مناصرون للإخوان المسلمين في مصر.(أرشيف)
مناصرون للإخوان المسلمين في مصر.(أرشيف)
الجمعة 23 مارس 2018 / 13:50

الإخوان في حالة ذعر ... يوم الحساب الأمريكي يقترب

رأى الكاتب راين مورو في مشروع "كلاريون" الأمريكي لمكافحة التطرف أنّ شعور الإخوان المسلمين بالارتياح بعدما أنقذهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار شؤون الأمن القومي أتش آر ماكماستر قد انتهى ولم يبقَ إلّا شعور الذعر.

مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" الإخواني يحارب بشراسة من أجل إيقاف الكونغرس عن الموافقة على تعيين بومبيو

مع خروج تيليرسون ومجيء بومبيو، كذلك مع اقتراب ماكماستر من الرحيل، بات من المرجح اليوم بأنّ تصنف وزارة الخارجية الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية. وهذا سيفسح المجال أمام تفكيك البنية التحتية للتنظيم في الولايات المتحدة. ومن المرجح أيضاً أن تلاقي المجموعات المرتبطة بالإخوان المصير نفسه مثل الجماعة الإسلامية وجماعة الفقراء في الولايات المتحدة وباكستان.

كان بومبيو واحداً من بين أوائل الذين شاركوا في التحضير لمشروع قانون تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية حين كان عضواً في الكونغرس. اليوم، كوزير للخارجية، هو يملك صلاحية التصنيف. إنّ أحدث صيغة للمشروع مدعومة من 75 عضواً في مجلس النواب بينما لدى النسخة التي عمل عليها السيناتور تيد كروز دعم أربعة ممن شاركوا فيها. الآن، إنّ معظم المسؤولين البارزين في إدارة ترامب هم من أشرس أعداء الإخوان.

من هم مناهضو الإخوان في الإدارة؟
يعدّد مورو من بين هؤلاء، وزير العدل جيف سيشنز الذي كان من بين أوائل من شاركوا في صياغة مشروع القانون حين كان سيناتوراً. وأجبِر وزير الدفاع جايمس ماتيس على سحب تأييده لمسؤول بارز رغب بوجوده في الوزارة وكان الأخير حليفاً قوياً لإخوان مصر. لكنّ ماتيس أوضح أنّ الإسلام السياسي هو عدو أمريكا ووصف تأثير علاقة إدارة أوباما الوثيقة بالإخوان على أنّه سلبي. مدير الموازنة في البيت الأبيض ميك مولفاني هو من أبرز مناوئي الإخوان وقد شارك في مشروع القانون نفسه حين كان في الكونغرس. يضاف إلى هذه الشخصيات المستشار البارز ستيفن ميلر والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل أنطون والمستشاران البارزان في وزارة الأمن الداخلي فرانك ووكو وكاثرين غوركا.

وخارج البيت الأبيض أيضاً
هنالك شبه إجماع حول رحيل ماكماستر قريباً فيما نفيُ ترامب لهذا الموضوع يشبه نفيه السابق لرحيل تيليرسون. والمرشح الأبرز ليحلّ محله هو السفير الأمريكي الأسبق إلى الأمم المتحدة جون بولتون الذي يؤيد تصنيف الإخوان على لائحة الإرهاب. وعلى الأرجح، أتى اختيار ترامب للمديرة الجديدة لوكالة المخابرات المركزية سي آي أي في الإطار نفسه لأنّ بومبيو أوصى بها. ومع ذلك، ستخوض مواجهة صعبة مع الكونغرس لتحصل على الموافقة النهائية. أمّا مواقف السفيرة نيكي هالي فليست واضحة بعد. هي اعتمدت نبرة حيادية حين سئلت عن تصنيف الإخوان قائلة إنّ هذا الأمر لم يناقَش داخل الإدارة الأمريكية. خارج البيت الأبيض، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليستشير نائب المساعد البارز له سيباستيان غوركا المتحمّس لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية.

بدأوا بالصراخ
قال مسؤول إخواني سابق إنّ جماعته أنفقت 5 مليون دولار للضغط على المسؤولين والتأثير على الإعلام. ونجح المدافعون عن الإخوان في التأثير على تقييمات السي آي أي. كما وظّف الإخوان مدافعين عنهم في العاصمة الأمريكية وراحت قطر تنفق على جماعات الضغط وخصوصاً أولئك القريبين من حملة ترامب وللتأثير أيضاً على الأمريكيين اليهود. لقد نجحت قطر أيضاً في رشوة أحد مساعدي السيناتور تيد كروز عبر عقد بلغت قيمته 50 ألف دولار. لكنّ الأمر سيتبدّل مع مجيء بومبيو وبدأت شبكة الإخوان المسلمين بالصراخ.

خداع إخواني لا يصمد أمام الأدلة

إنّ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" الإخواني يحارب بشراسة من أجل إيقاف الكونغرس عن الموافقة على تعيين بومبيو. والخداع هو أحد أبرز التكتيكات التي يستخدمها كير. فالأخير وصف مدير السي آي أي السابق بأنّه يعاني من رهاب الإسلام بينما دعم بومبيو أحد العناصر الذين اعتنقوا الإسلام السنّي في السي آي أي وقد عمل هذا العنصر ضدّ مصالح القاعدة وإيران. ويستخدم المجلس مقولات لبومبيو خارجة عن سياقها لوصفه بالمتطرف، بينما يرى المجلس نفسه أنّ تنظيم الإخوان معتدل.

يضيف الكاتب أنّ الدليل ساطع حول كون الإخوان مجموعة إرهابية. فحركة حماس وهي الجناح الفلسطيني للتنظيم. ولدى القاعدة التي خططت لهجمات 11 سبتمبر صلات بشبكة الإخوان في أمريكا. وأظهرت محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة بالتفصيل أنّ القيادة الإخوانية تدير شبكة دعم لحماس على الأراضي الأمريكية. ولدى الإخوان المسلمين في مناطق مختلفة من العالم العربي علاقات مع القاعدة وحماس. ولفت الكاتب النظر إلى أنّ المحقق الصحافي في شؤون الأمن القومي والإرهاب باتريك بول قد أجرى مقابلة من ثلاثة أجزاء مع مسؤول مصري سابق في مكافحة الإرهاب أظهر من خلالها نقاط الترابط بين الإخوان والإرهابيين.

لا خوف من الفشل

لو حدث فشل في تصنيف تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية، يمكن عندها اللجوء إلى تصنيف عدة فروع تابعة له على أنها إرهابية حيث تكون علاقاتها مع الإرهاب أوضح. ولن يكون هناك مقاومة سياسية كبيرة لهذه المقاربة، كما أوضح مورو الذي أكد أنّ التغييرات في إدارة ترامب تشير إلى أنّ يوم الحساب قد اقترب.