الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الأربعاء 21 مارس 2018 / 15:21

هل يخطط بوتين لاستقالة استراتيجية؟

لم يكن أحد يتوقع هزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات العامة التي أجريت قبل يومين. فقد شارك حوالي 60٪ من الناخبين الروس في الانتخابات، وفاز بوتين بسهولة على منافسيه.

من الوسائل التي سوف يتبعها بوتين لتأمين تناوب السلطة، منح متقاعدين بعض السلطة والنفوذ، والأهم منه احتفاظهم بممتلكاتهم

أما بالنسبة لمن لم يصوتوا لبوتين، وقد وصلت نسبتهم إلى 40٪، فهم بحسب نيكولا جفوسديف، محرر مساهم لدى مجلة "ناشونال إنترست"، إما لازموا منازلهم، أو اختاروا مرشحين مثل غريغوري يافلينسكي، وبوريس تيتوف أو كاسينا سوبشاك، وبعثوا برسالة تعبر عن ناخبين يستطيع هؤلاء السياسيين التحدث باسمهم.

أثر سلبي
وحسب كاتب المقال، عند التطرق لرد فعل محتمل إزاء إعادة انتخاب بوتين، واحتمال استمرار خلاف طويل مع منافسيه، سوبشاك ونافالني، يتوقع أن يكون لفشل الليبراليين – الديموقراطيين الروس في التضامن، أثره السلبي على السياسات الروسية في المستقبل المنظور.

توقعات

وفي ظل فوز بوتين بولاية رئاسة جديدة، قد يسأل بعضهم ما يعنيه ذلك بالنسبة للسياسة الروسية الداخلية والخارجية. وهنا يقدم كاتب المقال بضعة توقعات.

من ناحية أولى، لمح بوتين، في خطاب فوزه، إلى تقدمه في العمر، وحقيقة أنه لن يبقى رئيساً مدى الحياة. وسيكون على بوتين أن يضع، حسب جفوسديف، خلال ست سنوات لرئاسته القادمة، أسساً لعملية انتقالية دائمة.

ويتوقع جفوسديف أن يجري بوتين تعديلاً حكومياً، ربما في نهاية العام الجاري، حيث سيغيب عن الساحة السياسية، عبر تقاعد مشرف، أشخاص بارزون تصدروا الصورة خلال السنوات الخمسة عشر الماضية، من أجل إفساح المجال لوجوه جديدة ولكادر حديث من الساسة الروس.

تناوب
وبرأي كاتب المقال، من الوسائل التي سوف يتبعها بوتين لتأمين تناوب السلطة، منح متقاعدين بعض السلطة والنفوذ، والأهم منه احتفاظهم بممتلكاتهم. وسيكون لذلك أهميته لخطط بوتين من أجل تسليم السلطة. ولذا، يتوقع جفوسديف أن يعمد بوتين، في السنوات المقبلة، لتقنين الضمانات وإجراءات العفو في القانون، ما سوف يثمر عن ترتيبات من شأنها احتفاظ بوتين( وأبنائه) بحصتهم كاملة كشرط لانتقال في السلطة.

استقالة استراتيجية
ويستبعد كاتب المقال أن ينتظر بوتين حتى عام 2024 لحسم خروجه، بل قد يختار ما يطلق عليه وصف استقالة استراتيجية، أو موعد مبكر لتسليم السلطة من أجل ترتيب مسألة خلافته. واليوم وبعد فوزه، يتساءل كاتب المقال، حول ترجيح إبداء بوتين مزيداً من المرونة على المسرح السياسي. وتظهر أمام الرئيس الروسي ثلاث اختبارات: وضع اللمسات الأخيرة لتسوية مع اليابان، والصراع في أوكرانيا والتدخل في سوريا.

مقايضات
وفيما يتوقع أن يزور رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، روسيا في نهاية الربيع الحالي لأجل عقد قمة أخرى مع بوتين، هل يكون مستعداً لمقايضة جزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان في مقابل استثمارات من شأنها تطوير أقصى الشرق الروسي؟

وفي الشأن الأوكراني، يسأل كاتب المقال عما إذا كان بوتين مستعداً اليوم لتقديم تنازلات بشأن قضية دونباس.

وعن التدخل الروسي في سوريا، يرى الكاتب أن روسيا حققت هدفها هناك. وبات اليوم فصل روسيا عن الغرق في مستنقع في الشرق الأوسط مهمة صعبة، وخاصة إذا كان الكرملين راغباً بالاحتفاظ ببعض مكاسب حققها من خلال تدخله في سوريا، قبل عامين ونصف.