أعلام تركية وسورية معارضة عند معبر حدودي.(أرشيف)
أعلام تركية وسورية معارضة عند معبر حدودي.(أرشيف)
الجمعة 23 مارس 2018 / 13:42

هل نصبت أمريكا فخاً لتركيا في سوريا؟

يرى كمال كليشدار أوغلو، زعيم الحزب الجمهوري التركي( CHP) المعارض أن الحكومة التركية سقطت في فخ نصبته لها الولايات المتحدة في سوريا، والجيش التركي يحاول تصحيح أخطائها.

تأخرت الحكومة التركية في اكتشافها للطبيعة الإرهابية لداعش، ولم تدرك حقيقة الأمر إلا بعدما هاجم التنظيم القنصلية في الموصل

ونقل مراد يتكين، كاتب رأي في الصحيفة التركي "حريت" عن كليشدار أوغلو قوله: "حاولت واشنطن استخدام تركيا كآلة ضاربة في سوريا، واليوم تسيطر الولايات المتحدة على حقول النفط والغاز الكبرى في سوريا بالمشاركة مع حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD)، وقوته العسكرية وحدات حماية الشعب(YPG)، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور( PKK). ولم تظهر الولايات المتحدة بأنها صديق استراتيجي لتركيا".

أخطاء
وحسب كليشدار أوغلو: "كانت السياسة التركية حيال سوريا خاطئة منذ بداية الأزمة. فقد دعمت تركيا وقطر والولايات المتحدة جماعات معارضة مسلحة في سوريا. ولكن في ما بعد، تراجعت الولايات المتحدة عن دعم تلك المجموعات، وبدأت بالتعاون مع مقاتلي PYD و YPG ضد تنظيم داعش. وقد تأخرت الحكومة التركية في اكتشافها للطبيعة الإرهابية لداعش، ولم تدرك حقيقة الأمر إلا بعدما هاجم التنظيم القنصلية في الموصل، في يونيو( حزيران) 2014. وقال الأمريكيون إنهم يزودون PYD و YPG بالأسلحة الثقيلة، وأنهم سوف يجمعونها لاحقاً. ولكننا ندرك اليوم أن تلك الأسلحة كانت تخزن في عفرين من أجل استخدامها ضد تركيا، وحتى أن عفرين لا تقع شرق الفرات، حيث حاربت الولايات المتحدة داعش. وبذلك لم تثبت الولايات المتحدة أنها صديق استراتيجي لتركيا".

مصيدة
وحسب كليشدار أوغلو: "سقطت تركيا في المصيدة الأمريكية في سوريا. فقد جرّت واشنطن أنقرة نحو مستنقع الشرق الأوسط، واليوم أدركت حكومتنا أن سياستها كانت خاطئة، وأن الولايات المتحدة خدعتها. ولذا يعمل الجيش التركي على تصحيح تلك الأخطاء، على حساب جنود أتراك يقعون قتلى هناك. كما تستخدم روسيا ميليشيا YPG كأداة لرسم علاقاتها مع كل من أمريكا وتركيا، حيث ترغب موسكو بتوسيع الفجوة بين أنقرة وواشنطن.

إيران والصين
وحسب يتكين، يزيد عدد الجنود الأتراك الذين سقطوا في سوريا عن إجمالي ما فقده الأمريكيون والروس معاً هناك. وقد نشر الأمريكيون قواتهم حول حقول النفط والغاز السورية، فيما وسع الروس قواعدهم العسكرية، وتحصل إيران والصين على عطاءات مجزية من حكومة دمشق من أجل إعادة إعمار سوريا. وفي الوقت نفسه، لم تربح تركيا شيئاً.

ويقول كليشدار أوغلو: "في نهاية الأمر، إذا كنت تبني سياستك بالتوازي مع مصالح قوى مهيمنة مثل أمريكا وروسيا، فهذه هي النتيجة".

ويرى أوغلو أنه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، يفترض بالدول الأربع المتجاورة في المنطقة، تركيا وإيران والعراق وسوريا، أن تلتقي على مستوى رئاسي، أو على مستوى رؤساء حكومات، وخصوصاً أن للدول الأربع مصلحة مشتركة في الدفاع عن سيادة أراضيهم، وفي محاربة الإرهاب.

وسواء أكان من الحكمة أم لا لقاء ببشار الأسد، المتهم دولياً باستخدام أسلحة كيماوية وممارسة عنف ضد شعبه، فإن هذا الأمر لا يتعلق بالأسد كشخص. فقد عانت سوريا من حرب أهلية لمدة سبع سنوات، طالت أكثر من الحرب العالمية الثانية، وجرت في بقعة صغيرة. كما دارت في سوريا حرب بالوكالة بين أمريكا وروسيا، وقتل مئات الآلاف من نساء وأطفال سوريا، وهرب ملايين من سكانها، بمن فيهم 3 ملايين يقيمون في تركيا. لذا يرى زعيم حزب الشعب الجمهوري في تركيا أنه من أجل إيجاد حل سلمي للحرب السورية، لا بد أن تكون تلك الدول الأربع المتجاورة جزءاً من الحل.