فيلق القدس الإيراني.(أرشيف)
فيلق القدس الإيراني.(أرشيف)
الإثنين 26 مارس 2018 / 15:10

مصرع أحد قادة فيلق القدس يكشف تكتيكات طهران وأجندتها

عندما داس شعبان ناصري، 59 عاماً، في العام الماضي على عبوة ناسفة زرعت غرب الموصل، كان بالكاد معروفاً لدى الشعب الإيراني، والخبراء الأمريكيين في فيالق الحرس الثوري الإيراني. ولكن حسب أمير توماج، باحث ومحلل لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، كان ناصري جنرالاً ذا خبرة امتدت لأطول من ثلاثين عاماً في الخدمة العسكرية، ومن المؤسسين للحرس الثوري، وفرعة للعمليات الخارجية السرية، فيلق القدس.

فيما يوصف تنظيم بدر بأنه يحارب بالوكالة عن إيران، فهو أبعد من ذلك. إنه امتداد لفيالق الحرس الثوري

وفي رأي توماج، عند مراجعة مسيرة ناصري، تتوفر صورة نادرة عن تطور الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس على خلفية تحديات عسكرية متغيرة تواجه إيران.

تكتيكات طهران
ويقول كاتب المقال إنه في الوقت الذي يسعى فيه صناع سياسة أمريكيون لمعرفة كيفية الحد من النفوذ الإيراني في العراق، تفيد دراسة دقيقة لحياة ناصري في فهم تكتيكات طهران وأجندتها. 

فعمليات ناصري تظهر كيف ازداد تداخل فيالق القدس مع ميليشيات شيعية نافذة في العراق، خاصةً تنظيم بدر الذي يشغل أعضاء منه عدداً من المناصب في وزارة الداخلية العراقية، ولديه 21 مقعداً في البرلمان العراقي.

وفيما يوصف تنظيم بدر بأنه يحارب بالوكالة عن إيران، فهو أبعد من ذلك. إنه امتداد لفيالق الحرس الثوري. وتسلط العلاقات الوثيقة بين ميلشيا بدر وفيالق الحرس الثوري الضوء على مدى عمق وتوسع نفوذ طهران عبر العراق.

إنشاء وحدتين

ووفقاً لتوماج، توضح مسيرة ناصري العسكرية جذور وحدتين مهمتين من الحرس الثوري الإيراني، هما لواء بدر التاسع، والمعروف حالياً باسم منظمة بدر، وقاعدة النصرات، وحدة الاستخبارات والعمليات العسكرية.

وقد صقل ناصري مهاراته الاستخباراتية والعملاتية عبر بناء ميليشيا عربية، ما أهله لاحقاً لتصميم أول برامج تدريب فيلق القدس الذي ينشط غالباً في العالم العربي.

تجنيد منشقين
وحسب كاتب المقال، في بداية الحرب العراقية الإيرانية جند الحرس الثوري الإيراني منشقين عن الجيش العراقي للعمل ضمن قوات إيرانية في مجال الاستخبارات والاستطلاع.

وكان أولئك العراقيون أعضاء في حزب الدعوة الشيعي الإسلامي، وهم عشرات الآلاف من الذين طردهم صدام بعد محاولات اغتيال مسؤولين في حزب البعث، عام 1980 .

وخدم ناصري في قاعدة النصرات التي تشكل أفرادها من شيعة عرب في وحدة الحرس الثوري في مدينة سوسانغارد في خوزستان.

وأحيطت القاعدة بسرية شديدة لدرجة أن قلة من كبار القادة والمسؤولين كانوا على علم بوجودها. وعمل ناصري إلى جانب محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية حالياً.

مكسب هام

ويقول أبو مهدي المهندس، أرفع معاوني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في العراق إن ناصري "كان قائد كتيبة ضمن قوة بدر في عامي 1986و1985. وبعد فترة قصيرة من خدمته ضمن فيلق تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني، رجع إلى لواء بدر التاسع رئيساً لمقره الرئيسي، وبقي حتى التوصل إلى هدنة مع العراق".

وحسب توماج، أسس ناصري تنظيم بدر لمساعدة إيران على هزيمة العراق، فضلاً عن تحقيق هدف طويل الأمد لمحاربة صدام. وهكذا تتأكد حقيقة أن تنظيم بدر شكله الحرس الثوري الإيراني على صورته لخدمة أهداف الخميني.

وتظهر خبرة ناصري في الحرب الأمريكية في العراق كيف طور الحرس الثوري ميلشيات عراقية شكلت مكسباً رئيسياً لإيران.

دور في سوريا
ويلفت توماج إلى وجود ناصري في سوريا، خلال السنوات الأخيرة، حيث عمل مستشاراً لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وعمل الرجلان في إدارة معارك في دمشق وحلب.

واستطاع ناصري من خلال خبرته الطويلة في الاستخبارات والقتال، وإجادته للعربية تجنيد مقاتلين عرب للعمل في ميادين سورية عدة.