الخميس 19 أبريل 2018 / 10:45

تعرف على فن الدبلوماسية الثقافية الذي تتبناه الإمارات

24 - الشيماء خالد

تناقش العديد من المفكرين والمهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي أمس، حول فن الدبلوماسية الثقافية، بعد عقد جلسة حوارية الثلاثاء ضمن معرض 421، بين وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي، ووزير دولة، زكي أنور نسيبة.

ويعد المصطلح سابق الذكر، حديثاً نسبياً، وفيه تتضح أهمية الدور الذي تضطلع فيه الفنون وغيرها من الأنشطة والأحداث والحراك الثقافي، وبالنسبة للمنطقة تعتبر الإمارات من أوائل الدول التي برزت في هذه الممارسة، ويتصدر قادتها أفضل الأساليب في تسخيرها لتعزيز قوة دولتهم ومكانتها وبناء صورة ثقافية مشرفة ونافعة في أذهان المجتمعات الأخرى.

زايد
وأشارت الكعبي في حوارها سالف الذكر إلى كون الفن واجهةً رئيسية للنهج الذي تتبعه دولة الإمارات لإقامة تعاونٍ وثيق مع الشعوب والأمم حول العالم، وأضافت: "بدأت أولى مراحلها على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كون الفن على وجه الخصوص يحظى بدور حيوي يؤديه، لما لديه من قدرة على تجاوز الحواجز اللغوية وزيادة الفهم من خلال إيصال المفاهيم التي تتخطى الكلمات".

وقال نسيبة: "لطالما كانت دولة الإمارات شغوفة بالانخراط في الدبلوماسية الثقافية كوسيلة لتوطيد علاقتها مع الدول حول العالم، وهو نهج كان الشيخ زايد رائداً له خلال رحلاته المتكررة إلى الخارج، استفادت أمتنا بشكل كبير من هذه الجهود، والتي تستمر آثارها الإيجابية إلى الآن، وستواصل ذلك مستقبلاً".

الدول المتقدمة
وتعتبر الإمارات حاضرة ضمن كيانات الدبلوماسية الثقافية المعروفة في العالم، كما قدمت دعمها المادي والمعنوي للعديد منها، كونها تشكل شخصية ثقافية عالمية ذات خصوصية محلية حاضرة في كيانات من مثل "اليونيسكو" و"الأليسكو" ومعهد العالم العربي في باريس، والإمارات ترحب بالحوار الثقافي والانفتاح المعاصر على الثقافة والفكر والفنون والهويات الأدبية والاجتماعية من شرق العالم إلى غربه.

وتعد الدبلوماسية الثقافية عموماً جزءاً فعالاً في استراتيجيات الدول المتقدمة اليوم، وهي فن بحد ذاته، وبدأت أهميتها تتبلور أكثر فأكثر، حيث أن النشاط الدبلوماسي تعامل عبر تاريخه الموازي لواقع تطور العلاقات الدولية بوصفه الأداة التنفيذية للسياسة الخارجية للدولة مع ثلاثة أبعاد رئيسة أولها البعد السياسي، ويتناول كل ما يتعلق بإدامة ونمو الكيان السياسي للدولة، في إطار علاقات الصراع والتعاون بين أطراف المجتمع الدولي، والبعد الثاني تمثل في الجانب الاقتصادي، وبتطور العلاقات لتصبح الاعتمادية المتبادلة لتلبية الاحتياجات المعاشية شكلا من أشكال النظام الدولي ، أما ثالث هذه الأبعاد فهو الجانب الثقافي.

مكتسبات.. لَبْس

وتتجلى أهمية البعد الثقافي للدبلوماسية بنتائجه المثمرة من مكتسبات حال استغلاله كما يجب، كونه جزء من عوامل قوة الدولة المضافة، التي تساهم في تعزيز سياستها الخارجية التي تسعى من خلالها لتحقيق المكانة والمنزلة الدولية.

وقد يثير هذا المفهوم لبساً عند البعض، وينبه المختصون إلى اختلافه عن مفهوم العلاقات الثقافية التي سبقت الدبلوماسية الثقافية من حيث التطبيق بوصفها عملية تبادل ثقافي تمتاز حركتها بالميكانيكية والتجزئة ومرتبطة بقطاعات معينة دون سواها، في حين ارتبطت الأخيرة بتخطيط شامل ومبرمج من قبل صناع السياسة الخارجية للدولة.

تاريخ.. القوة الكامنة

وتاريخياً ظهرت أولى مؤسسات الدبلوماسية الثقافية ضمن الهيكلية الحكومية في فرنسا منتصف القرن التاسع عشر، وتبعتها في هذا التقليد ألمانيا، ثم بريطانيا التي أسست المجلس الثقافي البريطاني عام 1934، وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية التي أسست برنامجها الثقافي الرسمي عام 1938 ،ثم تبعهم العديد من دول العالم ،ليصبح بعد ذلك اختيار أعلام الفكر والفن كسفراء لبلدانهم أمراً تقليدياً، واستحداث دوائر للعلاقات الثقافية في إطار هيكلية وزارات الخارجية أمرا شائعاً.

في حين ظهر مفهوم الدبلوماسية الثقافية الجماعية أو الدولية منذ مطلع العقد الثالث من القرن الماضي عندما أنشأت عُصبة الأمم مركز التعاون الفكري في باريس، وفي العام 1945 أنشأت الأمم المتحدة منظمة اليونسكو التي مازالت تنسق النشاط الثقافي الدولي إلى حد الآن.

ويؤكد الخبراء أن تطوير مؤسسات الدبلوماسية الثقافية بأنماطها وأشكالها المختلفة للتعبير عن سياسة الدولة الخارجية، من خلال وزارة الخارجية أو عبر مجلس وطني للثقافة يضم كل المؤسسات الثقافية في البلد، أصبح ضرورة لا غنى عنها وعامل من عوامل قوة الدولة الكامنة التي لابد الاستفادة منها.