الأربعاء 18 أبريل 2018 / 08:56

مهرجان أم الإمارات

علي أبو الريش- الاتحاد

المشهد الثقافي في الإمارات يعززه النشاط الاجتماعي، والحراك الفني متضمناً الموروث، والقيم الإنسانية التي تزخر بها بلادنا. في "مهرجان أم الإمارات" ازدهرت شواطئ أبوظبي بباقة من وسائل الترفيه، والمتع النفسية، وهذا ما تزدان به تضاريس الإمارات الثقافية، حيث التنوع في مضمون المعطى الثقافي، ما يجعل الزائر يقف أمام فسيفساء فنية، ثقافية تملأ وجدان الإنسان بالفرح، وتشيع إليه نظرة الوجود السعيد، وابتسامته المشرقة، ولأن الإمارات تأسست على السعادة، فإن السعي إلى نثر عطر الفرح هو الهدف، وهو المكان الذي نطمح أن نذهب إليه، لنجد أنفسنا هناك، كما هي الطيور ترتع في بساتين الحياة.

في "مهرجان أم الإمارات" الذي أقيم على أجمل شواطئ الدنيا، شاهدنا الأسر، من رجال ونساء وأطفال، يرتعون في حقول البهجة، وقد توافرت لهم كل أسباب السعادة، بدءاً من الأطعمة المختلفة المنتشرة عبر المطاعم المتخصصة في تقديم الأكلات الشهية، وانتهاء بالفنون الشعبية التي أحضرت الماضي ليجلس مستريحاً على أريكة الحاضر، مكرماً، معززاً، ويحفل بكل مضامينه المعبرة عن وجدان الإنسان الإماراتي، وإرثه التاريخي.

في هذا المهرجان انتعشت الشواطئ، وهي تسمع صوت الماضي، وهو يرفع نشيد الحياة، متألقاً بحناجر الذين عشقوا الحياة، فزخرفوا جدرانها بألوان الحب، وعزفوا على أوتارها، لحن الخلود الصحراوي، ورسموا صورة الإنسان الإيجابي على كل حبة رمل، وكل قطرة ماء.

"مهرجان أم الإمارات"، هو صياغة جديدة لواقع إنساني، وتعبير عن الاعتزاز بأيام الناس الطيبين، والنفوس الشفافة، والقلوب التي حملت حب الوطن بين شغافها، كما تحمل الفراشات عطر الوردة بين أجنحتها.

في هذا المهرجان، كانت الأسر تقرأ تفاصيل الماضي على وجوه المنغمسين في المعزوفات الفنية، وبتلون عبارة الماضي من خلال تغضنات الجباه السمر وهي تسرد قصة وطن أحب الحياة، وأحب الناس جميعاً، كما أحب أن يكون دائماً في صلب الموقف، وفي وسط الدائرة الإنسانية، وهذا ما جعل الإمارات دائماً مثل شعاع الشمس، في المشهد العالمي دائماً مثل نشيد الموجة في المحفل البشري، دائماً مثل غناء المطربين تجمع الأشجار في ساعة الظفر بالحلم.

"مهرجان أم الإمارات"، هو استدعاء لمخزون ثقافي ثري يستحق أن يحضر في كل مكان، وأوان، ويستحق أن يحتفى به لأن يشمل الحياة على هذه الأرض، ويشكل لون الوجدان الإماراتي، والذي هو من رائحة تراب الصحراء النبيلة، وعبق أعشابها.

"مهرجان أم الإمارات"، الكلمة المنطوقة على لسان الأوفياء، والعبارة المنسوخة من كتاب الزمن، والرواية التي تحكي قصة إنسان كان هو الأنبل في هذا الوجود، وهو الأنقى الذي من نقائه، شحذت النجمة في السماء نورها فأضاءت الكون.