إيمانويل ماكرون (إ ب أ)
إيمانويل ماكرون (إ ب أ)
الأربعاء 18 أبريل 2018 / 22:19

فرنسا: تزايد الضغوط على ماكرون بعد توسع الاحتجاجات والإضرابات

استُقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بصيحات استهجان عند زيارته بلدة في شرق البلاد اليوم الأربعاء، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً متزايدة مع اتساع نطاق الاحتجاجات الطلابية، وبدء جولة رابعة من الإضرابات في قطاع السكك الحديد في غضون شهر.

ويواجه ماكرون التحدي الأكبر في رئاسته التي قاربت على العام، مع احتجاجات سائقي القطارات، والطلاب، وعمال القطاع العام على إصلاحاته الاقتصادية.

واستقبل ماكرون عند زيارته سان دي ديه فوغ، بصيحات استهجان وصفير نقابيين من قطاع التجارة من الكونفدرالية العامة للعمل "سي جي تي" التي تقود جهود التصدي للمشاريع الإصلاحية للرئيس.

وقال ماكرون: "يمكن أن نكون على خلاف لكن علينا احترام بعضنا البعض"، وطلب مجدداً من العمال المضربين وقف تحركهم الذي بدأ في مطلع الشهر الحالي ليتواصل حتى أواخر يونيو (حزيران).

وسار واحد من كل ثلاثة قطارات فائقة السرعة "تي جي في" فقط، وواحد من كل 4 قطارات بين المدن، على أن يكون الأمر مشابهاً غداً الخميس، مع الدعوة إلى جولة جديدة من التظاهرات الحاشدة والإضرابات في مختلف أنحاء البلاد.

ودُعي موظفو القطاع العام والعاملون في مراكز التقاعد والطلاب إلى التظاهر غداً الخميس، للمرة الثانية بعد 22 مارس (آذار) عندما نزل نحو 300 ألف شخص إلى الشوارع.

بلبلة
لكن خلافاً للمرة السابقة، فإن مترو باريس سيواجه بلبلة بعد أن أعلنت النقابات عزمها الإضراب، بينما حذر مسؤول نقابي من قطع "محدد" للتيار الكهربائي في حملة لإنشاء شركة وطنية جديدة للكهرباء.

 واعتصم طلاب في كلية العلوم السياسية في باريس بعد سلسلة جامعات أخرى أمس الثلاثاء، احتجاجاً على إصلاحات يقول معارضوها إنها ستؤدي إلى تراجع الخدمات العامة.

وكُتب على لافتة على إحدى نوافذ الجامعة التي تخرج فيها عددٌ من كبار السياسيين من بينهم الرئيس نفسه: "طلاب العلوم السياسية ضد دكتاتورية ماكرون".

لا تراجع
وشدد ماكرون على أنه لن يتراجع عن موقفه بتحسين القطاع العام الذي يحظى بقسم كبير من نفقات الدولة.

ودافع ماكرون اليوم الأربعاء، عن إجراءات أخرى لا تلقى تأييداً على غرار زيادة الضرائب على المتقاعدين وخفض السرعة القصوى في الطرق الرئيسية إلى 80 كلم في الساعة، في مسعى للحد من الحوادث القاتلة.

وقال ماكرون لأحد المارة: "إنهم في الشارع لأنهم لا يريدون أي تغيير"، مضيفاً: "إذا تنازلت حول السرعة القصوى أو أمام عمال السكك الحديد، ستكون النهاية"، مشدداً: "لن يعود عندها بوسعنا الثبات أو القيام بأي شيء".

وكشف استطلاع للرأي لمعهد ايفوب فيدوسيال نُشر اليوم الأربعاء، أن 58% من الفرنسيين مستاؤون من أدائه، في ما يتوافق مع إحصاءات أظهرت أن شعبيته تقارب 40%.

ويواجه ماكرون الذي يزور ألمانيا الخميس، للتباحث مع المستشارة أنجيلا ميركل، معارضة لمقترحاته لإصلاح الاتحاد الأوروبي بعد البرود الذي أبدته برلين.  

تفاؤل رغم المعارضة 
لكن رغم المعارضة، هناك دوافع تحمل ماكرون على التفاؤل، فالبلبلة في السكك الحديد أقل بالمقارنة مع الإضراب في الأيام السابقة عندما لم يتم تسيير سوى واحد من أصل 7 من القطارات السريعة، وقالت الشركة الوطنية للسكك الحديد "إس إن سي إف" الشركة العامة المشرفة على القطارات في فرنسا، إن عدد المضربين تراجع بشكل حاد إلى 19.8% من القوى العاملة مقارنةً مع 34% في مطلع الشهر الحالي.

 وصوت مجلس النواب أمس الثلاثاء، بالإجماع لصالح مشروع قانون إصلاح سكك الحديد بتأييد 454 نائباً ومعارضة 80 آخرين، بحيث سيتم إلغاء التوظيف مدى الحياة، وضمانات التقاعد المبكر، لتوظيف عاملين جدد بدايةً من 1 يناير(كانون الثاني) 2020.

يأمل ماكرون في المصادقة على إصلاح سكك الحديد أمام مجلس الشيوخ سريعاً لقطع الطريق أمام المتظاهرين.

وصرحت وزيرة العمل مورييل بينيكو، لقناة "فرانس 2"، بأن "الديموقراطية تدعو النقابات إلى إيجاد حل للمضي قدماً وليس إلى الوراء".

في جامعة ستراسبورغ، شرق البلاد، أظهر استطلاع شمل 16 ألف طالب، أن 72% يؤيدون استئناف الدروس ما يدعم وجهة نظر الحكومة بأن أقلية من المشاغبين وراء حركات الاعتصام.

وهناك 4 فقط من أصل 70 جامعة مغلقة بشكل تام، بينما تعرضت 9 جامعات أخرى لبلبلة في عملها.

إلا أن هذه التظاهرات لا تزال بعيدة عن الإضرابات الشاملة في القطاع العام التي أرغمت حكومة اليمين على التراجع عن إصلاحاتها للتقاعد في 1995، أو تظاهرات مايو (أيار) 1968، عندما تحولت باريس إلى ساحة مواجهة بين السلطات والطلاب والعمال.