عناصر من تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف)
عناصر من تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف)
الأربعاء 21 مارس 2018 / 22:57

سوريا: هل يهدد تنظيم داعش أمن دمشق؟

سيطر تنظيم داعش أمس الثلاثاء على حي القدم في دمشق، التي يوجد في بعض أحيائها، في مؤشر على قدرته على تهديد أمن العاصمة رغم هزائمه في سوريا.

ولم يعد التنظيم المتطرف يسيطر سوى على أقل من 5% من سوريا، خاصةً في مناطق صحراوية في شرق ووسط البلاد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

يوجد تنظيم داعش في بضعة أحياء بجنوب دمشق، أبرزها الحجر الأسود والتضامن وأجزاء واسعة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وتمكن مقاتلو التنظيم أمس الثلاثاء من السيطرة على حي القدم، بعد هجوم مفاجئ ومعارك عنيفة ما أسفر عن مقتل 62 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، حسب المرصد.

وأوردت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، اليوم الأربعاء، أن الجيش السوري يخوض "معارك كر وفر" ضد التنظيم المتطرف.

"مصدر إزعاج"
ويقول الباحث في المعهد الأمريكي للأمن نيك هاريس، إن "تنظيم داعش يُشكل مصدر إزعاج لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، لكنه لا يشكل حالياً تهديداً قاتلاً".

ويرى أن التنظيم "يحاول ملء الفراغات في المناطق التي كانت في السابق خاضعة لسيطرة الفصائل في محيط دمشق".

وتسلل التنظيم إلى الحي بعد نحو أسبوع من إجلاء المئات من مقاتلي هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، مع أفراد من عائلاتهم إلى الشمال السوري.

ويعتبر هاريس أن "القضاء على المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية التي تتعرض منذ 18 فبراير(شباط) لهجوم قوات النظام إضافةً إلى ضعف قوات الأسد في إعادة الاستقرار إلى ضواحي دمشق، يشكلان ظروفاً مؤاتية لتنظيم داعش".

ورجحت صحيفة الوطن أن يبادر الجيش إلى "حسم الأمر في جنوب العاصمة بعد الانتهاء من معركة غوطة دمشق الشرقية".

وبعد تصاعد نفوذ تنظيم داعش بشكل كبير في 2014 وسيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا، شكل 2017 انتكاسة لجهادييه وانتهى حلم "الخلافة".

خسارات متتالية
وعلى وقع هجمات عدة منفصلة للجيش السوري ولقوات سوريا الديمقراطية، خسر داعش أغلب مناطق سيطرته في سوريا، كما استعادت القوات العراقية الأراضي التي كان يسيطر عليها.

وتقاتله قوات سوريا الديمقراطية، الفصائل الكردية والعربية المدعومة من واشنطن، حالياً في جيبين في محافظة دير الزور شرقاً، قرب الحدود مع العراق، وقرب محافظة الحسكة شمال شرق، كما يوجد في أجزاء محدودة من محافظتي حمص وسط، ودرعا، جنوب.

وينفذ الجهاديون المحاصرون في جيوب متناثرة في سوريا بين الحين والآخر هجمات دامية ضد خصومهم.

ويُقدر هاريس عدد مقاتلي تنظيم داعش في سوريا بما بين 8 و 13 ألفاً.

وعبّرت الولايات المتحدة مراراً عن خشيتها من عودة التنظيم إلى سوريا، مشددة على ضرورة التركيز على الهدف الرئيسي المتمثل في محاربته والقضاء عليه.

وحذرت واشنطن من الأثر السلبي للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في عفرين على المعركة ضد تنظيم داعش.

وتُعد قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، حليف واشنطن الأبرز على الأرض في قتال داعش.

وساهمت هذه الشراكة في طرد التنظيم من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا، أبرزها مدينة الرقة.

إلا أن دعم واشنطن لتلك القوات لا ينسحب على عفرين حيث لا وجود للتنظيم المتطرف هناك.

مخاوف واشنطن
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت الإثنين الماضي، إن المعركة في عفرين تصرف الاهتمام عن محاربة داعش، مشيرة إلى أن التنظيم بدأ في "إعادة بناء نفسه في بعض المناطق".

ويعتبر الخبير في الشأن السوري في جامعة اوكلاهوما جوشوا لانديس بدوره، أنه "من الصعب جداً على داعش أن يقف على قدميه مجدداً".

ويضيف: "الوضع لا يشبه ما كان عليه في 2014، اليوم الجيش السوري أقوى بكثير".