الإثنين 23 أبريل 2018 / 08:56

جريمة في سماء الخليج

ابن الديرة- الخليج

يضع نظام الحمدين دولة قطر، وطناً وشعباً، في مواقف محرجة تدل على مدى حيرة هذا النظام المرتبك المربك، ذاهباً إلى تصرفات متهورة لا يمكن تفسيرها إلا بالخروج عن الرشد والعقل، وكأنه لا تقاليد ولا أعراف تحكم علاقة الأشقاء والجيران والدول، وفيما تمضي واجهات قطر السياسية وأبواقها الإعلامية في تكبرها الفارغ، أبعد وأكثر شططاً، كل يوم، تقوم أدوات النظام القطري بممارساتها الغريبة بين الحين والآخر، في تكرار يشير إلى الإصرار على الخطأ، وها هي "لمقاتلات القطرية" تهدد سلامة طائرة إماراتية مدنية من جديد، في أثناء عبورها الأجواء التي تديرها مملكة البحرين الشقيقة.

في تفاصيل الحادثة ما هو مرعب حقاً، فقد حالت ثوان معدودة دون اصطدام الطائرتين، ما يعد، حسب هيئة الطيران المدني، اقتراباً خطيراً وغير آمن يعرض حياة الركاب، وقد بلغ عددهم 86 راكباً للخطر، لقد أجبر قائد الطائرة الإماراتية على إجراء مناورة سريعة للابتعاد وتفادي الاصطدام.

وقالت هيئة الطيران المدني إنها ستتقدم بشكوى لدى المنظمة الدولية للطيران المدني بخصوص هذا التعدي. هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المقاتلات القطرية لطائراتنا المدنية، فإذا أضيف إلى ذلك، كون الرحلات مسجلة قانوناً وفق الأنظمة المرعية والمسارات المتبعة، وإذا أضفنا أن كل شيء موثق بالصور والبراهين، علمنا وعلم الجميع أن الادعاءات القطرية التي تقال عادة ليست إلا نوعاً بغيضاً من أنواع "الكذب الرسمي" الذي أدمنه نظام قطر حتى أصبح هوايته وهويته وهواه.

لا نتعامل اليوم، للأسف الشديد، مع طرف ند يمكن التفاهم معه، وإنما مع نظام فاقد للبوصلة والاتجاه، وذاهب في عمر الغي والطيش كل مذهب، حتى أصبح اسمه مقروناً باسم الفضيحة في أبشع تجلياتها.

أبعد من ذلك، لا بد للمجتمع الدولي أن ينظر إلى هذه الوقائع باعتبارها جرائم متكاملة الأركان، تستدعي المزيد من الصدقية والصراحة والفعل الحقيقي، فلا مجاملة أو مهادنة مع نظام يرعى الجريمة المنظمة بهذا الصوت السافر، وبهذا الشكل المباشر.

النظام القطري اليوم يتجاوز حربه السياسية والإعلامية البشعة، نحو توجيه سهام الغدر إلى المدنيين والأبرياء، وكأنه يعيش في غابة بلا أنظمة وقوانين، وبلا أخلاق أو قيم. هو الفجور في الخصومة إلى درجة قصوى توضح توجهات الخصم وأحقاده المسبقة، وتبرهن بأنه لا يسعى إلى تطويق أزمته الراهنة، بل يتبنى، كعادته، سياسة الهرولة إلى الأمام، ناسياً أو متناسياً مشكلته، ومتجاهلاً حق شعبه في حياة عزيزة كريمة في محيطه وبين جيرانه وأشقائه. الجانب الإجرامي في الواقعة لا يمكن تجاوزه أو السكوت عليه، فأين منظمات حقوق الإنسان التي تدس أنفها في كل شيء، بمناسبة أو من دون مناسبة، من هذا الذي يحدث في سماء الخليج؟