أنصار حزب الله يرفعون صورة حسن نصرالله وعبدالملك الحوثي في بيروت عام 2016 (أرشيف)
أنصار حزب الله يرفعون صورة حسن نصرالله وعبدالملك الحوثي في بيروت عام 2016 (أرشيف)
الثلاثاء 27 مارس 2018 / 15:41

الوحدة 3800 لإنشاء حزب الله اليمني

24- زياد الأشقر

أفاد الكاتب طوني ديوهومي في موقع قناة العربية إنجليزي، بأن التورط الإيراني في النزاع اليمني يعود إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2009، عندما ظهر الرئيس اليمني يومها علي عبدالله صالح على قناة الجزيرة القطرية، ليتهم إيران بدعم المتمردين الحوثيين بالسلاح والمال.

عملت "الوحدة 3800" على تدريب عناصر من "جيش المهدي"، الميليشيا العراقية المتشددة التي كان يقودها مقتدى الصدر. كما تولت تدريب "المجموعات الخاصة" كي تتمكن من إثارة الفوضى في العراق باللجوء إلى حرب المدن

وفي 23 يناير (كانون الثاني) 2013، عندما كان الرئيس عبد ربه منصور هادي في السلطة، اعترض خفر السواحل سفينة "جيهان 1" التي كانت في طريقها إلى اليمن من إيران، وعلى متنها 40 طناً من الأسلحة، الكثير منها مصنّع في إيران.

وكانت الشحنة تحتوي على كميات كبيرة من المتفجرات المتطورة "أر دي إكس" و"سي 4"، ومعدات إلكترونية لتفجير العبوات المضادة للدروع، وصواريخ كاتيوشا عيار 122 ملم، وصواريخ أرض-جو محمولة على الكتف "مانباد" وقاذفات آر بي جي. ومعدات أخرى مختلفة، مثل مناظير ليلية من صنع إيراني، وأدوات لدعم حرب العصابات.

تدريب الحوثيين
ولم يتضح المدى الكامل لتورط إيران في اليمن قبل 2014، عند القبض على عملاء لحزب الله اللبناني في اليمن، بتهمة تدريب المتمردين الحوثيين.

وينتمي المعتقلون إلى "الوحدة 3800" في حزب الله، وهي عبارة نمو1ج لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وأعضاؤها على درجة عالية من الثقافة، ومعظمهم يتحدث بلسان المحليين الذين يعملون على تدريبهم. وعلى غرار نظرائهم في فيلق القدس عملوا في اليمين على دعم مسعى النظام الإيراني لنشر الثورة في الخارج.

إيديولوجية مشتركة
وأوضح الكاتب أن حزب الله ليس فقط وكيلاً لإيران يتلقى مبلغاً كبيراً من المال طهران، ويحظى منه بالتمويل والتسليح والتدريب،  بل يتشارك الجانبان في إيديولوجيا واحدة وضعها مؤسس النظام الإيراني الخميني، ومنذ وفاته أقسم حزب الله على الولاء الكامل للمرشد الأعلى الحالي علي خامنئي.

ومع العلاقة الجوهرية لحزب الله والسعي الإيراني للهيمنة الإقليمية، فلا عجب أن تكون الميليشيا اللبنانية تقدم دعماً واسعاً لجماعة الحوثي الإرهابية في سعيها لإسقاط الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في محاولة لتأسيس نظام موالٍ لإيران.

الاعتداء على المملكة

أما بالنسبة للنظام الإيراني، فمن شأن إقامة موطئ قدم له في اليمن أن يعود بالفائدة عليه، ليس فقط على صعيد تمكينه من الوصول إلى البحر الأحمر، بل لأنه سيؤسس لوجود عسكري بري يشكل إزعاجاً للسعودية، كما فعل في الأعوام الأخيرة، عبر استخدام وكلائه الحوثيين للاعتداء على المملكة قدر الإمكان من خلال التسللات الحدودية، وإطلاق الصواريخ الباليتسية عميقاً في أراضيها.

سيطرة على امدادات السلاح
وحذر الباحث من أنه إذا امتلكت إيران وجوداً عسكرياً على نطاق واسع في اليمن، بإنشاء حزب الله اليمني الموالي لها مدعوماً من فيلق القدس، فإن إيران ستكون قادرة على السيطرة على إمدادات البضائع والسلاح إلى المنطقة. ذلك لأن أي شحنة تمر من بحر العرب إلى البحر الأحمر، عليها أن تبحر في مضيق باب المندب، الذي يقع بين ساحلي إريتريا وجيبوتي من جهة ومع الساحل اليمني من الجهة الثانية. وكل السفن التي تمر في المضيق ستكون معرضة لهجوم من الحوثيين.

الوحدة 3800
وأشار الباحث إلى أن إيران أنشأت "الوحدة 3800" في حزب الله بعد 2003 نتيجة القلق الإيراني من الوجود العسكري الأمريكي في العراق. فلذلك وبعد مشاورات مع الحزب وفيلق القدس تأسست "الوحدة 3800" لإنزال أكبر الخسائر البشرية بالقوات الأمريكية في العراق.

وعملت "الوحدة 3800" على تدريب عناصر من "جيش المهدي"، الميليشيا العراقية المتشددة التي كان يقودها مقتدى الصدر. وتولت تدريب "المجموعات الخاصة" لإثارة الفوضى في العراق باللجوء إلى حرب المدن والهجمات الإرهابية والكمائن وزرع العبوات المضادة للدروع والخطف، للتعجيل بانسحاب أمريكي وترك العراق للسيطرة الإيرانية.

وقد أدت هذه التكتيكات إلى دمار في المناطق السنية، باغتيال شخصيات بارزة كانت على علاقة بحزب البعث المنحل بزعامة صدام حسين.