مستشار الأمن القومي المعين جون بولتون (أرشيف)
مستشار الأمن القومي المعين جون بولتون (أرشيف)
الأحد 25 مارس 2018 / 15:11

بولتون في البيت الأبيض...أمريكا نحو التشدد

تناول كولوم لينش والياس غرول في مجلة "فورين بوليسي" قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة مستشاره للأمن القومي إتش. آر. ماكماستر وتعيين جون بولتون خلفاً له، معتبرين أن هذا القرار يضع شخصاً متشدداً ومتحمساً لاستخدام القوة العسكرية في قلب البيت الأبيض.

بولتون مؤيد قوي لجعل تايوان تقرر مصيرها، وحض ترامب مراراً على إعادة النظر في سياسة "صين واحدة" التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود

وذكّر الصحافيان بأن بولتون دعا مراراً وعلناً إلى توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية، كما أنه يؤيد قصف إيران لتغيير النظام، ويدعو إلى انتشار عسكري مفتوح في أفغانستان.

الصين
 وكذلك، يدعو إلى موقف أكثر هجومية حيال الصين بما في ذلك إرسال قوات أمريكية إلى تايوان. ولكن على عكس المحافظين الجمهوريين الجدد، الذين انضم إليهم في حض جورج دبليو بوش على إسقاط صدام حسين 2003، فإن بولتون يظهر اهتماماً قليلاً بتصدير القيم الأمريكية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وسبق له أن عمل في وزارة الخارجية وسفيراً لدى الأمم المتحدة في عهد بوش.

وأشار لينش وغرول إلى أن بولتون يشاطر ترامب إزدراءه للاتفاقات الدولية، واحتقار المنظمات الدولية المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولديه ميل لتوجيه الإهانات للكثير من أعدائه السياسيين.

وفي مذكراته بعنوان "الإستسلام ليس خياراً: الدفاع عن أمريكا في الأمم المتحدة"، يكرر بولتون انتقاداته لبيروقراطية الاتحاد الأوروبي.

وهزّ تعيينه، الذي كان يتردد في الأسابيع الأخيرة، بعمق خبراء السياسة الخارجية من واشنطن إلى برلين، الذين يقلقهم أن تكون إقالة ماكماستر ودخول بولتون إلى البيت الأبيض، سبباً في وضع الولايات المتحدة على مسار إثارة نزاعات متعددة.

كوريا الشمالية
فبعد التقدم السريع الذي أحرزته كوريا الشمالية على صعيد الأسلحة النووية وتكنولوجيا الصواريخ، دعم بولتون توجيه ضربة عسكرية استباقية ضد هذا البلد في مسعى للتخلص من أسلحته النووية. ودافع في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي عن وجهة نظره، مؤكداً أن الوقت حان لتوجيه الضربة الآن.

وكتب أن "التهديد وشيك"، مستشهداً بأمثلة من القرن التاسع عشر عن ديبلوماسية البوارج. وقال: "نظراً إلى الثغرات في معلومات الاستخبارات الأمريكية، لا الانتظار حتى اللحظة الأخيرة. سيؤدي ذلك إلى المخاطرة بتوجيه الضربة بعد أن تكون كوريا الشمالية قد حصلت على أسلحة نووية، وهو ما يزيد من خطورة الوضع".

وأضاف الصحافيان أن الصين موضع شك لدى بولتون. فهو مؤيد قوي لجعل تايوان تقرر مصيرها، وحض ترامب مراراً على إعادة النظر في سياسة "صين واحدة" التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود.

وسبق له الدعوة إلى زيادة مبيعات الأسلحة إلى تايوان وحتى نشر جنود أمريكيين هناك، مستحضراً ملاحظة الجنرال الراحل دوغلاس ماكآرثر عن "حاملة طائرات غير قابلة للغرق" قبالة الساحل الصيني.

وفي المقابل تعتبر بكين أن سياسة "صين واحدة" غير قابلة للنقاش وركيزة العلاقات مع الولايات المتحدة منذ عهد ريتشارد نيكسون.

الاتفاقات الدولية
وأعاد الكاتبان إلى الأذهان مواقف بولتون المتشددة حيال التعددية، وكان دائماً يتساءل عن جدوى التزامات الولايات المتحدة باتفاقيات الحد من التسلح التي من قد تكون عائقاً أمام قابلية استخدام القوة.

وقال مرة إن مبنى الأمم المتحدة الذي يضم 38 طابقاً، لن يتغير فيه شيء لو كان عشرة طوابق. وكتب في مذكراته عن السعادة التي شعر بها عندما لم يوقع على معاهدة روما لتأسيس محكمة الجنايات الدولية. ويشبه موقف بولتون ذلك الموقف الذي يتخذه ترامب من الاتفاقيات الدولية ويعترها مسألة سياسية وليست "ملزمة قانونياً".