طلاب داخل حرم جامعة اسطنبول في تركيا (أرشيف)
طلاب داخل حرم جامعة اسطنبول في تركيا (أرشيف)
السبت 21 أبريل 2018 / 15:14

مِنح تركيا الجامعية المجانية.. مدخل للقبض على عنق شباب المنطقة

تستمر محاولات الحكومة التركية الحصول على موطئ قدم لها في الدول العربية، لا سيما عبر إحدى استراتيجيات السياسة الناعمة لاستمالة الرأي العام إلى جانبها، وآخرها عبر رسائل تقديم المنح التعليمية المجانية للطلاب العرب.

ولعل لهذا المشروع، عبر التغلغل الأكاديمي بين الطلاب العرب، إشارة إلى الدور التركي الطامح إلى زيادة التدخلات الخارجية في النزاعات العربية بالسعي لخلق ولاءات لها في الأجيال الشابةـ للتأثير على الشؤون الداخلية العربية كما يحصل مع بعض الدول الإقليمية.

وبحسب المعطيات الأخيرة عن تلك المنح التي باتت توزع بشكل كبير على الدول العربية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يتوانى عن محاولة إعادة إحياء أنظمة بائدة وإيقاظ دور إمبراطوري مرفوض في العالم أجمع، مستغلاً وجود فوضى إقليمية تعيشها المنطقة بسبب المجموعات الإرهابية التي استغلت الدين الإسلامي لنشر فكرها المتطرف وثقافتها الداعية لمحاربة السلم والاستقرار عن طريق استمرار توزيع منح تعليمية مجانية كاملة للمرة الثالثة مع توسع يعكس تنامي المطامع المشبوهة للسياسة التركية، وإصرارها على لعب دور الوصي على بلدان المنطقة لتغطية تجاربها السيئة في السياسة الخارجية تجاه الدول العربية.

ولتبيان مدى الطموح التركي الذي تود حكومة أردوغان الوصول إليه، يكفي النظر إلى الفئة المستهدفة من تلك المنح التعليمية، إذ تشير إعلانات برنامج المنح التعليمية إلى عدم وجود أي فئة واحدة مطلوبة، بل إن الباب مفتوح لجميع الاختصاصات، ما يعتبر اهتماماً بالقبض على عنق الشباب والشابات الذين يمكنهم التأثير على الرأي العام في مناطق سكنهم ومدنهم بعد العودة إليها لاحقاً.

وفي الإطار نفسه، أكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي ابتسام الكتبي أنّ التدخّلات التركية تعكس تزايد الأخطار التي يتعرّض لها الأمن القومي العربي، وتستهدف النَيل من أمن الدول العربية واستقرارها، داعية خلال مؤتمر "الفكر العربي" المنعقد مؤخراً في دبي إلى عدم السماح لنظام أردوغان باستغلال الفراغ السياسي والاضطرابات التي قد تشهد عليها عدد من الدول العربية، من دون نسيان مطامعها المستمرة في إعادة الزخم لفصائل إرهابية مثل الإخوان المسلمين في كل من مصر وليبيا وتونس وغيرها من الدول.