علما إسرائيل وإيران.(أرشيف)
علما إسرائيل وإيران.(أرشيف)
الجمعة 20 أبريل 2018 / 13:00

إيران مصمّمة على تفادي مواجهة الإسرائيليين

رأت الصحافية ديانا مقلد أنّ إيران مصممة على تلافي وقوع حرب مع إسرائيل، وشرحت أسباب ذلك في مقال لها ضمن صحيفة "ذي آراب نيوز" السعودية. وذكّرت بداية بأنّ مسؤولاً في الحرس الثوري قال السنة الماضية إنّ بلاده قادرة على محو إسرائيل من الوجود خلال سبع دقائق إذا تمت مهاجمة إيران. لكن مع ذلك، هاجمت إسرائيل مواقع إيرانية داخل سوريا في أكثر من مناسبة، وقد قتلت مسؤولين عسكريين إيرانيين، إلّا أنّ طهران لم تتحرك.

لغاية الآن، يظهر أنّ إيران قد تلجأ إلى العمليات الأمنية الخاصة – مقاربة سبق أن اعتمدتها

يبدو الآن أنّ مواجهة بين الإسرائيليين والإيرانيين باتت أكثر واقعية. لكن بالرغم من ذلك، تظهر السخرية في أنّ إيران تتحدث علناً عن أنّها تريد مواجهة مع إسرائيل لكن تتصرف بعكس تلك التصريحات. يأتي ذلك بينما يتحدث الإسرائيليون باستمرار حول كيفية تحول تلك المواجهة إلى أمر محتوم. أمّا بالنسبة لميدان ذلك الاصطدام الذي لا أحد يأبه له – فهو بالطبع سوريا.

مسألة وقت
توضح مقلد أنّ الإعلام الإسرائيلي يبدو مناقشاً لهذا النزاع وكأنه أصبح فعلاً مسألة وقت لا أكثر. وفي هذا الوقت، يتداول المسؤولون العسكريون الإيرانيون بفكرة إطلاق هجمات عسكرية أقسى ضدّ الإيرانيين في سوريا، وهو تحرك يحظى بإجماع من قبل المؤسسات السياسية والعسكرية في تل أبيب. ومع ذلك، ستكون المواجهة مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى إيران ونظامها، وبغض النظر عن التصعيد الإيراني الكلامي، من الواضح أنّ طهران أقل حماساً من إسرائيل بشأن اصطدام عسكري مباشر.

خسائر كبيرة
تميل إيران إلى العمل من خلال وكلاء لها – ميليشيات وجيوش توظفها للقتل من أجل مشروعها. لم تشن إيران معركة مباشرة منذ حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي. لقد فرضت إيران نفسها في لبنان من خلال وكلائها على غرار ما فعلته في العراق وتفعله اليوم في سوريا. لكنّها لم تظهر أي مبادرة باتجاه مواجهة مباشرة مع إسرائيل بصرف النظر عن الحرب الكلامية التي تشنها مؤخراً. إنّ حرباً شاملة تتطلب إرادة أكثر من طرف واحد، وإرادة إسرائيل وحدها ليست كافية لشنّها. لدى إيران العديد من السيناريوهات حول هذا نزاع الذي ستعاني بسببه من خسائر كبيرة بفضل ميزان القوى في سوريا، حيث تتمتع إسرائيل بحرية كاملة بالتحرك جواً. وبالتالي تستطيع الأخيرة مراقبة الوجود العسكري الإيراني وتفادي تطوره أو تقدمه باتجاه خط مواجهة مباشر مع قواتها.

تحرك ضد استنساخ التجربة العراقية
لغاية الآن، يظهر أنّ إيران قد تلجأ إلى العمليات الأمنية الخاصة – مقاربة سبق أن اعتمدتها. ومع أنّ تلك المقاربة لا تلغي احتمالات اندلاع نزاع، فهي تحمي الأراضي الإيرانية من هجمات إسرائيلية مدمرة. تريد إيران أن تبقي المواجهة في سوريا، بينما لن تتردد إسرائيل في ضرب مواقعها هناك أو في تدمير لبنان إذا بدأ حزب الله بإطلاق صواريخ ضدّها. من هنا، إذا عمدت الولايات المتحدة فعلياً إلى الانسحاب من سوريا، فقد تخلق شعوراً لدى إسرائيل بالحاجة الملحة إلى اختيار مواجهة مباشرة مع إيران، مخافة أن يؤدي الفراغ الذي يتركه غياب الجيش الأمريكي إلى تمدد إيراني إضافي بما يعيد استنساخ السيناريو العراقي. وتعترف إيران بالمقابل بأنّ تفادي أو تأجيل هذه المواجهة ستسمح لها بالتمدد أو بتعزيز نفوذها بأقل كلفة ومن دون أي تحديات خطيرة.

مجدداً، وكما كان العراقيون واللبنانيون واليمنيون تفصيلاً بشرياً وجغرافياً في الإطار العام لهذه الحروب، يبدو أنّ سوريا نفسها لن تكون أكثر من مجرّد ميدان لنزاعات كبيرة تحصل على حساب حياة المواطنين السوريين.