الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
السبت 14 أبريل 2018 / 16:12

معايير تركية مزدوجة حيال داعش...أفعال أردوغان تناقض أقواله

24- زياد الأشقر

كتب أحمد إس. يالا وكولن ب. كلارك في مجلة "فورين بوليسي"، أن تراجع داعش، بعد ما يقارب من أربع سنوات من ظهوره، كان نتيجة لحملة عسكرية قوية تقدمها تحالف بقيادة الولايات المتحدة أساساً، لكن ذلك لم يمنع وزير الخارجية التركي مولود غاويش أوغلو من كتابة مقال لـ"فورين بوليسي" ينسب فيه الفضل إلى تركيا في تدمير التنظيم الإرهابي، مؤكداً أن الإجراءات التي اتخذتها أنقرة في شمال سوريا ساعدت في إرساء الأرضية من أجل سلام دائم.

تركيا تعتمد معايير مزدوجة في الأهداف، وتحديداً دعم التحالف المناهض لداعش بينما هي تتبنى إجراءات تقوض التحالف نفسه

وقال الباحثان إن ما تجاهله غاويش أوغلو هو إجراءات تركيا التي ساعدت على دعم داعش في المقام الأول، وأن العاملين الأساسيين المشتركين اللذين أديا إلى نمو التنظيم هما الحرب الأهلية السورية والحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي واضطهاده للسنة العرب في العراق. لكن جزءاً مهماً من هذه الرواية هو الإهمال الذي أبدته الدولة التركية.

ملاذات لوجيستية للمقاتلين الأجانب
وأوضحا أنه في أواخر 2013 وأوائل 2014، باتت المدن التركية الحدودية الملاذات اللوجيستية للمقاتلين الأجانب الساعين إلى دخول سوريا والعراق للإنضمام إلى داعش ومجموعات أخرى من المتمردين. وبكل المعايير، سافر المقاتلون الأجانب من مختلف أنحاء العالم أول الأمر إلى تركيا ومن ثم إلى العراق وسوريا، مما شكل العمود الفقري للقوة الضاربة لداعش. وفي 2013 وحده، اجتاز نحو 30 ألف متشدد الأراضي التركية، ليؤسسوا ما أُطلق عليه الأوتوستراد الجهادي، بعدما باتت البلاد صلة وصل للمقاتلين الساعين إلى الإنضمام لداعش. وبحلول أغسطس (آب) 2015، شددت تركيا أخيراً الإجراءات على حدودها ووافقت على الانخراط في مهمات قصف في إطار العمليات العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. لكن حصة الأسد من المقاتلين الأجانب كانت وصلت إلى العراق وسوريا.

وأشارا إلى أن ثمة أمثلة كثيرة أخرى على الدعم السلبي التركي لمقاتلي داعش، بما في ذلك علاج جرحى التنظيم الإرهابي في مستشفيات مختلفة في جنوب شرق تركيا. ومن بين من تلقوا العلاج أحد كبار نواب زعيم داعش أبو بكر البغدادي، الذي تلقى العلاج في مستشفى خاص بشانلي أورفا في أغسطس(آب) 2014.

تورط أتراك في شراء نفط داعش
وفي السنوات الأخيرة، وردت تقارير كثيرة عن تورط المسؤولين الأتراك، بمن فيهم صهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في شراء النفط من داعش عبر شركات واجهة- وهي إجراءات ساعدت مباشرة خزينة التنظيم الإرهابي ومكنته من الإستمرارية. ومع ذلك، فإن مهربي النفط لدى داعش كانوا يبيعون النفط على نقاط على طول الحدود التركية على مدى 2014 و2015. ووصولاً إلى أوائل 2018، كانت هناك تقارير مفادها أن إردوغان وافق على حصول القوات التركية على مساعدة مقاتلي داعش السابقين في معركة أنقرة المستمرة ضد الأكراد. واستناداً إلى مركز أبحاث التسلح، المؤسسة التي تمول جزئياً من الإتحاد الأوروبي التي تتابع مسارات الأسلحة التقليدية والذخائر في النزاعات المسلحة، فإن تركيا هي "النقطة الأهم" في توفير المواد الداخلة في تصنيع العبوات الناسفة لدى داعش.

وعلى رغم زعم تركيا أنها ساهمت في تدمير داعش، فإن الأدلة تفترض العكس. وتساءل الباحثان: "ماذا عن تأكيد غاويش أوغلو أن عملية غصن الزيتون العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، تهدف بكل تأكيد إلى تصحيح أخطاء أمريكا وتعزيز الاستقرار في سوريا إلى درجة يمكن معها المباشرة في إعادة الإعمار؟". وخلصا إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع الأكراد في سوريا لأنهم كانوا القوة القتالية الأكثر فعالية وقدرة على قتال داعش. وفي المقابل كانت تركيا تعتمد معايير مزدوجة في الأهداف، وتحديداً دعم التحالف المناهض لداعش بينما هي تتبنى إجراءات تقوض التحالف نفسه.