إيران المتمددة في العراق وسوريا ولبنان.. تخشى حرباً استخباراتية

ولفت طوم أوكونور، محرر لدى مجلة "نيوزويك"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وكوريا الشمالية، لمطالبة خامنئي مسؤولي وزارة الاستخبارات بالاستعداد لمقاومة "حرب استخباراتية" تستهدف الرأي العام والإيديولوجيا الحاكمة والتي تطلبت وضع استراتيجيات هجومية ودفاعية معاً من أجل تحقيق أهداف الجمهورية الإسلامية.

استخبارات المعارضة
ويشير كاتب المقال لثناء وجهه خامنئي لعملاء بلاده لتمكنهم من إحباط مؤامرات حاكتها "أنظمة استخبارات المعارضة" وأمر بتشكيل جبهة موحدة في وقت تتصاعد التوترات بين إيران وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.

وحسب موقعه الرسمي، قال خامنئي: "نحن اليوم في وسط هذا الميدان القتالي الهائل، حيث تقف الجمهورية الإسلامية في مواجهة جبهة قوية شكلها أعداؤنا. علينا مقاومة هذه الحرب، ومحاربة خطط الجبهة المعادية. ومن أجل التغلب على العدو، علينا تطوير استراتيجيات هجومية فضلاً عن أخرى دفاعية".

تعثر جهود
وحسب أوكونور، تدعم كل من الولايات المتحدة وإيران جهوداً لمحاربة داعش، ولكن أمريكا وضعت صورة لمستقبل سوريا بدون الأسد. ومع تحقيق الأسد انتصارات، بدعم إيراني، ضد قوى معارضة، وتعثر الجهود التي تقودها أمريكا في المعركة ضد داعش، استغلت إيران الوضع الراهن في سوريا لكي توسع نفوذها هناك.

العراق
إلى ذلك، عززت إيران علاقاتها مع جارتها العراق، حيث أدى الغزو الأمريكي في عام 2003، إلى تشكيل حكومة غالبيتها من الشيعة المقربين من إيران، وإثارة حركة تمرد سنية قادت لظهور داعش. وبعد ذلك، ظهرت ميلشيات شيعية بدعم إيراني، عرفت باسم قوات الحشد الشعبي لمحاربة داعش. ومع هزيمة التنظيم الإرهابي في العراق، تهدد اليوم تلك الميلشيات بطرد القوات العسكرية الأمريكية من العراق بالقوة.

لبنان
وأما في لبنان الذي يستعد لإجراء انتخابات في الشهر القادم، وهو التصويت التشريعي الأول منذ تسع سنوات، فيقول كاتب المقال إن النفوذ الإيراني تمدد أيضاً فيه، بعدما ساعدت طهران في تأسيس حركة حزب الله الشيعية التي لعبت دوراً رئيسياً في مقاومة غارتين إسرائيليتين كبيرتين. وقد شكل حزب الله، وهو يعتبر تنظيماً إرهابياً من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، ثاني أكبر حزب سياسي في ائتلاف 8 آذار( مارس) الحاكم في لبنان. كما شارك حزب الله بأعداد كبيرة من مقاتليه في محاربة معارضين وجهاديين في كل من سوريا ولبنان، والذي تتلقى قواته العسكرية النظامية دعماً أمريكياً.

قاسم سليماني
وأشارت صحيفة "النهار"، اللبنانية الرائدة والمقربة من كتلة 14 آذار( مارس) المعارضة، الأربعاء الماضي، لزيارة قام بها، في بداية الشهر الحالي، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للضواحي الجنوبية من بيروت من أجل الاجتماع بالأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

ويلفت أوكونور لسعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانسحاب من صفقة نووية أبرمها سلفه، أوباما، مع إيران، في عام 2015. ولكن قوى دولية خمس شاركت أمريكا في الصفقة، وهي الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، طالبت ترامب بعدم التخلي عن الصفقة مع اقتراب موعد نهائي حدده ترامب في الشهر المقبل.

ولكن، يرى البيت الأبيض أن الاتفاق النووي منح إيران الكثير بعد رفع لعقوبات وتسليم أموال مجمدة، ولم تمنع إيران فعلياً عن تمويل مجموعات تصنفها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية، ولا من تطوير صواريخ باليستية ستقود حتماً لتصنيع أسلحة نووية.