عمليات إجلاء المقاتلين من حرستا بالغوطة الشرقية (أرشيف)
عمليات إجلاء المقاتلين من حرستا بالغوطة الشرقية (أرشيف)
الخميس 22 مارس 2018 / 14:16

مقاتلون ومدنيون ينتظرون إجلاءهم من حرستا بالغوطة الشرقية

اصطفت عشرات الحافلات البيضاء اللون إلى جانب الطريق المؤدي من دمشق إلى حرستا في الغوطة الشرقية، التي سيتم استخدامها لإجلاء مقاتلين ومدنيين اليوم الخميس من المدينة.

ويأتي ذلك في إطار اتفاق أعلنت عنه حركة أحرار الشام التي تسيطر على حرستا وقالت إنه نتيجة مفاوضات مع روسيا، وهو الأول من نوعه منذ بدء قوات النظام السوري تصعيداً عسكرياً عنيفاً لاستعادة هذه المنطقة المحاصرة قبل شهر.

وكان من المفترض أن تبدأ عملية الإجلاء عند الساعة السابعة صباحاً، لكنها تأخرت من دون أن يكون في الإمكان معرفة أسباب التأخير الذي غالباً ما يحصل في عمليات الإجلاء العديدة التي شهدتها مناطق كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة طوال سنوات النزاع.

وقال المتحدث باسم حركة أحرار الشام في الغوطة الشرقية منذر فارس "العملية لم تبدأ بعد"، وعند أطراف حرستا، شوهد عدداً من الجنود الروس والسوريين والدبابات وسيارات الإسعاف.

وقال مصدر عسكري في المكان إن "العمل جار حالياً على فتح الطريق إلى مناطق سيطرة حركة أحرار الشام في حرستا التي تتصاعد منها سحب دخان سوداء".

وتسيطر حركة أحرار الشام على الجزء الأكبر من مدينة حرستا في غرب الغوطة الشرقية والتي تقع على بعد نحو 5 كيلومترات من دمشق، وتحتفظ قوات النظام بسيطرتها على جزء منها.

ويأتي الاتفاق بعد حملة عسكرية عنيفة تشنها قوات النظام منذ 18 فبراير(شباط) الماضي على الغوطة الشرقية، بدأت بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 80% من هذه المنطقة المحاصرة منذ 5 سنوات تقريباً.

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى 3 جيوب منفصلة هي دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن، بالإضافة لإلى حرستا، وهذه المدينة أقل كثافة سكانية من الجيبين الآخرين.

ويقضي الاتفاق، بحسب حركة أحرار الشام، بخروج المقاتلين بسلاحهم مع أفراد من عائلاتهم ومن يرغب من المدنيين، على أن يبقى في المدينة من أراد من السكان.

وكان وزير المصالحة السوري علي حيدر أوضح أمس الأربعاء أن مركز المصالحة الروسي تولى إجراء الاتصالات مع مسلحي حركة أحرار الشام من دون تدخل مباشر من دمشق، وغالباً ما يجري مركز المصالحة الروسي مفاوضات مع فصائل معارضة ويراقب مسار وقف الأعمال القتالية في سوريا.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف.