواطناً سورياً شجاعاً عمل على عودة الحياة إلى مناطق دمرها داعش". وأضاف "كسواه من سوريين آخرين، استهدف علوش من قبل من يسعون إلى السلطة بواسطة القتل والإرهاب. وسوف تبقى ذكراه في قلوبنا، وسنواصل العمل لإرساء الاستقرار في المناطق المحررة من داعش".

وقال الناطق باسم التحالف الدولي ضد داعش "على رغم خسارتنا لعمر علوش، سوف يواصل التحالف دعم التعاون بين جميع السوريين على الأرض الساعين لإعادة بناء حياتهم، والمضي قدماً من أجل ضمان هزيمة داعش، وطرده من بلدهم".