الأديب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته.(أرشيف)
الأديب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته.(أرشيف)
الأحد 15 أبريل 2018 / 18:46

هل يوجد لدى العرب غوته؟

ألا يمكن أن نجعل من اسم الخليل أو سيبويه أو ابن رشد أو ابن الهيثم أو الإمام الغزالي أسماء دالة على حضارة قادرة على النهوض من جديد

يوهان فولفغانغ فون غوته اسم ألماني لامع، فهو أحد أشهر أدباء ألمانيا، ترك للألمان ثروة روحانية وفكرية وأدبية وثقافية وفلسفية ثرة، وهو نموذج للانفتاح الفكري والعمق المعرفي بدءا من بنائه الفكري المتمثل في الاطلاع على الثقافات واللغات الأخرى، وانتهاء بنتاجه ورؤيته الإنسانية في الحياة.

أنظر إلى غوته اليوم من خلال اسمه الذي انتشر في العالم مرتبطاَ بأشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية، وهو معهد غوته الذي يفرض وجوده الثقافي في المنطقة العربية بما يقارب العشرين فرعاً، اثنان منهم في الإمارات. ويقدم مشاريع نهضوية وفكرية وأدبية، لعلنا في الإمارات نعرف منها مشروع "كتب صنعت في الإمارات" الذي يهدف إلى تدريب الكتاب في مجال أدب الأطفال تدريباً علمياً مؤطراً بثراء فكري ومدى زمني يسهم في إنتاج مجموعة مختارة من الكتب بأقلام المشاركين وريشاتهم.

وأنظر إلى هذا الجهد كله من منظور ساعٍ لنهضة الأمة، حريص على استثمار منجزها الفكري في إقامة مشروع حضاري جديد بأدوات العصر ولغته. اتلفت يمينا وشمالا، أقلب كتب التاريخ والأعيان وسير الأعلام والنبلاء وكشاف المؤلفين، فأرى شيئا مهولا من صناع الحضارة العرب، لكني لا أرى أي استمثار لهذه الأسماء في صنع نهضة حقيقية.

الأمم الماجدة تمجد أعلامها، وقد أزعجني أننا – العرب – فشلنا في اختبار اليوم العالمي للغتنا! فحين قررت اليونسكو اختيار أيام عالمية للغات الرئيسية في العالم، وتركت لأصحاب اللغات اختيار اليوم بما يتفق مع سجل تاريخها أو أجندة مستقبلها، اختار الإنجليز تاريخ ولادة شكسبير، واختار الروس وفاة بوشكين، واختار الصينيون ذكرى "سانغ جيه" مؤسس الأبجدية الصينية، ولم يجد العرب شخصية يمكنهم الاتفاق عليها، وضاعت كرة الاختيار بين طاولات وزراء الثقافة ووزراء التربية ففرضت عليهم اليونسكو يوما من اختيارها.

ألا يمكن أن نجعل من اسم الخليل أو سيبويه أو ابن رشد أو ابن الهيثم أو الإمام الغزالي أسماء دالة على حضارة قادرة على النهوض من جديد.
وبعيداً عن الأسماء، ألا يمكن أن نخطط لمشروع نهضوي عربي برؤية موحَدة موحِدة ينطلق من عاصمة عربية بإجماع عربي ليصل صداه إلى كل عواصم العالم، ينشر اللغة العربية والثقافة العربية، يقدم للحضارة الإنسانية ما يتميز به الفكر العربي في شتى المجالات ويمد للمجتمعات الناهضة يدا عربية ناجدة.