الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأحد 22 أبريل 2018 / 14:55

لماذا دعا أردوغان إلى انتخابات مبكرة؟

لفتت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية إلى أن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراء انتخابات مبكرة لم يكن مفاجئاً؛ إذ كان التساؤل الأبرز الذي يدور في أذهان العديد من الأتراك منذ مطلع هذا العام يتعلق بتوقيت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة.

الاقتصاد التركي في تراجع مستمر؛ إذ تجاوز التضخم نسبة 10% لأكثر من عام، وفي غضون شهر واحد دخلت اثنتان من أكبر التكتلات الاقتصادية في البلاد في محادثات لإعادة هيكلة ديون تصل إلى تسعة مليارات دولار

وفي الثامن عشر من أبريل (نيسان) الجاري، أعلن الزعيم التركي إجراء انتخابات مبكرة في 24 يونيو (حزيرن) المقبل، أي قبل ثمانية عشر شهراً من الموعد المحدد سلفاً للانتخابات، وهو توقيت مبكر جداً لتوقعات الجميع تقريباً في هذا الصدد. وتساءلت المجلة البريطانية: "تُرى ما الذي يأمل أردوغان في تحقيقه من دفع الأتراك إلى صناديق الاقتراع للمرة السادسة خلال أربع سنوات وبموجب قانون الطوارىء للمرة الثانية؟".

تراجع الاقتصاد التركي
وتشير "ذا إيكونوميست" إلى أنه على الرغم من تسجيل الاقتصاد التركي لمعدل نمو مثير للاعجاب في العام الماضي بلغ 7.4%، بسبب طفرة في الائتمان وسلسلة إجراءات التحفيز، فإن الاقتصاد التركي في تراجع مستمر، إذ تجاوز التضخم نسبة 10% لأكثر من عام، وفي غضون شهر واحد دخلت اثنتان من أكبر التكتلات الاقتصادية في البلاد في محادثات لإعادة هيكلة ديون تصل إلى تسعة مليارات دولار. وعلاوة على ذلك فقدت الليرة التركية أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار منذ عام 2013، وهي لا تزال تتدهور إلى مستويات منخفضة كل يوم تقريباً منذ أواخر شهر مارس (آذار) الماضي.

ولكن بعد الأنباء المفاجئة عن الانتخابات المبكرة، انتعشت العملة التركية، ويعني ذلك، بحسب "ذا ايكونوميست"، أن المستثمرين لديهم توقعات بتحقيق أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الفوز في الانتخابات وخفض الإنفاق التحفيزي، كما يبدو واضحاً أن أردوغان يدرك جيداً أن التباطؤ الحاد للاقتصاد التركي بات وشيكاً، وإجراء التصويت المبكر يمنحه فرصة أفضل لتحقيق الفوز.

استفتاء مثير للجدل
وتوضح المجلة البريطانية أن انتخابات يونيو (حزيران) ستشهد أول تصويت رئاسي وبرلماني في اليوم نفسه، وهو التغيير الذي كان جزءاً من رزمة التعديلات الدستورية التي منحت أردوغان سلطات جديدة بموجب فوزه بفارق ضئيل في الاستفتاء العام المثير للجدل خلال عام 2017.

ومن جديد يعود أردوغان إلى سباق الانتخابات، ولكنه في هذه المرة يتمتع بمزايا تجعله يتفوق على منافسيه؛ وخاصة لأن المعارضة ليس أمامها سوى شهرين تقريباً للقيام بحملات انتخابية. ولم يحدد الحزب العلماني الرئيسي حتى الآن مرشحاً موثوقاً به لمنافسة أردوغان. أما زعماء الحزب الكردي الرئيسي فقد تم الزج بهم إلى السجن بتهم ملفقة تتعلق بالإرهاب، وثمة تكنهات بأن الحزب القومي الذي تأسس حديثاً لن يُسمح له بالترشح للبرلمان، وحتى الآن يُعد قائد هذا الحزب، وهو وزير داخلية سابق، السياسي البارز الوحيد الذي يتحدى أردوغان رسمياً في انتخابات الرئاسة.

ديكتاتورية أردوغان
وتختتم "ذا ايكونوميست" بأنه من غير المحتمل أن تشهد تركيا انتخابات نزيهة؛ إذ يملك أردوغان السيطرة الكاملة على كل وسائل الإعلام تقريباً، بما في ذلك الصحف، كما يوجد أكثر من 100 صحفي داخل السجون التركية، وفي ظل حالة الطوارىء السارية منذ شهر يوليو (تموز) 2016 يمارس أردوغان سلطات ديكتاتورية؟ وفي غضون ساعات قليلة من إعلانه عن الانتخابات المبكرة، وافق نوابه على تمديد قانون الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر أخرى.