وزير الخارجية الأمريكي المعيّن مايك بومبيو (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي المعيّن مايك بومبيو (أرشيف)
الإثنين 26 مارس 2018 / 15:28

بومبيو يقلق تركيا...تشدده حيال إيران يُعقد خططها

يرى غونول تول، مدير قسم الدراسات التركية لدى معهد الشرق الأوسط، أن إقالة الرئيس الأمريكي ترامب لوزير خارجيته السابق، ريكس تيلرسون، واستبداله بمايك بومبيو، سيعقد مساعي تبذل من أجل تسوية الأزمة ما بين الولايات المتحدة وتركيا.

يعتبر خط بومبيو المتشدد حيال إيران عنصر تعقيد آخر في العلاقات بين أنقره وواشنطن

وكتب تول في مجلة "ناشونال إنترست"، أن التوتر بين أنقرة وواشنطن تراجع بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي السابق، تيلرسون، إلى تركيا في فبراير( شباط) الأخير. فقد كان البلدان على خلاف حول عدد من القضايا، وخاصة دعم أمريكا لميليشيا YPG الكردية، والتي تعتبر تركيا أفرادها إرهابيين.

وتصاعد التوتر ووصل إلى مستويات عالية جديدة بعدما تدخلت تركيا عسكرياً في منطقة عفرين، جيب كردي يقع شمال غرب سوريا.

تخوف
ويشير كاتب المقال لتخوف عبرت عنه الولايات المتحدة بشأن تعرض عملية محاربة داعش لخطر شديد في ظل سحب وحدات الشعب الكردية قواتها من المشاركة في العملية، لدعم قوات كردية تحارب تركيا في عفرين.

ومن جانبها كررت تركيا تهديداتها بطرد وحدات حماية الشعب خارج بلدة منبج، شرق عفرين، وحيث يتواجد حوالي آلفي عسكري أمريكي.

وطلبت أنقره من واشنطن الانسحاب من البلدة. ورغم تهديدات تركيا، أعلن الجنرال جوزف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية،  سنتكوم أن الولايات المتحدة ليست لديها خطط لسحب قواتها المتمركزة قرب المدينة. وفي تلك الحالة، قد يصبح ما لم يكن يخطر على بال، أمراً حقيقياً، بعد الصدام بين حليفين من الناتو.

نهج متشدد
وحسب تول، قاد وزير الخارجية الأمريكي المقال محاولات لتخفيف التوتر مع تركيا، وعرف عنه تفضيله للتعاون مع تركيا على مواجهتها.

ومن جانب آخر، وحسب كاتب المقال، يتصف مايك بومبيو الذي اختاره الرئيس ترامب كوزير للخارجية، باتباع نهج متشدد في السياسة الخارجية، وهو ليس من المعجبين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

دور حازم
كما يلفت تول لما كتبه بومبيو على تويتر بعد يوم من فشل المحاولة الانقلابية في تركيا في صيف 2016. فقد وصف بومبيو يومها تركيا بقيادة أردوغان بأنها أصبحت دولة شمولية وديكتاتورية إسلامية. وتشعر أنقره بقلق حيال بومبيو وبشأن ماضيه العسكري، ومن احتمال دعمه لتقارب أوثق بين البنتاغون وقوات وحدات حماية الشعب الكردية، وإن اختار الاستماع لنصيحة سنتكوم، بمواصلة العمل بشكل وثيق مع الوحدات الكردية للقضاء نهائياً على داعش في سوريا، فقد تبقى العلاقات التركية الأمريكية متوترة.

تعقيد إضافي
وحسب كاتب المقال، قد يعتبر خط بومبيو المتشدد حيال إيران عنصر تعقيد آخر في العلاقات بين أنقره وواشنطن.

ويتفق بومبيو مع ترامب في وصفه للصفقة النووية في 2015 بأنها كارثية. وحتى بعد توقيع الاتفاق، حذر بومبيو قادة أوروبيين من خطر الاستثمار في إيران. ومن جانب آخر، كانت تركيا من أكبر المستفيدين من الاتفاق، خاصةً لأن شراكة تجارية قوية تجمع بين البلدين. وقد كرر مسؤولون أتراك قولهم إن برنامج إيران النووي سلمي، وعارضوا فرض عقوبات أحادية الجانب.

تضارب في المواقف
ويلفت تول لقرار اتخذته أخيراً محكمة في مانهاتن. وأدانت المحكمة مصرفياً تركياً بالعمل لصالح بنك تملكه الدولة التركية، وبتنفيذ مشروع بمليار دولار لخرق عقوبات أمريكية ضد إيران.

كل ذلك يلفت الأنظار، حسب تول لتضارب في مواقف كل من تركيا وأمريكا من إيران، وقضايا أخرى في الشرق الأوسط.