مستشار الأمن القومي الأمريكي المعين جون بولتون (أرشيف)
مستشار الأمن القومي الأمريكي المعين جون بولتون (أرشيف)
الأحد 25 مارس 2018 / 15:17

هل باتت الحرب على إيران وكوريا الشمالية وشيكة؟

رأى الصحافي طوم أوكونور، في تقرير نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإطاحة بمستشار الأمن القومي السابق جون ماكماستر وتعيين جون بولتون بدلاً منه، يثير قلق خبراء من أن تضع الولايات المتحدة نفسها في مواجهة مباشرة مع كوريا الشمالية وإيران.

قرار اختيار ترامب لبولتون يبدو غامضاً إذ إن نهج ترامب يرتكز على توقف الولايات المتحدة عن تغيير أنظمة الحكم وعدم التورط في المزيد من الحروب الغبية

وتولى بولتون، أحد الصقور المتشددين، منصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، واكتسب شهرةً واسعةً في تأييد السياسة الخارجية الهجومية.

ولفت أوكونور إلى أن إعلان تعيين بولتون بعد يومين فقط من الذكرى الخامسة عشرة للغزو الأمريكي للعراق، وهو الصراع الذي كان للأخير دور بارز في الترويج له. ويشعر خبراء الدفاع بالقلق من أن يتبع بولتون النهج نفسه في الإدارة الحالية.

حكومة حرب
ويرى ستيفن مايلز، مدير مركز أبحاث السياسة الدولية، أن الرسالة واضحة تماماً، فتعيين بولتون يعكس موقف ترامب إزاء الدبلوماسية واستعداده للحرب، ويصف تعيين السفير السابق في الأمم المتحدة بأنه جزء من "حكومة حرب" يشكلها الرئيس ترامب ضد إيران وكوريا الشمالية.

ويوضح تقرير "نيوزويك" أن التغيرات الجذرية المفاجئة التي أجراها ترامب في الشهر الجاري، بعد الإطاحة بوزير الخارجية الأسبق ريكس تيلرسون واستبداله بمايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية، قد تمت عقب قبول ترامب الدعوة التاريخية المفاجئة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بعقد اجتماع مباشر بينهما.

كيم وترامب
ويعتبر البعض أن الاجتماع المرتقب، الذي أعلنه وفد رئاسي كوري جنوبي عقب مفاوضات مع كيم جونغ أون في بيونغ يانغ في 8 مارس (آذار) الجاري، هو انتصار للدبلوماسية، خاصة بعد الحرب الكلامية التي اشتعلت بين ترامب وكيم في  2017، حيث استخدمت الولايات المتحدة أقصى درجات الضغط لإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن الأسلحة النووية التي يعتبرها كيم ضرورية لردع أي غزو محتمل.

ويقول التقرير: "حمل العام الجديد عرضاً نادراً للدبلوماسية من كيم إلى كوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة، حيث بدأ الخصوم محادثات السلام قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 الشهر الماضي، وأكدت كوريا الجنوبية للرئيس ترامب أن كيم كان مستعداً لنزع السلاح النووي مقابل السلام، ويبدو أن الاجتماع المرتقب يدعم ذلك".

عمل عسكري ضد إيران
بيد أن تعيين بولتون ينطوي على رسالة أكثر تشدداً، لاسيما مع مواقفه المتشددة والعدائية من كوريا الشمالية وإيران.

 وأثناء المفاوضات الأخيرة بين إدارة أوباما والقوى العالمية الأخرى وإيران حول الاتفاق النووي، حض بولتون في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في مارس (آذار) 2015، على العمل العسكري ضد إيران لوقف برنامجها النووي، على غرار الضربات الاستباقية التي تشنها إسرائيل ضد المواقع النووية المشتبه بها في العراق وسوريا.

ويصف التقرير بومبيو وبولتون بأنهما "مؤيدان لتغيير النظام الإيراني" وكانا "معارضين للاتفاق النووي الإيراني" الذي يرفضه فعلاً ترامب، ويهدد بالانسحاب منه إذا لم يُعد التفاوض عليه بحلول منتصف شهر مايو (أيار) المقبل.

فوضى الغزو الأمريكي للعراق
وينقل تقرير "نيوزويك" عن دانيال ديفيس، الخبير في شؤون الدفاع والكولونيل المتقاعد، قوله إن "قرار اختيار ترامب لبولتون يبدو غامضاً إذ إن نهج ترامب يرتكز على توقف الولايات المتحدة عن تغيير أنظمة الحكم وعدم التورط في المزيد من الحروب الغبية، إذ يرى ترامب أن حرب العراق كانت خطأً، ولكن ذلك يختلف عن موقف مستشار الأمن القومي الجديد الذي اختاره ترامب، سيما أن بولتون يحض على تغيير نظام الملالي في إيران، وعلى الحل العسكري مع كوريا الشمالية، فضلاً عن أنه لا يزال يدافع عن حرب العراق ويعتبرها جيدة".

ويذكر ديفيس بتأييد بولتون للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية، بيد أنه بعد سنوات من الإدعاءات بإنتاج صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل ثبت أن تلك الادعاءات زائفة، وللأسف تسببت فوضى الغزو الأمريكي للعراق في انتشار الجماعات الجهادية الإرهابية مثل داعش، ورغم ذلك لا يزال بولتون يرى أن قرار غزو العراق كان صائباً. وفي الوقت نفسه يصف ترامب هذه الحرب بأنها "أسوأ قرار منفرد على الإطلاق".

ويعرب ديفيس، في ختام تقرير "نيوزويك"، عن أمله في أن يكون اختيار ترامب للمتشددين أمثال بولتون وبومبيو يستهدف تعزيز الفرص الدبلوماسية المحتملة لا العكس، خاصةً لأن دور مستشار الأمن القومي يتمثل في تعزيز، وليس التأثير، على صنع القرار في البيت الأبيض.

وعلاوة على ذلك يحض ترامب على عدم تغيير رأيه لأنه ثمة فرصة هائلة لنزع فتيل الأزمة دون التورط في الحروب.