آليات أمريكية خلال غزو العراق عام 2003 (أرشيف)
آليات أمريكية خلال غزو العراق عام 2003 (أرشيف)
الخميس 22 مارس 2018 / 13:12

بعد 15 عاماً على الحرب العراقية.. موجات الصدمة مستمرة في أمريكا وبريطانيا

تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة عشر لبداية غزو العراق الذي توقع منظماه في حينه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أنها ستكون حرباً قصيرة، لكن "عملية حرية العراق"، التي أغرقت المنطقة في فوضى واضطرابات، تركت أثرها على السياسات المحلية لسنوات عديدة.

بعثت موجات صدمة إلى النظام السياسي في أمريكا وبريطانيا، خاصة، وتداخلت مع الانهيار المالي لعام 2008. وضعفت ثقة الناس بنخبهم السياسية

ويرى جوناثان شافي، باحث لدى مؤسسة فكرية جديدة في نيويورك، تعنى بالسياسة الخارجية، أن عبارة "الصدمة والرعب" والتي استخدمت لوصف القنابل التي تساقطت على بغداد، لم تكن عبارة عن ألعاب نارية فتاكة لإجبار نظام صدام حسين على الاستسلام السريع، بل كان القصد منها بعث رسالة إلى المنطقة وللعالم، وكانت نذيراً لـ "القرن الأمريكي الجديد"، كما رسمه المحافظون الجدد في واشنطن.

مستنقع
ولكن، حسب ما كتبه شافي في صحيفة "ذا إندبندنت"، تحولت تلك الحرب إلى مستنقع غرق فيه العراق وانتقل صداه إلى بريطانيا. فقد ولدت شعوراً عميقاً بالسخط وسرعت بانهيار الثقة في المؤسسات السياسية البريطانية. كما قادت حرب العراق لتقويض مسيرة كادر من الساسة والزعماء مثلوا يوماً إجماعاً سياسياً وطنياً، وهو إجماع تلاشى في بضعة سنين.

ندوب
وبرأي كاتب المقال، أدت الحرب لتدمير العراق، ولكنها تركت أيضاً ندوباً على المزاعم الأخلاقية للمحور الأنغلو – أمريكي. وفي الغرب، تمت التغطية على معظم ما وقع من أحداث، ولكن الواقع كان أسوأ بكثير.

ويعود الكاتب لإحصائية صادرة عن مجلة "لانسيت" الطبية تشير لمقتل ما بين 650 ألفاً ومليون شخص بسبب الحرب العراقية. وفي 16 فبراير( شباط)، 2007، قال أنطونيو غوتيريس، مسؤول المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن عدد اللاجئين الذين فروا بسبب الحرب العراقية وصل إلى مليوني شخص، وداخل العراق نزح نحو 1,7 مليون شخص. ويعتقد اليوم أنه كان هناك ضعف هذا العدد من النازحين داخل الأراضي العراقية.

قتل أكاديميين
ويلفت شافي لما بات معروفاً من تأمين حقول النفط وخصخصتها في العراق. ولكن عملية الخصخصة لم تتوقف عند النفط وشركة هاليبرتون( شركة تربطها علاقات وثيقة بالسلطة السياسية في الولايات المتحدة). بل وصل الأمر لدرجة خصخصة بذور المزارعين العراقيين وبيعها لقطاع صناعات زراعية دولية، ما أدى لتعطيل طريقة عمل طبقت منذ مئات السنين.

ويقول كاتب المقال، إنه يذكر تلك الحقائق لكي يبين أن الحرب والاحتلال أضرا بجميع العراقيين، بما فيهم المجتمع المدني. فقد أشار تقرير صدر، في عام 2004، عن رابطة الأساتذة الجامعيين في العراق، بأن 250 أكاديمياً قتلوا. وبحلول عام 2006، وحسب "ذا إندبندنت"، قضي على أكثر من 470 أكاديمياً في العراق.

هيمنة
كما يلفت شافي لعدم مراعاة قوات الاحتلال للنسيج الاجتماعي العراق، وقد تأكد ذلك من خلال عمليات تعذيب مورست داخل معتقلات عراقية، وحيث غالباً ما أخذ نزلاء تلك السجون من منازلهم، دون إبداء أسباب، أو توجيه تهم.

وفوق كل ذلك، وحسب كاتب المقال، مكنت الاستراتيجية الحربية فصائل طائفية من حكم العراق. وقد ترافق ذلك مع انهيار المجتمع وتدمير واسع النطاق ما هيأ الظروف المناسبة لظهور داعش.
  
موجات صدمة
وبالعودة إلى تبعات الحرب العراقية، يقول كاتب المقال إنها بعثت موجات صدمة إلى النظام السياسي في أمريكا وبريطانيا، خاصة، وتداخلت مع الانهيار المالي لعام 2008. وضعفت ثقة الناس بنخبهم السياسية.

وترافق فشل الحرب على العراق مع إجراءات تقشف غير عادلة، ما قاد نحو بريكزيت، ودعم حجج اليمين المتطرف لفكرة أن بريطانيا يجب أن تنهض من جديد لكي تعود" عظمية كما كانت".