تلمذات خلال امتحان مدرسي.(أرشيف)
تلمذات خلال امتحان مدرسي.(أرشيف)
الأحد 22 أبريل 2018 / 19:25

المناهج .. كلام قديم جديد

المجتمع بثقافته وإعلامه ووسائل تواصله جزء من المنهج، ولذا وجب أن يلتزموا جميعاً بالمعايير، ويفهموها، ويكونوا جزءاً منها في مراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم

ونحن في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي قد نسمع من يقول: إنني أسعى حثيثاً للانتهاء من المنهج قبل الامتحانات. وقد نجد طالباً يرفع كتابه ويقول: المنهج صعب. وقد ترى من يدعي قدرته على تأليف منهج دراسي. كل هؤلاء لا يعرفون ما معنى كلمة "منهج دراسي". إنه ليس شيئاً قابلاً للانتهاء، وليس خاضعاً للتأليف الفردي أيضاً، ولا يمكن التخلص منه بطي الصفحة الأخيرة.

المنهج الدراسي كما يَعرف أغلب التربويين هو مجموعة الأدوات والخبرات والإجراءات التي يتعرض لها المتعلم خلال مدى زمني لتحقيق معايير معينة. فهو بهذا التعريف أوسع من أن يطلق على "كتاب".

لماذا قد يتكلم شخص ما منتقداً المنهج، وهو لم يتخرج في كلية التربية، أو ربما لم يدرس في المدرسة أصلاً؟ لماذا يرمي المجتمع أي إخفاق له على المناهج، وتكون "المنهاج" هي الكلمة الحاضرة في أي نقد للنظام التعليمي؟ ولماذا تغيب في احتفالات النصر؟ لماذا تقوى كلمة "منهج" حين تضاف إلى كلمات مثل: دولي، وأمريكي، وبريطاني؟ ولماذا ينظر إلى الأسماء المشاركة في تأليفه - شرفياً لا فعلياً - باعتبار ذلك مصدر قوة وسبيل اعتماد؟

إنها تساؤلات مشروعة وقد نكوِّن من الإجابة عليها إطاراً معرفياً لرؤية جديدة في بناء المناهج بشكل تكاملي يتعدى المادة إلى المعرفة الشاملة.
المعلم جزء من المنهج، ولذا لا بد أن يدرب على فلسفة المنهج ومعاييره، يطلع على أدواته وإجراءات تنفيذه، يكتسب استراتيجات توصيله وتعليمه.
ولي الأمر جزء من المنهج، ومفترض أن يشارك في توصيله، ولذا حري به أن يشارك في الاطلاع على فلسفته. وأن يتضمن المنهج دليلاً لأولياء الأمور.

المجتمع بثقافته وإعلامه ووسائل تواصله جزء من المنهج، ولذا وجب أن يلتزموا جميعاً بالمعايير، ويفهموها، ويكونوا جزءاً منها في مراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم.

ثمة شكليات استجدت حديثاً في علم المنهاج لم يكتب عنها، وهي من الأهمية بمكان أن توضع أمام معدي المناهج كالجانب التقني واستثمار التقدم العلمي والتقني في إنتاج مواد ووسائط تخفف حملاً مرهقاً على الحقيبة المدرسية.

إن موضوع تصميم المناهج وبنائها يأخذ أولوية قصوى في المجتمع يجعل من الظلم البين والتقصير الفادح والإهمال القاتل أن نختار لها المربعات الثلاثة: الطوارئ والخداع والضياع، ونبتعد عن المربع الثاني وهو مربع القيادة حيث الأمور فيه مهمة وغير عاجلة.
عملنا في هذا المربع هو الطريق الصحيح كي نجعل المناهج تقود عملية الانتقال السليم إلى المستقبل.