جناح الإمارات في معرض باريس الدولي للكتاب 2018 (أرشيف)
جناح الإمارات في معرض باريس الدولي للكتاب 2018 (أرشيف)
السبت 24 مارس 2018 / 15:35

تميّز ثقافي إماراتي ملحوظ على الصعيد العربي في باريس

24 - باريس - عبدالناصر نهار

أكدت المديرة العامة لليونسكو أودري أزوالي، في رسالتها التي وجّهتها بمناسبة اليوم العالمي للشعر مارس (آذار) الجاري، أن هذه المناسبة تساهم عبر الاحتفاء بالفن والثقافة في تعزيز السلام، وتتيح الاحتفاء بثراء التراث العالمي الثقافي واللغوي، ولفت الأنظار إلى فنون شعرية تقليدية بحاجة ماسة للحفاظ عليها.

وذكرت أزوالي، سعياً للإبقاء على هذه التقاليد، أن اليونسكو أدرجت العديد من الفنون الشعرية في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وفي مقدمتها فن "العازي" في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعتمد على ترديد الأشعار الحماسية بشكل جماعي دون استخدام أي آلات موسيقية أو إيقاعية.

ويؤكد اختيار مديرة اليونسكو التنويه بفن العازي الإماراتي نموذجاً خلال كلمة موجزة لها، ورغم التجارب الكثيرة في مجال الشعر لعدد كبير من الدول العربية والأجنبية، على النجاح الكبير للدبلوماسية الثقافية الإماراتية في تصدر المشهد الثقافي العربي في أرقى مؤسسة ثقافية دولية، وهو الأمر الذي بدأ بشكل ملحوظ منذ العام 2005 خصوصاً، ووصل ذروته مع افتتاح متحف اللوفر أبوظبي العام 2017، وهو ما برز أيضاً بشكل واضح في فعاليات الدورة المنتهية مؤخراً من معرض باريس الدولي للكتاب 2018، والتي شهدت على المكانة الملحوظة للأدب والفكر والثقافة في دولة الإمارات.

ورغم تواجد العديد من الدول العربية في فعاليات المعرض الفرنسي، إلا أن الريادة الإماراتية كانت واضحة حيثما تجوّل الزائر في الحدث الذي افتتحه الرئيس إيمانويل ماكرون بزيارة مطولة لجناح الإمارات، فيما حلّت الشارقة ضيفاً مميزاً بمناسبة اختيارها من قبل اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، بينما تجاهل ماكرون بالمقابل ضيف الشرف للمعرض الجناح الروسي لدواعٍ سياسية تضامناً مع بريطانيا.

وليس من المُستغرب التواجد الفاعل في الجناح الإماراتي لرئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، الذي أشاد بالحراك الثقافي المتنامي لدولة الإمارات، مبدياً إعجابه الشديد بتجربة دولة الإمارات الثقافية ومكانتها السياسية الهامة، هذه المكانة التي جاءت بفضل جهود ونهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتواصلت بقوة بعد رحيله، ما يشير وفق رأي لانغ إلى حُسن التخطيط والإنجاز.

وأعربت الأكاديمية والأستاذة الجامعية كلود فرانسوا، رئيس لجنة تعليم الأجانب للغة الفرنسية في مدارس باريس، عن إعجابها الكبير بالتواجد العربي الملحوظ في معرض باريس للكتاب، وأوضحت أنها تمكنت من اقتناء بعض المطبوعات الصادرة عن دولة الإمارات باللغة الفرنسية، ومنها كتيّب خاص عن فن الخط العربي من إصدار دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، والذي تضمن لوحات خطية أصيلة ومعاصرة لخطاطين إماراتيين وعرب، كشفت عن مضمون جمالي بالغ وعناصر بصرية مُبدعة في اللغة العربية.

ومن جهته، أشاد مارغو جيرارد، مُدير مكتبة باريسية، بالنشاط التفاعلي الملحوظ للجناح الإماراتي في ركن خاص، الأمر الذي ساهم بتعريف الزوار وخصوصاً من الأطفال والشباب، على تراث وحاضر دولة الإمارات، وتطورها الملحوظ خلال فترة وجيزة، مُعرباً عن أمله بزيادة عدد الإصدارات الإماراتية المترجمة للغة الفرنسية، واستمرارية المشاركة بهذه القوة في الدورات القادمة.

وتفرّد الجناح الإماراتي باستعراضه للتراث الحضاري والثقافي العريق الذي تزخر به دول المنطقة، حيث اجتذب جمهوراً واسعاً من زوار المعرض العرب والأوروبيين الذين أعربوا عن سعادتهم بالتعرّف على الثقافة الإماراتية من خلال الاطلاع على المنشورات المُترجمة، والفعاليات المميزة.

وفيما شهد معرض باريس الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، مشاركة قياسية من قبل دور النشر الفرنسية والأجنبية، كان الحضور الإماراتي الأكثر تميّزاً وفاعلية، في حين جاء الحضور العربي عموماً بشكل جيد، حيث شاركت الملحقية الثقافية السعودية في فرنسا، بهدف مد جسور التواصل مع الجمهور والنخب الثقافية الغربية، وإبراز ما تتمتع به المملكة من إرث وحراك ثقافي واجتماعي ملحوظ.

كما شاركت الكويت ممثلة بمركز البحوث والدراسات بجناح خاص، وكذلك وزارة الإعلام في سلطنة عُمان، التي عرضت بعض الإصدارات عن التراث والتاريخ العُماني باللغة الفرنسية.

ومن الجزائر شاركت دور نشر رسمية وجامعية منها الوكالة الوطنية للنشر، والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان، ومركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.

وتواجدت عدد من دور النشر العربية المعروفة ومجموعة من كتاب وأدباء المملكة المغربية التي كانت ضيف شرف الدورة الماضية من معرض باريس للكتاب.

أما المشاركة الأولى لاتحاد الناشرين العرب في معرض باريس بجناح خاص، وإن جاءت متواضعة، إلا أنها سعت لشراء حقوق ترجمة للعربية من دور نشر أخرى، في حين عرض الاتحاد قائمة لباقة من الإصدارات العربية باللغة الإنجليزية.